Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القاهرة تراقص كازابلانكا... فنون بديلة لتشجيع التعددية في مهرجان "دي كاف"

الملصق الدعائي يثير الدهشة... أصحاب الهمم ينالون فرصتهم... حضور أوروبي لافت بعروض مختلفة

مشهد من العرض الدنماركي المشارك في مهرجان  "دي كاف" . (خاص. إندبندنت عربية)

شوارع ومسارح العاصمة المصرية القاهرة تتزين لاستقبال فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان فريد من نوعه "دي كاف"، بداية من الغد الجمعة 29 مارس (آذار) وحتى 21 من شهر أبريل (نيسان) المقبل، حيث الانفتاح على كافة الفنون المعاصرة المتنوعة، وفرص أكبر للاطلاع على ثقافات أخرى، مع عروض غير اعتيادية بالمرة، بعضها تفاعلي وأخرى راقصة، وكثير منها ينتصر للطفولة، وأبرزها عرض راقص احترافي يُقدّم للمرة الأولى في مصر، يشترك فيه مجموعة من ذوي القدرات الخاصة بشكل أساسي.

أصحاب الهمم ينالون إعجاب الجمهور لا تعاطفه

مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة ـ Downtown Contemporary Arts Festival  واختصاره "D-CAF" يواصل دورته الثامنة بكثير من المفاجآت، حيث يعتبر أول مهرجان دولي للفنون المعاصرة متعدد التخصصات في مصر، وقد واجه القائمون عليه تحديات كبيرة للوصول به إلى هذه المرحلة وهذا الزخم. يقول أحمد العطار، المدير الفني للمهرجان، لـ(اندبندنت عربية) "لا شك أن فكرة المهرجان نفسها كانت مغامرة، ولكن إيجابياتها كثيرة، فالجمهور هنا أكبر وأكثر تنوعا، فالمهرجان يقدم أشكالا فنية مختلفة، مثل الموسيقى والمسرح والرقص والفن التشكيلي كذلك".

ويعتبر "أفق" العرض الأكثر تميزا في دورة مهرجان هذا العام، وهو أول عرض مصري احترافي راقص يشترك فيه متحدو الإعاقة وذوو القدرات الخاصة من أصحاب الهمم، بفكرة وتصميم شيماء شكري، وبمشاركة سلمى سالم ومحمود الجزار. العرض مصري مئة بالمئة، فالفكرة تقدم في العالم منذ سنوات طويلة، ولكن المهرجان يبادر بصنع مثيلتها في مصر، وبحسب بيان رسمي صادر عن إدارة المهرجان فالعرض "يقدم حالة فنية يظهر من خلالها تقبل واحترام الاختلافات وخلق مساحات مشتركة من التشابه والتضامن. فمن خلال حركة الجسد داخل إطار الزمان والمكان ومحاولة الاستماع لصوت الذات، يفكك هذا العرض القيود الجسدية والعقلية التي قد تكبلنا ويسمح لأرواحنا بالتحليق في فضاءات جديدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويواصل العطار الحديث عن العرض الذي يوازيه عروض عالمية مختلفة تقدم في دول أجنبية منذ أكثر من 15 عاما، مؤكدا أن "العمل على فكرة إدماج ذوي القدرات الخاصة في عروض فنية بدأ العمل عليها من قبل إدارة المهرجان قبل خمس سنوات، حيث كان الهدف إخراجهم من الدائرة التقليدية المتعلقة بتعاطف الجمهور معهم، إلى مستوى آخر، حيث يشاركون في عرض مهم ينال إعجاب الجمهور لا تعاطفهم"، ويتابع المدير الفني للمهرجان " نراهم في (أفق) يمثلون ويرقصون ويغنون في إطار محدد دون ارتجال، وبالتالي الأمر خرج هنا من إطار المجاملة بالتصفيق إلى الإشادة بالمجهود، والحقيقة أننا في السابق كنا نستعين بمصممين أجانب، ولكن كما أوضحنا فالعرض هذه المرة مصري خالص".

عروض تفاعلية وللأطفال نصيب كبير

من بين ما يقدمه مهرجان "دي كاف" بدروته لعام 2019 عرض رقص مصري آخر بعنوان "بدون خسائر"، و كذلك "ارقصوا كازابلانكا"، وهو عرض فني راقص يستدعي روح مدينة كازابلانكا المغربية، ويتميز بالأجواء الحماسية، وكذلك ثلاثة عروض أوروبية تأتي في إطار المسرح التفاعلي بينها "صدّق أو لا تصدق"، بإشراف الفنان البريطاني، أنت هامبتون، ويتوجه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و11 عاما، حيث يقومون بإعادة محادثة يستمعون إليها في سماعات فيما بينهم بشكل يمزج بين الفكاهة والجدية، كما أن الجمهور يشارك في اللعبة أيضا، وهناك أيضا عرض فرنسي للمخرج دانكان إيفننو، والمؤلف لانسيلوت هيملن، ضمن المسرح المعاصر، ويحمل عنوان "تصبح على خير"، ويتناول عالم الأحلام كظاهرة مركبة، كما يتضمن العرض الدنماركي "تراب" أشكالا فنية مختلفة، مثل المسرح والأوبرا والعرائس المتحركة.

هل يواجه "دي كاف" أزمة في التمويل؟

الاهتمام بتفاصيل سفر الفرق والتواصل على مدار العام والتحضير لمثل تلك العروض أمور تبدو مكلفة، بالنسبة إلى مهرجان نوعي إلى حد ما ولا يتمتع بدعم كبير من قبل المؤسسات الثقافية، فهل هناك أزمات حقيقية في التمويل؟، المدير الفني أحمد العطار يجيب على هذه النقطة "الأمر لم يكن سهلا بالطبع، ولكن لأن (دي كاف) مهرجان دولي وأغلب الفنانين يأتون من الخارج فنحن نتعاون مع شركاء أجانب يسهلون تلك الأمور، حيث أن المراكز الثقافية التي تسهم في المهرجان تتولى تكاليف الإقامة والسفر للفنانين القادمين من بلدانها، وفي مصر نحاول التعاون بين وقت وآخر مع وزارات مثل السياحة والثقافة ومؤسسات حكومية أخرى مثل محافظة القاهرة، وبعض الشركات الخاصة أيضا كشركة (الإسماعيلية للاستثمار)".

وعن بداية الفكرة بشكل عام يواصل العطار "انطلقنا في التحضير للمهرجان في عام 2010، وكان من المفترض أن تبدأ الدورة الأولى في مارس (آذار) 2011، ولكن تم التأجيل وقتها بسبب ثورة 25 يناير، لنبدأ رسميا في عام 2012، والفكرة نابعة من وجود مهرجانات مماثلة في دول أوروبية، مثل (الخريف) بباريس المستمر منذ خمسين عاما، وهناك مهرجانات شبيهة أيضا في لندن وميونيخ وغيرها، والهدف عموما هو جلب فنون بديلة لجمهور المدن الكبرى  لتشجيع فكرة التعددية".

شعار غريب يدعو للدهشة

المهرجان الذي يتجول بعروضه بين مسرح "الفلكي" وسينما "زاوية" ومسرح "روابط" و"استديو عماد الدين"، وغيرها من المنصات بوسط القاهرة، اتخذ هذا العام ملصقا دعائيا غريبا أثار التساؤلات، وهو عبارة عن صورة لـ"لوفة الاستحمام". يشرح أحمد العطار المغزى من وراء هذا الاختيار "نحاول أن يستوعب الجمهور فكرة الفنون المعاصرة، فهي فنون مجالها واسع جدا، فاللوفة شيء بسيط وأساسي في الحياة، وصورتها على البوستر تدعو للدهشة والاكتشاف والتساؤل وهي معاني تليق بفكرة المهرجان وما يقدمه".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون