Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السلام الإماراتي البحريني مع إسرائيل يفجر خلافات إخوانية داخلية

تواجه المنامة معارضة شيعية تُتهَم إيران باستغلالها وتسييرها بين الفينة والأخرى من خلال محاولة تنفيذ احتجاجات عنيفة

اجتماع سابق في مقر جمعية المنبر الوطني الإسلامي البحرينية (صفحة المنبر على تويتر)

تسببت اتفاقيتا السلام الإماراتية-البحرينية المبرمة مع إسرائيل بتفجير خلافات داخل تنظيم "الإخوان المسلمين"، على نحو قد يسفر في الأيام المقبلة عن إعلان انشقاقات في بنية التنظيم العالمي.

وعلمت "اندبندنت عربية" من مصادر إخوانية أردنية أن قيادة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين أبدت انزعاجها من الموقف الصادر عن "إخوان البحرين" حيال تطبيع المنامة مع تل أبيب. وقالت هذه المصادر إن "جمعية المنبر الوطني الإسلامي" التي تمثل الإخوان المسلمين في البحرين، خرجت وفق التنظيم العالمي ببيان "ضعيف وهش" حيال توقيع حكومة بلادها اتفاقاً للسلام مع إسرائيل.

انفصال عن التنظيم العالمي

وأصدرت 17 جمعية ومؤسسة مجتمع مدني في البحرين بياناً مشتركاً يرفض السلام مع إسرائيل، إلا أن "جمعية المنبر الوطني الإسلامي" لم تكن من بينها، بل اكتفت بإصدار بيان منفصل أعلنت فيه تحفظها وأسفها لتوقيع الاتفاقية ما أثار حفيظة التنظيم العالمي لجماعة الإخوان في تركيا.

وتوقعت المصادر الإخوانية في الأردن أن يفضي عن هذا الخلاف إلى إعلان إخوان البحرين انفصالهم تماماً عن التنظيم العالمي في الأيام المقبلة، في محاولة للنأي بالنفس عن التجاذبات السياسية، تفادياً لإغضاب السلطات البحرينية.

وبررت جماعة الإخوان البحرينية موقفها هذا في معرض ردها على مراسلات غير معلنة مع التنظيم العالمي، فقالت إنها تحتفظ بعلاقة خاصة مع النظام البحريني خلافاً لتنظيمات الإخوان في الدول العربية الأخرى، وإنها تريد الحفاظ ما أمكن على علاقتها الإيجابية مع الدولة.

وحاولت جماعة الإخوان في البحرين أكثر من مرة إعلان براءتها من التنظيم الدولي للجماعة ومن الخضوع لمرشده. ونُقل عن وزير الخارجية البحريني السابق، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قوله إن "الإخوان المسلمين" في البحرين لهم وضع خاص.

وحظي الإخوان المسلمون في البحرين بحقائب وزارية عدة في الحكومات البحرينية المتعاقبة خلال السنوات الماضية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السلام حق للدولة

وجاء في بيان "جمعية المنبر الوطني الإسلامي" البحرينية، "لا ننازع قيادتنا السياسية حقها في الاجتهاد في اتخاذ المواقف السياسية بالتنسيق مع السلطة التشريعية في مواجهة المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية، وهذه المواقف لا تمنع حق شعب البحرين الوفي لقيادته ولوطنه ولأمته العربية والإسلامية في مقاطعة كافة أوجه السلام والتعامل التجاري والثقافي والسياحي وغيرها في إطار الدستور والقانون، ونعتبر ذلك تكاملاً لا تضاداً بين القيادة والمواطنين فالجميع يعمل لصالح الوطن والانتماء للهوية والأمة ولصالح القضية الفلسطينية".

ويرى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين بحسب المصادر ذاتها، أن هذا الموقف أضعف بكثير وأقل وضوحاً من بيان التيارات السياسية البحرينية الأخرى والتي تمثل اليساريين والقوميين.

واعتبر مراقبون أن موقف "إخوان البحرين" من السلام جاء متماهياً مع موقف الدولة، بسبب مخاوف من إضعاف النظام لصالح قوى وتيارات شيعية موالية لإيران، خصوصاً بعد الأزمة التي افتعلتها طهران في المنامة عام 2011 وفي ذروة فترة "الربيع العربي".

 

تاريخ الإخوان في البحرين

ويعود تاريخ الإخوان المسلمين في البحرين إلى ثلاثينات القرن الماضي، عندما تأسست جمعية الإصلاح التي انبثقت منها "جمعية المنبر الإسلامي"، والتي تُعتبر الجناح السياسي للإخوان. وتُعتبَر البحرين أول دولة خليجية تشكلت فيها الجماعة وامتدت منها إلى دول أخرى.

وخاض الإخوان المسلمون في البحرين الانتخابات البرلمانية الأولى عام 2002 وحصدوا فيها سبعة مقاعد، لكن حضورهم تقلّص كثيراً في الآونة الأخيرة، على الرغم من محاولة الجماعة مغازلة النظام وإبداء مواقف سياسية قريبة منه.

ومنيت جمعية "المنبر الوطني الإسلامي" بخسارة قاسية في انتخابات برلمان 2014، فحصدت مقعداً واحداً فقط.

وتواجه المنامة معارضة شيعية، تُتهَم إيران باستغلالها وتسييرها بين الفينة والأخرى من خلال محاولة تنفيذ احتجاجات عنيفة.

ويضم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في عضويته أفرع الجماعة في الدول العربية والأجنبية، وتُقسَم مناطق التنظيم الدولي إلى سبع، وهي شمال أفريقيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية والجنوبية وكندا، وشرق آسيا والباسيفيك (المحيط الهادئ)، ووسط آسيا، اليمن والخليج وإيران وأفغانستان، والشام.

المزيد من العالم العربي