Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منحة مالية استثنائية لفنانين تثير جدلا واسعا في المغرب

المعايير التي تم اعتمادها خلقت ردود فعل مستنكرة في الوسط الفني والرأي العام

الموسيقي المغربي نعمان لحلو قرر إرجاع ما مُنح (صفحة نعمان الحلو على فيسبوك)

أثار الدعم السنوي الذي قدمته وزارة الثقافة المغربية لفئة من الفنانين، جدلاً واسعاً في المغرب، خصوصاً أن الوضع الاقتصادي المتدهور بسبب تداعيات كورونا، لا يسمح بـتقديم "دعم غير مستحق في زمن الجائحة" لا يعتبر من الأولويات وعلى مشاريع فنية لا ترى النور.

سياسة الريع؟

استغرب مراقبون طريقة تدبير الحكومة للمالية العامة، وتحديداً خلال الأزمة الصحية والاقتصادية التي تسببت بها جائحة كورونا، حيث لاحظ محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، في حديثه لـ "اندبندنت عربية" أن "الحكومة المغربية في الوقت الذي تشدد فيه على كون الميزانية العامة للدولة ستفقد الملايين بسبب التداعيات السلبية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي للوباء، إلا أنها غير مستعدة للتخلي عن سياسة الريع والفساد وراحت توزع المال العام يميناً وشمالاً على أشخاص قيل إنهم فنانون، مع العلم أن العديد من هؤلاء لايعرفهم أحد ولم يسبق لهم أن قدموا أي أعمال تذكر."

شفافية حكومية 

من جانبه نفى وزير الثقافة المغربي عثمان الفردوس تلك الاتهامات موضحاً أن الشفافية من شروط العمل العمومي ويعتبر الولوج إلى المعلومة حقاً مكفولاً للمواطنين، وعلى هذا الأساس تم بشكل كامل نشر نتائج طلبات عروض مشاريع على موقع الوزارة لضمان الوضوح فيما يخص استعمال المال العام.

وأوضح الوزير أن الضربة القوية التي تلقاها النشاط الثقافي من الجائحة، تركت الكثير من الفنانين بدون أي وجهة ولا أفق في الرعاية أو الاحتضان، وأن التدابير الأفقية التي تم إرساؤها بفضل صندوق كوفيد 19، مكنت بالفعل أكثر من 3700 من حاملي بطاقة الفنان (القديمة أو الجديدة) من الاستفادة من نظام التضامن "كوفيد"، أي بنسبة قبول بلغت 70 بالمئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أن حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع الفني بسبب فيروس كورونا دفعت الوزارة إلى تعبئة الصندوق الوطني للعمل الثقافي لإطلاق طلبات عروض المشاريع الفنية كدعم استثنائي من خلال:

- تضاعف عدد المشاريع المرشحة ثلاث مرات سنة 2020.
- الغلاف الكلي البالغ 37 مليون درهم عرف زيادة 30 في المئة مقارنة بدعم 2019، على الرغم من عدم بلوغه الرقم القياسي لسنة 2016 بغلاف 40 مليون درهم.

وكانت وزارة الثقافة المغربية أعلنت عن نتائج الدعم الاستثنائي الذي خصصته لتشجيع المشروعات الثقافية والفنية في 2020-2021. وأوضحت الوزارة في بيان، أنها خصصت ما يزيد على 36 مليون درهم مغربي (نحو 4 ملايين دولار) لدعم عشرات المشروعات والإنتاجات في مجالات الجولات المسرحية والموسيقى والأغاني وفنون العرض والفن الكوريغرافي (رقص)، إضافة إلى دعم اقتناء الأعمال الفنية التشكيلية والبصرية، ودعم معارض الفنون التي تنظمها أروقة المعارض المتخصصة.

ومنذ عام 1998، عملت وزارة الثقافة على تنظيم آليات دعم المشهدين الفني والثقافي، من منطلق الإيمان بدور الثقافة والفنون في التنشئة الاجتماعية والتربية على القيم المواطنة.

مهزلة الدعم

وصف الفنان التشكيلي محمد سعود عملية الدعم الفني تلك بالمهزلة، وسأل الوزير الذي تحدث في بيانه عن الشفافية وعن الضربة القاضية لجائحة كورونا على الفنانين، إن كان يعلم أن من بين الفنانين الذين استفادوا من الدعم من يمتلك ثروات هائلة، من دون الحديث عن الذين يتقاضون رواتب شهرية ضمن الوظيفة العمومية، متسائلاً عن الضرر الذي لحق بهؤلاء.

في حين اعتبرت الفنانة المغربية المشهورة لطيفة رأفت أنه لم يتم إثارة أي ضجة منذ إنشاء برنامج الدعم سوى هذا العام، مضيفة أن "الدعم الاستثنائي والمبلغ الخيالي الذي خصص له يثير الدهشة، لقد وزعت تلك الأموال على أسماء معروفة وأخرى غير معروفة أيضاً، وهناك شركات إنتاج لم تنتج شيئاً، وأسماء لا علاقة لها بالفن، هذا أمر غير مقبول لذلك وجب البحث والتقصي قبل إعطاء الدعم". 

تنازل شكلي 

وقام فنانون بعد الجدل حول مسألة الدعم، بإعلان تنازلهم عن تلك الأموال الممنوحة في إطاره، لكن العديد من المتابعين شككوا في الأمر لصعوبة إرجاع الأموال الممنوحة إلى خزينة الدولة، حيث أشار محمد سعود إلى أن "هناك من أنّبه ضميره أو حاول خلق بروباغندا لتنازله عن الدعم رغم أنه هو من زاحم المتضررين في طلبه، ومنهم من يعرف مسبقاً أنه لا يحق له إرجاعه حسب القوانين والإجراءات المعقدة".

وكان المغني المغربي نعمان لحلو قد قرر التنازل عن مبلغ الدعم الذي منح له، حيث قال "لقد امتنعت عن أخذ الدعم مع توقيف تنفيذ الإنتاج لأعمالي الفنية في الوقت الراهن؛ ورغم أن دعم الدول للمشاريع الثقافية والرياضية والفنية مقاربة تتسم بالعمومية على المستوى العالمي؛ ورغم أن مِنَح هذا النوع من الشراكات في الانتاج تذهب افتراضاً لدعم الإنتاج؛ ورغم أنني أشتغل في إطار ممأسس يحقق الشفافية الضريبية ويضمن العيش لمجموعة من الأسر وتفادياً لأي حساسيات قد تصدر من بعض الزملاء الفنانين؛ اتخذتُ قراري بتوقيف عملية الإنتاج وامتناعي عن الاستفادة؛ مطالباً الوزارة أن تحول المنحة المخصصة لمشروعي الفني إن هي شاءت الى صندوق كوفيد 19".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير