Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسعار النفط ترتفع بدعم ضعف الدولار الأميركي وتوجه المستثمرين نحو الأصول

برنت يتعزز فوق 45 دولارا مع مخاوف الفائض في الأسواق العالمية

متعاملون أثناء التداول في بورصة نيويورك   (رويترز)

صعدت أسعار النفط خلال جلسة الثلاثاء، مع إقبال المستثمرين على الأصول مرتفعة المخاطر وعزوفهم عن شراء الدولار، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً، بلغ أدنى مستوى في عدة سنوات.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتاً، أو ما يعادل 1.02 في المئة إلى 45.74 دولار للبرميل بحلول الساعة 1329 بتوقيت غرينتش.

وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتاً أو ما يعادل 0.84 في المئة إلى 42.95 دولار للبرميل.

وكان الخامان القياسيان نحو 1 في المئة أمس الاثنين بفعل مخاوف بشأن فائض إمدادات النفط، مع استمرار الطلب العالمي دون مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.

ضعف الدولار

وفي هذه الأثناء، تراجع مؤشر الدولار الأميركي 0.27 في المئة إلى 91.888 مقابل سلة من العملات، بعد أن بلغ أدنى مستوياته منذ مايو (أيار) 2018 أعقاب تحول في سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن التضخم أُعلن الأسبوع الماضي.

ويؤدي انخفاض الدولار إلى إضفاء المزيد من الجاذبية على النفط وبقية السلع الأولية المسعرة بالعملة الأميركية للمشترين العالميين.

وتترقب أسواق النفط إعلان مخزونات النفط الأميركية، مساء الثلاثاء، التي تعد أحد المحركات الرئيسة لتوجهات الأسعار، لا سيما مع تراجعها خلال الأسابيع الأخيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عوامل داعمة

من جانبه، قال محمد الشطي، المتخصص في الشؤون النفطية، إن هناك 5 عوامل داعمة لاستقرار الأسواق النفطية على رأسها استمرار سحوبات من المخزون الأميركي من النفط الخام بشكل متواصل، وهو بلا شك أمر إيجابي، بجانب الحزم المالية للتعامل مع جائحة كورونا، ودعم الاقتصاد وقد تبنته دول كثيرة ومنها الولايات المتحدة الأميركية، أما العامل الثالث يتمثل في تعافي الاقتصاد وحركة الطيران الداخلية في شتى دول العالم.

وأضاف الشطي أن هذه العوامل تشمل عودة الحياة لطبيعتها والنشاط الصناعي والاقتصاد مع المحافظة على التباعد الاجتماعي والقيود الصحية المفروضة، بالإضافة إلى إمكانية التوصل لعقار فعال لـكورونا، وهو ما يطمئن الأسواق.

في مقابل ذلك يرى الشطي، أن هناك 4 محاذير تهدد استقرار الأسواق، أولها خسائر قطاع نشاط التكرير المستمرة وسط تباطؤ في وتيره تعافي الطلب وارتفاع مخزون المنتجات وارتفاع الفروق بين أسعار النفط الخام والمنتجات البترولية، فضلاً عن مخاطر موجه جديدة من كورونا تؤثر في أجواء التفاؤل السائدة وتزيد من الاختلال وتقلص وتيرة السحوبات من المخزون النفطي.

وتابع، الأمر الثالث يتمثل في صعوبة تصريف بعض النفط بالأسواق خصوصاً النفط الأفريقي من نيجيريا وأنغولا وهو دليل على الاختلال وتناقص الطلب على تلك النوعية واشتداد التنافس.

أما الأمر الرابع، قال الشطي، إنه يتمثل في احتمالات عودة النفط الليبي للأسواق وهو أمر إيجابي للشعب الليبي، ولكن في المقابل قد يؤثر في ميزان السوق وهو على العموم سيكون تدريجياً، وقد يأخذ وقتاً ليوائم ارتفاع الطلب.

وأكد أن النظرة العامة للأسواق تشير إلى تجاوز مرحلة الخطر، والأسعار مستقرة عند نطاق 40-45 دولاراً للبرميل بدعم السياسات الحالية.

توقعات ببقاء النفط فوق 40 دولاراً

وحسب استطلاع للرأي أجرته رويترز، الثلاثاء، فإن أسعار النفط ستشهد تغييراً طفيفاً هذا العام وارتفاعاً محدوداً في 2021 مع سريان تخفيضات الإنتاج والضبابية التي تكتنف صورة الطلب بسبب جائحة كورونا.

وتوقع المسح الذي شمل 43 متخصصاً واقتصادياً أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت القياسي 42.75  دولار للبرميل في 2020، ارتفاعاً من متوسط تقديرات في يوليو (تموز) بلغ 41.50  دولار، ومقارنة بمتوسط ​​سعر بلغ 42.60 دولار منذ بداية العام الحالي، ومن المتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 50.45 دولار في 2021.

وارتفعت توقعات أسعار الخام الأميركي لعام 2020 إلى 38.82 دولار للبرميل من 37.51 دولار في يوليو (تموز).

في غضون ذلك، من المتوقع انكماش الطلب العالمي على نحو أكبر في عام 2020، بما يتراوح بين 8 و10 ملايين برميل يومياً مقابل 7.2-8.5 مليون برميل يومياً في يوليو (تموز).

وحثت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، أو أوبك+، الدول المنتجة للنفط بما يتجاوز الحصص المتفق عليها على تعميق التخفيضات في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول)، وتدعو سياسة الإنتاج الحالية للمجموعة إلى خفض قدره 7.7 مليون برميل يومياً.

وتلتمس أسواق النفط مزيداً من الاستقرار على صعيد تحسُّن الأسعار فوق مستوى 40 دولاراً للبرميل من قرارات اللجنة الوزارية المشتركة لتحالف "أوبك+"، لا سيما مع خفض توقعات الطلب العالمي للنفط خلال العام الحالي، في حين أصدرت منظمة أوبك توقعاً سلبياً بتقريرها الشهري الأخير أشار إلى أن الطلب العالمي على النفط سيهبط على نحو أكثر حدَّة في 2020 مقارنة مع ما كان متوقعاً في السابق بسبب فيروس كورونا، وهناك شكوك إزاء التعافي في العام المقبل.

كانت وكالة الطاقة الدولية خفضت توقُّعاتها للطلب الدولي على النفط لعامي 2020 و2021 بسبب التراجع المستمر لقطاع النقل، خصوصاً الطيران، إضافة إلى الأزمة الصحية. ومن المتوقع أن يتراجع الطلب على النفط هذا العام إلى 91.9 مليون برميل يومياً؛ أي 140 ألف برميل يومياً أقل مما كان متوقعاً، قبل أن يعود ليرتفع إلى 97.1 مليون برميل يومياً العام المقبل؛ أي أقل بـ240 ألف برميل.

وكانت الوكالة أشارت في تقريرها الشهري حول النفط أن "النقل الجوي والبري، وهما أبرز مكونين لاستهلاك النفط لا يزالان يواجهان صعوبات".

وأوضحت الوكالة التي مقرها باريس، وتقدم الاستشارة للدول المتطورة حول سياستها النفطية، أنها خفضت توقعاتها للعام المقبل "لأنه يبدو أن القطاع الجوي سيحتاج إلى وقت أطول للتعافي". وكان تفشي فيروس كورونا أسهم في وقف تام للرحلات التجارية التي تُستأنف حالياً ببطء.

تحسن الأسعار في العام المقبل

من جانبه، توقع بنك جولدمان ساكس ارتفاع أسعار برنت في 2021 بفضل شح أكبر في سوق النفط مع اكتساب التعافي الاقتصادي من الركود الناجم عن فيروس كورونا زخماً بفضل احتمال التوصل إلى لقاح.

ورجح البنك ارتفاع أسعار برنت إلى 65 دولاراً للبرميل في الربع الثالث من 2021، وأن يسجل في المتوسط 59.40 دولار خلال العام.

وقال البنك، "من المهم لصمود الأسعار في السوق الفورية على الرغم من توقف السحب من المخزونات هذا الصيف الصعود المستمر في أسعار العقود طويلة الأمد". وأضاف أن صعود أسعار العقود طويلة الأمد يعكس تحسن توقعات النمو العام المقبل.

 الإمارات تظل ملتزمة باتفاقية "أوبك +"

من جهته، قال سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، إن بلاده تظل ملتزمة تماماً باتفاقية "أوبك +"، كما هو ظاهر في يونيو (حزيران) عندما خفضت 100 ألف برميل يومياً من حصتها المتفق عليها.

وأضاف، في تغريده الثلاثاء عبر حسابه الرسمي على توتير، "في حين ارتفع إنتاج الإمارات إلى 2.693 مليون برميل يومياً في أغسطس، فقد تم اتخاذ تدابير لتعويض هذه الزيادة المؤقتة بسبب ذروة الطلب على الكهرباء في الصيف، الأمر الذي تطلب زيادة في إنتاج النفط والغاز المصاحب".

وأشار المزروعي، إلى أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أخطرت عملاءها بعقود محددة الأجل بأن هناك خفضاً بنسبة 30 في المئة للمخصصات سيطبق على كافة درجات الخام في أكتوبر (تشرين الأول).

صادرات العراق النفطية

من جانبها، قالت وزارة النفط العراقية، الثلاثاء، إن متوسط صادرات النفط الخام العراقية الشهر الماضي تجاوزت سقف المليونين و597 ألف برميل يومياً، غالبيتها عبر الموانئ العراقية في الخليج شمال محافظة البصرة، جنوب العراق.

وذكرت الوزارة، حسب بيان رسمي، أن الصادرات موزعة بواقع مليونين و500 ألف برميل من موانئ البصرة، و97 ألف برميل عبر ميناء جيهان التركي.

وحسب البيان، تجاوز معدل سعر البرميل الواحد 43 دولاراً، كما أن الإيرادات المالية الإجمالية للصادرات النفطية الشهر الماضي تجاوزت 3 مليارات و517 مليون دولار.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد