Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هوزان عكو: شكل الدراما سيتغير خلال السنوات القريبة

"المنصة" مسلسل عربي عالمي بإخراج ألماني يعرض على نيتفليكس

لقطة من مسلسل "المنصة"الذي يعرض على نيتفليكس (موقع المسلسل)

بعد النجاح الذي حققته أعماله ككاتب ومنها مسلسل "الهيبة"، يستعد الكاتب السوري هوزان عكو لعمل جديد بتركيبة عربية عالمية، بممثليها، وإخراجها، ونصها، وهو يعد أول مسلسل بإنتاج إمارتي يعرض على "نتفليكس" تحت عنوان "المنصة" في سبتمبر (أيلول) الحالي.

قصة المسلسل اجتماعية تشويقية، وتدور أحداثه في عدة دول في الشرق الأوسط، وتم تصويره في أبوظبي على أن يكون هناك عدة مواسم منه، وهو من كتابة هوزان عكو، وإخراج الألماني رودريغو كيشر، وإنتاج "فيلم جيت" بالتعاون مع "الكلمة للإنتاج"، وبطولة مجموعة من نجوم العالم العربي والخليج وأميركا، في مقدمتهم دان كين الذي لعب شخصية "سوبرمان" على الشاشة الكبيرة.

تحدٍّ جديد ومختلف

يقول كاتب العمل هوزان عكو عن عمله الجديد: "مسلسل "المنصة" تحدٍّ جديد ومختلف على كل المستويات، من ولادة الفكرة وتطويرها، وصولاً إلى تحديد شكل الحكاية وطريقة الكتابة، وانتهاءً بتنفيذ الفكرة وتحقيقها مع صديقي المخرج والمنتج منصور اليبهوني الظاهري، وشركة "فيلم جيت" في أبو ظبي".

وأضاف: "المنصة" قصة تراجع البديهيات والحقائق والمعلومات التي نتلقاها على مدار اليوم ونغفل عن الفجوات القاتلة في تفاصيلها، وهي حقائق تؤثر على حياتنا اليومية وعلاقاتنا بأنفسنا وبمحيطنا وبالعالم أجمع. و"المنصة" طموح كبير لمواكبة نتاجات الدراما العالمية، رغم الصعوبات والتحديات، ساعات وساعات من العمل الطويل كرست لتحقيق ذلك الطموح؛ بهدف كسر أنماط العرض، والنزوع نحو التكثيف وتقديم مادة درامية وفيرة وبمحتوى متجدد. إنها حكاية رجلين يقرران تزويد العالم بمعلومات وخفايا وأسرار وخلق منصة لتجميع المعلومات وتخزين تلك الأسرار. قصة شقيقين في عائلة مفككة. قصة استعادة الأخوة الحقيقية. قصة صراع يبدأ بمعلومة".

عن أهمية هذا العمل في مسيرته، خصوصاً أنه يشارك فيه عالميون إخراجاً وتمثيلاً، يقول عكو: "المنصة" مشروع مختلف عن سابقيه، لكوني بدأت به أنا وصديقي المنتج منصور اليبهوني الظاهري في مكاتب "فيلم جيت" في أبو ظبي من الصفر، ليكون مشروعاً متكاملاً ينطلق من فكرة مميزة، تبلورت مع فريق عمل مُتفانٍ وكوكبة من نجوم الصف الأول في الدراما العربية. تشاركنا كل القرارات الفنية وسواها في العمل وبشكل يومي إلى حين لحظة العرض، والغاية تقديم عمل يجد مكاناً له في المنصات العالمية. وجود فريق عمل من خلفيات وثقافات وتجارب مختلفة يعطي العمل رونقاً مختلفاً وتحدياً أكبر".

دراما مُملّة

من ناحية أخرى، عبر عكو عن رأيه بالكلام الذي يردده معظم أهل الفن في الفترة الأخيرة بأنهم ملّوا من المواضيع العادية التي تعالجها الدراما، وهل يعتبره صادقاً وحقيقياً أم هو مجرد كلام للاستهلاك، وليس أكثر، يقول: "هذا الكلام لا يدور على ألسنة أهل الفن، بل يأتي من المشاهدين مباشرةً، لذا فهو قطعاً ليس للاستهلاك. ويكمن التحدي في تقديم مواضيع ومحتوى مختلف ومعالجته بطريقة مبتكرة. المواضيع قد تكون متشابهة بالعموم، لكن المعالجة وطريق التنفيذ هما الحاسمان".

وهل هذا يعني أن كل الأعمال التي قدمت في السنوات الأخيرة لن تبقى في ذاكرة المشاهد العربي، أم أن وجود المنصات هو ما أجبر صناع الدراما على تقديم أعمال بمضمون يجمع بين العلم والخيال والتشويق؟ يجيب عكو: "أبداً، العمل الجيد لا يزول من الذاكرة، لكن النسخ الرديئة منه وغير المبتكرة تتراكم وتصنع نوعاً من التخمة والملل في آنٍ واحد، مما يدفع الجهات المنتجة إلى البحث عن مشاريع تواكب التحدي الذي تفرضه الأعمال الموجودة على المنصات، مشاريع بمضامين ومحتوى مختلف، والعلم والخيال والتشويق جانب من تلك المواضيع. وأعتقد أن هذه مجرد بداية. شكل الدراما سيتغير خلال السنوات القريبة المقبلة".

وعما إذا كان يجد أن بعض الفنانين عندما يعلنون رفضهم ومللهم من الدراما "السابقة"، إنما هم يطعنون بأعمالهم وتاريخهم؟ يوضح: "من واجب الفنان بالضرورة أن يقوم بمراجعة أعماله، إن كان يطمح إلى تطوير عمله، ولا يعتبر ذلك طعناً، بل هو نوع من التطوير والمراجعة. عندما نتحدث عن الملل من الدراما السابقة فنحن نقصد الدراما الرديئة، سواء أكانت قديمة أو جديدة. العمل الجيد لا يُخفي نفسه. وقائمة الأعمال السورية والعربية طويلة، وبعضها أتابعه دوماً كمسلسل "هجرة القلوب إلى القلوب" أو "ليالي الحلمية". وأفتخر كثيراً بمسلسل "أسعد الوراق" الذي كتبته ومضى عليه أكثر من عشرة أعوام، ولا يزال يحقق متابعة طيبة".

"الهيبة" مرحلة مميزة

إلى ذلك، قيّم عكو مسلسل "الهيبة" في قائمة أعماله، وما إذا كان يوافق على أنه العمل الذي صنع نجوميته، وهل يرى أن أجزاءه اللاحقة التي لم يوقعها ككاتب، هي مجرد اجترار للأجزاء التي سبقتها، يقول: "مسلسل "الهيبة" كان مرحلة مميزة في مساري المهني. كل من شاركوا فيه إما صاروا نجوماً من بعده، وإما ترسّخت نجوميتهم كما هو الحال في كل الأعمال الناجحة. ولـ"الهيبة" مكانة مميزة في قلبي كحال مسلسل "أسعد الوراق"، وتجربة أعتز بها، لكن عملي انتهى بعد الجزء الأول".

ويضيف: "الأجزاء الطويلة المتعددة تحدٍّ كبير وخيار شركة الإنتاج أولاً وآخراً. وشخصياً لا أبصق في إناء شربت منه، ولا أعلق على عمل لم أشارك فيه، والتقييم النهائي يأتي من الجمهور. وبغض النظر عن الاختلاف بين الجزء الأول وباقي الأجزاء فإن لـ"الهيبة" جمهوراً عريضاً مستعداً لمتابعة كل أجزائه، وأتمنى لهم كل التوفيق".

وعما إذا كانت الهجرة خارج سوريا والعمل في أعمال عربية تجعله يشعر بالتقصير تجاه دراما بلده المحلية التي تحتاج إلى نهوض، يرد: "يمكن أن أكون مقصراً في حال توفر مشروع درامي جيد ورفضته، لكن هذا لم يحصل، ولا يمكن بأي حال أن ترمى الكرة في ملعب كاتب وحده أو مخرج أو ممثل، أو حتى المنتج. الدراما الجيدة تحتاج شروطاً أساسية من دونها لا يمكن صناعة دراما جيدة، وهي تبدأ من الأفكار، ثم جهات الإنتاج التي تتبنّى تلك الأفكار، لتكتمل مع فريق العمل ومنصات العرض. حين تتوفر هذه الشروط لن يتردد أحد في تبني مشروع درامي جيد. شخصياً لا أعتقد أن العمل في مشاريع مشتركة هو تقصير بحق الدراما المحلية. على العكس، قد تكون الفرصة الوحيدة لإبقاء تلك الدراما حية ومستمرة. في النهاية يفترض أن نقدم حكاية جيدة مصنوعة بشكل جيد. ومسلسل (المنصة) سيكون خير مثال على ذلك".

في زمن السوشيال ميديا هل استطاع الكاتب أن يفرض نفسه كنجم، عكس ما كان يحصل سابقاً، حيث التركيز على الممثلين، أم أن أعماله هي التي صنعت نجوميته؟ يقول عكو: "نشاطي على السوشيال ميديا محدود بالعموم، لكن بلا شك هي تعطي المتابعين فرصة أكبر لمعرفة كل فريق العمل ومعرفة دور النص، والكتابة في نجاح أي عمل درامي كجزء لا يتجزأ من عمل باقي الفريق. وتبقى جودة المسلسل العامل الحاسم لتحقيق النجاح والشهرة للجميع".

وحول توقعه أن يوصله "المنصة" إلى العالمية بما أنه بمشاركة عالمية، وماذا يخطط بعده؟ يجيب: "سيتم عرض "المنصة" ولأول مرة على شبكة نتفليكس العالمية بالتوازي مع قناة أبو ظبي، وسيترجم إلى عدة لغات على أمل أن يصل إلى أكبر عدد من المشاهدين. التوقعات عالية بالنسبة لفريق العمل، ونأمل أن نصيب تلك التوقعات، وبعد الانتهاء من كتابة الجزء الثاني سنبدأ مشروعاً جديداً، وسيكون مفاجئاً أيضاً".

المزيد من ثقافة