Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من هم المقاتلون الأجانب في معارك قره باغ؟

معظمهم ينتمون الى المكوّن التركماني في سوريا

آثار القصف الأذربيجاني على قرية مارتوني الأرمينية في قره باغ (غيتي)

ينخرط الجيش الأذربيجاني وقوات أرمنية في مواجهات دامية منذ الأحد 27 سبتمبر (أيلول) المنصرم، في ناغورنو قره باغ، في تصعيد يُعد الأعنف منذ عقود، فيما تتبادل باكو ويريفان الاتهامات باستقدام مقاتلين أجانب غالبيتهم من السوريين.
في ما يأتي المعلومات المتوفرة حتى الآن عن المقاتلين الأجانب الذين يشاركون على خطوط القتال من الجهتين:

منذ اندلاع الإشتباكات، اتهمت يريفان التي تنضوي في تحالف عسكري لجمهوريات سوفياتية سابقة بقيادة موسكو، تركيا بإرسال مرتزقة من شمال سوريا دعماً للقوات الأذربيجانية.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أمس الجمعة إن تركيا تتدخل عسكرياً في المعارك إلى جانب أذربيجان عبر نقل "آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا".
وذكرت موسكو الأربعاء الماضي، أن مقاتلين من سوريا وليبيا، حيث نشرت تركيا آلاف المسلحين خلال الأشهر الماضية، توزعوا في منطقة الصراع.
وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة "قلقاً بالغاً على خلفية معلومات واردة بشأن انخراط مقاتلي جماعات مسلّحة غير شرعية من الشرق الأوسط في الأعمال الحربية".
ولم يصدر أي تعليق رسمي من تركيا، فيما نفت وزارة الدفاع الأذربيجانية بالمطلق وجود مقاتلين سوريين على أراضيها. وقال مساعد الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف في مؤتمر صحافي الجمعة إن بلاده "ليست بحاجة إلى أي مقاتلين أجانب، لأنه لدينا قوات مسلحة محترفة ولدينا أيضاً قوات احتياط كافية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معلومات المرصد السوري لحقوق الإنسان

ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول أكثر من 850 مقاتلاً من فصائل سورية موالية لأنقرة إلى قره باغ منذ الأسبوع الماضي بعد انتقالهم من شمال سوريا إلى تركيا ومنها جواً الى المنطقة المتنازع عليها. ووصلت الدفعة الأولى المؤلفة من 300 مقاتل قبل اندلاع الإشتباكات، ثم الدفعة الثانية خلال الأسبوع الحالي. وأحصى المرصد مقتل 28 منهم على الأقل منذ بدء المعارك.
وتواصلت وكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة مع مقاتل سوري أكد وجوده في أذربيجان. وتحققت من تبلّغ عائلات ثلاثة مقاتلين على الأقل بمصرعهم خلال المعارك.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس الماضي لصحافيين على هامش قمة الاتّحاد الأوروبي في بروكسل "حسب استخباراتنا، غادر 300 مقاتل من سوريا للتوجّه الى باكو عبر غازي عنتاب (تركيا)".
وأضاف "إنهم معروفون ويتم تعقّبهم"، وينتمون إلى "مجموعات جهادية تنشط في منطقة حلب"، لافتاً إلى أنه سيطلب "تفسيرات" من نظيره التركي رجب طيب أردوغان "في الأيام القليلة المقبلة".
وبحسب المرصد، ينتمي المقاتلون إلى فصائل موالية لأنقرة تنشط خصوصاً في منطقة عفرين، التي سيطرت عليها القوات التركية عام 2018 بعد هجوم واسع استهدف المقاتلين الأكراد.
ويوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن غالبية المقاتلين الذين غادروا ينتمون الى المكوّن التركماني وينضوون في صفوف الفصائل التي شاركت إلى جانب تركيا في هجمات عدة شنتها في شمال وشمال شرق سوريا.
ويقول الباحث المتخصص في التنظيمات المتطرفة أيمن التميمي إن المقاتلين هم "خليط من مقاتلي المعارضة القدامى أو المجندين الجدد من الشباب" يعملون بـ"إمرة" تركيا. وسبق لبعضهم أن تلقى دعماً غربياً خلال سنوات النزاع السوري.
وبحسب المرصد ومصادر محلية عدة في شمال سوريا، ينضوي غالبية المقاتلين في ثلاث فصائل رئيسة هي "السلطان مراد" و"سليمان شاه" و"لواء المنتصر بالله"، إضافة إلى مقاتلين من فصائل أخرى تطوعوا بصفة فردية.
وتنضوي هذه الفصائل في "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، ويعدّ الجناح العسكري للمعارضة السورية السياسية. وينتشر في مناطق عدة في الشمال السوري تحديداً في مناطق النفوذ التركي. ويتواجد بشكل أقل في محافظة إدلب (شمال غرب).
إلا أن المتحدث باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود نفى لوكالة الصحافة الفرنسية توجّه "أي مقاتل تابع للجيش الوطني أو باسم الجيش الوطني الى أذربيجان" موضحاً أن الموضوع برمّته "حملة اعلامية بدأتها الحكومة الأرمينية" ونفتها باكو. وأضاف "إنّها حملة اعلامية لتشويه سمعة الجيش الوطني".

موقف باكو

وردّت أذربيجان على اتهامها بتلقي دعم تركي عسكري والاستعانة بمقاتلين سوريين، باتهام يريفان بالاستعانة بـ"مرتزقة" أرمن في القتال.
وقال حاجييف الجمعة "نرى أن الجانب الأرميني يحاول جلب مرتزقة أجانب، خصوصاً من أصل أرميني، من دول ثالثة للقتال ضد أذربيجان".
وأضاف "إن أرمن من سوريا ولبنان ينتشرون حالياً في أرمينيا، وهم في صفوف القوات المسلحة الأرمينية التي تقاتل ضد أذربيجان".
وبحسب المرصد السوري، توجّه بضع مئات من أرمن سوريا إلى أرمينيا للمشاركة في القتال، الأمر الذي نفاه مسؤول أرميني في شمال سوريا.
وفي بيروت، قال النائب هاغوب بقرادونيان، الأمين العام لحزب الطاشناق، أكبر الأحزاب الأرمينية في لبنان، إن أرمينيا "ليست بحاجة إلى شباب من دول يتواجد فيها الأرمن للتوجه إليها والتطوع في الجيش".
وقال "لا نيّة لدى الأحزاب الأرمينية بإرسال شبان، ولا يحصل أي عمل تنظيمي في هذا السياق" إلا أنه لفت في الوقت ذاته إلى توجّه شبان بمبادرة فردية.
وأكّد أنّ "كل أرميني يعيش في أي بقعة في العالم يشعر بواجب التضحية سواء عبر العمل السياسي أو التبرع بالمال أو العمل الإعلامي" واصفاً ما يجري بـ"حرب ابادة جديدة ضد الشعب الأرميني".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات