Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يتغير موقف الجزائر من الأزمة الليبية بعد استقالة السراج؟

تأرجح في المشهد الدبلوماسي بين دعم حكومة الوفاق والوقوف على مسافة واحدة بين الإخوة الفرقاء

رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج (غيتي)

استنفر قرار رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج عزمه الاستقالة، "أصدقاء" حكومة الوفاق. وفي وقت تصرح الجزائر بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية، يتلقى "قطب طرابلس" دعمها الصريح باسم الشرعية الأممية، ما يجعلها في موقع "المراقب" للوضع الحالي.

دبلوماسية الصمت... وترقب

وبالرغم من تداول وسائل إعلام محلية تصريحات، لما وصفته بـ "مصدر في الرئاسة الجزائرية"، بأن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج سيقدم خلال ساعات استقالته من منصبه بسبب ضغوطات تمارس عليه، غير أن الموقف الرسمي الجزائري يواصل التزام الصمت، حتى بعد إعلان السراج استعداده لتسليم السلطة قبل نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما يكشف عن "ضبابية" تحجب الرؤية عن الجزائر لما يجري في ليبيا، بخاصة بعد جلسات الحوار التي جرت بمنطقة "بوزنيقة" المغربية والقاهرة المصرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع استقالة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، يصبح موقف الجزائر من الأزمة الليبية محل ترقب بعد أن تأرجح بين دعم حكومة الوفاق من جهة، والوقوف على مسافة واحدة بين الإخوة الفرقاء من جهة أخرى، إذ استقرت تصريحات الرئيس تبون على إبعاد الأجندات الدولية والأطماع الخارجية عن عملية البحث في حل سياسي لأزمة ليبيا، والإعلان عن استعداد الجزائر لاحتضان حوار حقيقي بين الأطراف الليبية كافة، من أجل إطلاق المسار السياسي وتوفير متطلبات نجاحه.

موقف يتميز بالارتباك والتناقض

في السياق ذاته، يستبعد الأمين العام لتحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة بكي بن عامر في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، تغيراً في الموقف الجزائري من الأزمة الليبية مع استقالة السراج.

وقال إن موقف الجزائر ظل يتميز بالارتباك وعدم الوضوح والتناقض، إذ تجده يتوافق مع تركيا وروسيا ومختلف القوى الدولية المتصارعة في ليبيا، مضيفاً أن الجزائر ظلت منذ البداية تعتبر حكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق الصخيرات هي الممثل الشرعي، وإن كانت أبدت أخيراً انفتاحاً على الحكومة الموقتة في بنغازي، باعتبارها جزءاً من التفاهمات حول حلحلة الأزمة الليبية.

ويواصل بن عامر أن الموقف الجزائري من الأزمة في ليبيا يعكس حال التخبط التي تعرفها الدبلوماسية الجزائرية، والتي أطلقت تصريحات رسمية في مناسبات عدة حول مبادرة للحوار الليبي – الليبي، من دون مؤشرات حقيقية إلى ذلك.

ويعتقد أن "الجزائر ليست لديها مشكلة مع السراج أو حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، والتي تتسم علاقاتها مع الجزائر بالجدية والتوافق حول الأزمة الليبية".

قمة جديدة حول ليبيا

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك، إن المنظمة الدولية والحكومة الألمانية تخططان لعقد قمة جديدة في شأن ليبيا عبر الإنترنت في الخامس من الشهر المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث تأكيده أنها ستضم إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عدداً من وزراء الخارجية وممثلي طرفي النزاع.

ويتوقع أن تشارك الجزائر في الاجتماع إلى جانب ممثلين من الأمم المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين والإمارات ومصر وإيطاليا وتركيا، إضافة إلى الاتحادين الأوروبي والأفريقي وجامعة الدول العربية.

تواصل جزائري وزيارات مرتقبة

وعلمت "اندبندنت عربية" من مصادر حكومية أن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، أجرى مكالمات هاتفية مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وأعضاء من حكومة الوفاق وشخصيات في حكومة طبرق، وأيضاً مع نظيريه المصري سامح شكري، والتركي مولود جاويش أوغلو، مشيرة إلى أن شخصيات ليبية ستقوم بزيارات للجزائر في إطار تهدئة الأوضاع وبحث سبل تسريع عملية الحوار في ظل استمرار وقف إطلاق النار.

تغيّر للأفضل بذهاب السراج

في المقابل، يقول رئيس كتلة المسار الوطني بالبرلمان الليبي علي أحمد التكالي، في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، "لا أعتقد أن تغير الجزائر موقفها من الأزمة الليبية مع استقالة السراج"، مضيفاً أن العلاقات الليبية الجزائرية هي رابطة الأخوة والتاريخ والجوار بين شعبين، وليست علاقات أشخاص قد يذهبون في أية لحظة.

وشدد أن سياسة الجزائر ثابتة حيال الأزمة الليبية ولن تتغير، وهي تقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء، لأن هدفها استقرار ليبيا ووحدة أراضيها تعزيزاً لأمنها القومي، فليبيا دولة جوار، وما يحدث فيها يؤثر سلباً أو إيجاباً في الجزائر، وهذه السياسة لن تتغير بتغير الأشخاص.

ويتابع التكالي، "نأمل تغير الأوضاع إلى الأفضل بذهاب السراج، على جميع المستويات وبخاصة الأمني والاقتصادي". ورداً على أسئلة حول إمكان ترقب تراجع الدعم التركي لحكومة الوفاق أو إلغاء الاتفاقات الموقعة بين أنقرة والسراج، أو حلّ الميليشيات المسلحة في طرابلس، شدد على "ترك التفاصيل إلى حينها، لأن الأمر مرتبط بمن سيخلف السراج، بين وزير الداخلية فتحي باشاغا، أو نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي