Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معارك عنيفة في قره باغ واعتقال العشرات في إيران لدعمهم أذربيجان

تعلن طهران وقوفها على الحياد في الحرب بين البلدين الجارين

جانب من التجمعات المناصرة لأذربيجان في مدينة تبريز الإيرانية (وكالة فارس للأنباء)

انخرطت القوات الأذربيجانية والأرمنية في "معارك عنيفة" في منطقة قره باغ المتنازع عليها بعد أنّ شنّ الجيش الأذربيجاني هجوماً جديداً واسع النطاق اليوم السبت، على ما أفاد مسؤولون أرمينيون.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان إنّ القوات الانفصالية التي تدعمها أرمينيا صدّت "هجوماً كبيراً" شنّته القوات الاذربيجانية، وأطلقت هجوماً معاكساً. وكتبت على فيسبوك أنّ "معارك عنيفة مستمرة على أصعدة أخرى".
وبعد ساعات قليلة من إعلان رئيس سلطات ناغورنو قره باغ، أرايك هاروتيونيان، بدء "المعركة الأخيرة" في المنطقة وتوجّهه إلى الجبهة للانضمام إلى القتال، نُشرت على موقع الحكومة الأرمينية قائمة تضمّ أسماء 51 قتيلاً إضافياً من القوات الأرمينية الانفصالية، لترتفع بذلك الحصيلة الرسمية للمعارك إلى 242 قتيلاً من الجانبين، علماً بأن باكو لم تفصح بعد عن عدد قتلى جنودها. 
وقال الانفصاليون إن الجيش الأذربيجاني أطلق الصواريخ مجدداً صوب مدينة خانكندي الرئيسة في قره باغ. وفي ستيباناكرت كبرى مدن الإقليم، التي قُصفت الجمعة للمرة الأولى بالمدفعية الثقيلة، سُمعت أصوات انفجارات جديدة صباح السبت، بحسب مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت وزارة الدفاع في باكو إن "المعارك الشرسة مستمرّة على طول الجبهة". وقال الجيش إن 19 قريةً أذربيجانية تعرّضت لقصف القوات الأرمينية خلال الليل، وأكّد أنه اتخذ "تدابير ردّ حازمة"، مشيراً خصوصاً إلى السيطرة على مواقع للانفصاليين.

ويبدو أن محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بدء محادثات سلام بين طرفي النزاع بشأن الإقليم، لم تلقَ استجابةً، بعدما تحدّث الجمعة مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، مقترحاً سبيلاً جديداً للعودة إلى المحادثات.
ودعت خارجية الإقليم الانفصالي، اليوم السبت، المجتمع الدولي إلى "الاعتراف باستقلال" ناغورنو قره باغ، معتبرةً ذلك "الآلية الوحيدة الناجعة لإعادة السلام".
في المقابل، كرّر علييف الدعوة إلى انسحاب القوات الأرمينية من "الأراضي المحتلة" الأذربيجانية، كـ"شرط مسبق" لوقف إطلاق النار.

الأذريون في إيران

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على صعيد آخر، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية يوم الجمعة 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، عن اعتقال العشرات من المواطنين الإيرانيين من الإثنية الأذرية، الذين شاركوا في مسيرات مناصِرة لأذربيجان في الحرب ضد أرمينيا في إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه بين البلدين.
ويشكل الأذريون ثاني أكبر أقلية عرقية في إيران بعد الفرس، ويقطنون المناطق الحدودية مع أذربيجان وتركيا، شمال غربي البلاد.
وفيما تؤكد السلطات الإيرانية أن موقفها محايد حيال الحرب الدائرة، لكنها متهمة بالانحياز إلى أرمينيا.
ونشرت وكالة أنباء "هرانا" التي تعنى بقضايا حقوق الإنسان في إيران، أسماء 38 من المعتقلين في أردبيل وتبريز وأورومية ومشكين شهر وبارس أباد معان وزنجان، شمال غربي البلاد. ومع ذلك يؤكد الناشطون أن عدد المعتقلين في التجمعات التي عمت المدن في الأقاليم الأذرية الإيرانية أكبر من هذا العدد.

وذكرت "هرانا" طبقاً لما أورده موقع راديو فردا (إذاعة الغد) الأميركية، أن الاعتقالات حدثت في الشوارع وأماكن العمل، كما اقتحمت قوات الأمن منازل بعض الناشطين. واتسم أداء رجال الأمن بالعنف ما أدى إلى كسر أيدي أو أنوف بعض المعتقلين.
وعبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها لاعتقال ناشطين في مدينة أردبيل ونشرت أسماء بعضهم.
كذلك أعلنت حملة الدفاع عن السجناء السياسيين والمدنيين في إيران أن الأمن اعتقل 20 شخصاً في أردبيل.

