Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل فكرت يوما في توجيه رسالة إلى كورونا؟

فنانة سعودية تجمع مشاعر الناس تجاه الوباء بين أربعة جدران

عندما نجح فيروس كورونا بالهروب من حدود الصين نهاية العام الماضي، تسلل بفعل قوته التي لا تتوافق مع حجمه المجهري عبر حدود العالم، متجولاً في مدنها وبين شوارعها، دافعاً الناس إلى حبس أنفسهم بين أربعة جدران، بينما كان يحتل حياتهم العامة التي اعتادوا على ممارستها.

الجدران الأربعة التي أحاطت بالناس فترة ليست بالقصيرة، حملت رسائلهم في شقوقها بعدما اضطروا لمخاطبتها في أشهر الحظر. في هذه الأثناء التي انشغل العاملون في القطاعات الصحية بمحاولة البحث عن علاج يُخرج الناس من بين تلك الجدران، انكب فنانون على محاولة زرع كاميراتهم عليها، لمعرفة ما يمكن أن يقوله الناس لعدو غير مرئي اضطرهم لإغلاق الأبواب على أنفسهم.

ماذا ستقول لـ"كورونا" لو التقيته؟

عندما علِقت الفنانة السعودية داليا العكي فترة إغلاق الحدود في مدينة برشلونة الإسبانية، إحدى بؤر التفشي الأولى على مستوى العالم، كانت نافذتها الوحيدة المطلة على بلادها هي أجهزة الاتصال التي كانت تجمعها بعائلتها لكسر روتين الحظر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أثار سؤالٌ طرحه عليها والدها عما ستقوله للفيروس التاجي فيما لو كانت قادرة على مخاطبته، فكرة جمع مشاعر وأجوبة الآخرين التي يودون الإجابة عن سؤالها لهذا الضيف الثقيل، وإنْ لم يهتم كثيراً بذلك، فبدأت بتوجيه السؤال لكل من تعرفه، وبحسب ما أخبرتنا، "وجهت السؤال في المرة الأولى لعائلتي عما يمكن أن يقولوه لكورونا فيما لو التقوه، فوصلتني منهم خمسة تسجيلات، ثم عشرة، فمرّرت السؤال إلى أصدقائي في كل دول العالم ليصل الإجمالي إلى خمسة وعشرين تسجيلاً، واستمرت التسجيلات بالتوافد، إلى أن جمعنا 76 فيديو حتى ليلة افتتاح المشروع، وكأن العالم كان بحاجة إلى هذه النافذة حتى لو كانت متخيلة لمخاطبة كورونا وإبداء مشاعره تجاهه".

تضيف العكي لـ"اندبندنت عربية"، إنها تفاجأت بالمشاعر التي تدفقت عليها عبر تلك الفيديوهات، "كل فيديو شاهدت أثّر فيّ بشكل ما، بعضها كان صامتاً كحال أصحابها في الحظر، بعضها كان لأشخاص يبكون، وبعضها لآخرين يضحكون من دون سبب، ومنهم من ظل يمارس هوايته التي اشتغل بها في منزله الأشهر الماضية أمام الكاميرا".

بين الجدران الأربعة

لم تكن فكرة المشروع قد تبلورت حينها لدى داليا وشركائها، سوى أنهم اكتفوا بمشاهدة ذلك التدفق الذي صار اسمه في ما بعد "indistinct".

تذكر العكي، "بعد استقبالنا كل هذه التسجيلات، بدأنا بالبحث عن طريقة لعرضها، كانت الفكرة في البداية أن نعرضها على منصة إنستغرام كفيديوهات قصيرة، لكن مع زيادة عددها قررنا أن ننقلها إلى أرض الواقع".

وحول بداية العمل على المشروع، قالت، "بدأنا ببناء المشروع بأنفسنا، اخترنا أن نعلق تلك الرسائل على أربعة جدران تحيط بمن يزورون المكان ويتلقون الرسائل"، تضيف، "فكرنا في طريقة عرض تلك الرسائل، لم تكن فكرة عرض كل فيديو على حدة جيدة نظراً لحجم المحتوى الكبير، فقررنا عرضها معاً"، وهو ما صنع اسم المشروع "لذلك قررنا تسميته indistinct، وهي كلمة تحمل معنيين متناقضين، إذ يمكن استخدامها للإشارة إلى الوضوح وعدم الوضوح في الوقت ذاته، وهو ما كان عليه العمل، نسمعه لكننا لا نفهمه بسبب التداخل، تشعر به لكنك لا تستطيع الإمساك به، متداخل لكنك تريد أن تكون جزءاً منه في مثل هذه الظروف".

هذا التداخل الذي يحيط بالأشخاص بين الجدران الأربعة، التي تعلقت بها رسائل الناس المسجلة للوباء المثقل عليهم، كانت أرشيفاً مليئاً بالعواطف والأفكار غير المعلنة، علّقت لتكون مكاناً يوجه فيه الناس رسائلهم إلى طرف لا يبدو أنه يهتم لهم كثيراً، لكنهم يهتمون أن يفعلوا ذلك بشكل جماعي حتى يشعروا بالألفة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة