Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكربون المتأتي من نشاط البشر يتسارع بأكثر مما فعل في انقراض جماعي قديم

يرجح باحثون أنّ نشاطاً بركانياً أفضى إلى احتباس حراري فائق في زمن سحيق

إلى أين تسير الحياة على الأرض في ظل تفاقم تلوث الهواء؟ (غيفينغ كومباس.أورغ)

حذّر باحثون من أنّ الزيادة الحالية في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة من النشاط البشري، تسير بخطى "تتجاوز" السرعة التي بلغتها خلال احتباس حراري عالميّ طرأ في الماضي السحيق، وأفضى إلى انقراض جماعي.

وقبل ما يربو على 55 مليون سنة مضت، شهِد كوكب الأرض احتباساً حراريّاً سريع الوتيرة، تسبَّب في انقراض كائنات حية تعيش في أعماق البحار. وفي تلك الحقبة البعيدة، ارتفعت انبعاثات الكربون بخطى أبطأ بأشواط بالمقارنة مع تسارعها اليوم، وفق دراسة نُشرت في مجلة "سجلات الأكاديمية الوطنية للعلوم" ("بروسيدنغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس") Proceedings of the National Academy of Sciences.  

كذلك وجد الباحثون الذين أعدوّا الدراسة أنّ ذلك الحدث الغابر المعروف باسم "الحدّ الأقصى الحراري الباليوسيني- الأيوسيني" ("بي إي تي إم" PETM) Paleocene-Eocene Thermal Maximum، نتج على الأرجح من نشاط بركاني كبير.

واستطراداً، ذكر الباحثون أنّه في تلك الفترة السحيقة من عمر الأرض تراوحت الزيادة في درجة حرارة الكوكب بين 5 و8 درجات مئوية، وأفضى ذلك إلى تحمّض (تزايد الحموضة) سريع في مياه المحيطات، وانقراض الكائنات الحية في أعماق البحار.

وأضاف أولئك الباحثون أنّه في ضوء التقديرات، تبيّن أنّ مستويات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة خلال "الحدّ الأقصى الحراري الباليوسيني- الأيوسيني" كانت في أقل تقدير 10 مرات أبطأ بالمقارنة مع انبعاثات الكربون الحديثة المتصلة بنشاطات الإنسان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ذلك الصدد، ذكرت الدكتورة باربل هونيش، وهي باحثة مشاركة في الدراسة وعالمة في الكيمياء الجيولوجية في "مرصد لامونت دوهرتي للأرض" في "جامعة كولومبيا"، أنّه في مقدور الكائنات الحية التكيّف مع الزيادات في الانبعاثات الكربونية إذا حدثت تلك العملية بوتيرة بطيئة.

وعلى الرغم من ذلك، حذّرت الدكتورة هونيش من إمكانية أنّ يتسبب التزايد المتسارع في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بمشاكل كبيرة.

وأضافت، "شهد الماضي القديم بعض العواقب الوخيمة حقاً، ولا ينذر ذلك بالخير بالنسبة إلى المستقبل. نحن نتجاوز مستويات (انبعاثات الكربون) التي حدثت في الماضي، وستكون التبعات شديدة الخطورة على الأرجح".

وكذلك أجرت الدكتورة هونيش مع الباحثة الرئيسة في الدراسة لورا هاينس، وهي أستاذة مساعدة في "كلية فاسار" في نيويورك، دراسة على معدلات البورون/ الكالسيوم في أصداف العوالق البحرية. وتوصلتا عبر عمليات حسابية إلى أنّ كمية الكربون في المحيط قد ازدادت بمقدار 14.9 كوادريليون طنّ متري quadrillion metric tonnes خلال "الحدّ الأقصى الحراري الباليوسيني- الأيوسيني".

وأضافتا أنّ المصدر الأكثر ترجيحاً لإطلاق تلك الكميات من الكربون تمثّل آنذاك في البراكين وانفجاراتها الهائلة في الأراضي المعروفة الآن باسم آيسلندا.

وقد حذرت الباحثتان أيضاً من أن مستويات الكربون في الغلاف الجوي ارتفعت من 280 جزءاً في المليون تقريباً في القرن الثامن عشر إلى زهاء 415 جزءاً في المليون اليوم، وتسير في طريق الارتفاع المتزايد السريع الخطى المتأتي من النشاط البشري.

وخلُصتا إلى أنّ هذه العملية تؤدي إلى تحمّض سريع في المحيطات، مع استمرار الأخيرة في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ما يسبِّب ضغوطاً على الحياة البحرية.

© The Independent

المزيد من بيئة