رسالة تحذير

ووجّهت إيران السبت تحذيراً عبر وزارة خارجيتها، إلى جارتيها أرمينيا وأذربيجان، بعد سقوط قذائف على أراضيها جراء المعارك بينهما.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده، في بيان، بأن طهران "تراقب ما يجري على حدودها بدقة"، مؤكّداً "عدم قبول وتحمّل أي اعتداء على أرضنا من قبل أي من الأطراف المتنازعة ونحذّر جميع الأطراف بجدية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة في هذا الصدد".
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، أفادت في الأيام الماضية بسقوط عدد من القذائف على المناطق الحدودية في شمال غربي البلاد. وسقطت القذائف على وجه الخصوص في مقاطعتي أصلاندوز (محافظة أردبيل) وخداآفرين (آذربيجان الشرقية).
وأشارت "إرنا" الأربعاء إلى إصابة طفل في السادسة من عمره بجروح، بعد سقوط خمس قذائف على قرية برويز خانلو في خداآفرين، ما تسبّب أيضاً بتضرّر منازل وأراض زراعية.
وكرر خطيب زاده في بيانه الدعوة التي أطلقتها إيران منذ بدء الجولة الأخيرة من النزاع بين جارتيها، لوقف الأعمال العدائية وبدء محادثات أبدت طهران استعدادها للمساهمة فيها.

اتهامات بالتسليح

ولا يزال القتال بين أذربيجان وأرمينيا على قره باغ مستمراً منذ يوم السبت الماضي، وأدى إلى مقتل وجرح المئات من الجانبين.
وكان رئيس أذربيحان إلهام علييف أعلن الشهر الماضي، أن روسيا تزود أرمينيا بالسلاح عبر أحد البلدان المتشاطئة على بحر قزوين في إشارة واضحة إلى إيران التي رفضت هذه الاتهامات.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لما وصفوها بشاحنات تنقل السلاح من الأراضي الإيرانية إلى أرمينيا. لكن رئيس مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، نفى في اتصال هاتفي مع نائب رئيس أذربيجان هذه الأنباء، مؤكداً أن بلاده تعترف بسيادة باكو على أراضيها.

وكان ممثلو المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في الأقاليم التي تضم مواطنين أذريين، أصدروا بياناً الخميس 1 أكتوبر، أكدوا فيه دعمهم لأذربيجان في الصراع القائم على ناغورنو قره باغ، في موقف نادر يبدو متعارضاً مع الموقف الرسمي للبلاد.
ووقّع البيان ممثل خامنئي في أذربيجان الشرقية، علي آل هاشم، وممثله في أذربيجان الغربية مهدي قريشي، وكذلك ممثله في أردبيل علي خاتمي، وممثل المرشد في إقليم زنجان مهدي قريشي.
وذكر الموقعون على البيان أنه "لا يوجد أدنى شك بأن قره باغ تعود إلى جمهورية أذربيجان ولا بد من عودتها إليها... وجهود أذربيجان في هذا الإطار تنطبق مع الشرع والقانون".
في المقابل، تربط إيران علاقات جيدة بأرمينيا وتزودها بالطاقة الكهربائية، لكن علاقاتها مع أذربيجان مرت بخلافات عدة خلال السنوات الماضية، من بينها طبيعة التعاون بين باكو وإسرائيل، والخلاف على تحديد الحدود المائية في بحر قزوين. كما تتهم طهران جارتها بدعم النزعات الانفصالية في المناطق الإيرانية التي يقطنها الأذريون.

الدعم التركي لأذربيجان

أما على الصعيد التركي، فرفضت أنقرة المطالب "السطحية" بوقف إطلاق النار في جنوب القوقاز، في موقف معارض للدعوات الدولية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، إن بإمكان روسيا القيام بدور الوسيط في وقف إطلاق النار "فقط إذا كانت محايدة".
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عنه قوله، إن "المطالب السطحية بوقف فوري للعمليات القتالية ووقف إطلاق النار بشكل دائم لن تكون مجديةً هذه المرة".

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال بدوره، اليوم السبت، إن بلاده تساند "المقهورين" في كل مكان. وتابع "نكافح ليلاً ونهاراً حتى تتبوأ بلادنا المكان الذي تستحقّه في النظام العالمي. ونقف بجوار المقهورين في كل مكان من سوريا إلى ليبيا ومن شرق المتوسط إلى القوقاز".
وتقدّم أنقرة الدعم لأذربيجان في القتال ضدّ الأرمينيين، وأكّدت يريفان امتلاكها أدلة على مشاركة تركيا مباشرة في نزاع قره باغ، عبر الأسلحة والقادة العسكريين.
كما أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن عناصر سوريين نقلوا عبر تركيا للانضمام إلى القتال في قره باغ.
روسيا بدورها عبّرت عن قلقها البالغ إزاء "معلومات واردة بشأن انخراط مقاتلي جماعات مسلّحة غير شرعية من الشرق الأوسط في الأعمال الحربية".

64 قتيلاً سورياً

وفي هذا السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بمقتل 64 عنصراً سورياً على الأقلّ من فصائل موالية لتركيا خلال مشاركتهم في معارك قره باغ إلى جانب القوات الأذربيجانية.  
وقال المرصد إنهم من بين 1200 سوري من فصائل موالية لتركيا أرسلوا للقتال إلى جانب أذربيجان منذ الأسبوع الماضي، فيما كان أشار في وقت سابق إلى أن عددهم 850.
وقُتل 36 منهم على الأقل في المعارك خلال الساعات الـ48 الأخيرة فقط، وفق المرصد، ما يرفع الحصيلة الإجمالية من 28 إلى 64 قتيلاً.

المزيد من الشرق الأوسط