Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل اقترب خطر موجة كورونا الثانية في الدول الخليجية؟

رغم انخفاض الإصابات... سبتمبر الشهر الحاسم لـ"الجائحة" وتوقعات بأن تكون أشد فتكا

تراجع في معدل الإصابات بفيروس كورونا بدول الخليج العربي خلال أشهر الصيف (واس)

أبرزت التقارير الصادرة عن وزارات الصحة في دول منطقة الخليج عن تراجع في معدل الإصابات بفيروس كورونا المستجد خلال أغسطس (آب) بالمقارنة مع بداية المرض في مارس (آذار) الماضي، وعلى الرغم من التفاؤل العام بانحسار المرض واحتفال مستشفيات بإقفال أقسام كورونا، فإن الدول ما زالت تطلق تحذيرات من العودة الطبيعية، وأهمها العودة للمدراس والتي تنطلق في معظم الدول خلال الأسبوعين المقبلين، لماذا؟

ففي الوقت الذي بدأ فيه الناس بممارسة حياتهم الطبيعية، حذرت منظمة الصحة العالمية من عودة الموجة الثانية مع بداية فصل الخريف في سبتمبر (أيلول)، وسيكون العالم مهدداً بموجة ثانية أشد ضراوة وقسوة بنحو مرتين من الموجة الأولى ما لم تُوضع إستراتيجية عزل محكمة مع عودة الطلاب إلى المدارس.

في الوقت الذي كان فيه سبتمبر أكثر الشهور تداولاً منذ بداية أزمة كورونا بإعلان العديد من الدول بأن اكتشاف لقاح لن يكون قبل 6 أشهر لمروره بثلاث مراحل، وكان سبتمبر هو الشهر الموعود، كما أن العديد من الدول قامت بتصحيح أوضاعها الاقتصادية بوضع سيولة لدعم القطاع الخاص تنتهي في سبتمبر فقط.

وعلى الرغم من شفاء أكثر من 92 في المئة من المصابين في السعودية وانحسار المرض، فإن وزارة التعليم أعلنت أن تكون الدراسة عن بعد 7 أسابيع، إلا أن وزير الصحة أكد في بيان آخر، أن العودة لن تكون قبل اختراع لقاح.

أما عن الإمارات فأتاحت المجال لأولياء الأمور في حرية الاختيار بين دوام أبنائهم في المدرسة أو التعلم عن بعد للفصل الدراسي الأول. أما عن البحرين فوضعت 3 خيارات مع عودة العام الدراسي، إما استمرار تنفيذ التعليم عن بعد أو السماح لعودة الطلبة تدريجياً أو المزج بين التعلم الاعتيادي والتعلم عن بعد.

وبخصوص الكويت، فقامت بتعديل المناهج لتتناسب الدراسة عن بعد لأجل غير مسمى. والدول الخليجية ليست بدعاً بهذا الأمر، ففي أميركا وبريطانيا أعلنتا تدريس الحصص التعليمية عبر الإنترنت فقط، إذ حذر باحثون من كلية لندن الجامعية، ومدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، من أن إعادة فتح المدارس في سبتمبر المقبل، والعودة إلى العمل، وزيادة التواصل الاجتماعي، كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى موجة أكثر شراسة من الفيروس التاجي.

الموجة الثانية

من جهتهم، يرى باحثون بلوغ الموجة الثانية، ذروتها في ديسمبر (كانون أول) من عام 2020، وفي أسوأ الاحتمالات ستكون الموجة الثانية أعلى بنسبة أكثر من مرتين من الموجة الأولى.

وفي ذات المنحى، نشرت دورية "لانسيت" لصحة الأطفال والمراهقين" دراسة قالت "نتنبأ بأنه في ظل غياب تغطية واسعة النطاق تستند إلى الفحص والتعقب والعزل، فإن إعادة فتح المدارس، إلى جانب إعادة فتح المجتمع، قد تسفر في جميع السيناريوهات، عن موجة ثانية من كوفيد-19".

وأضافت "نتائج النموذج الذي وضعناه تشير إلى أن الفتح الكامل للمدارس في سبتمبر 2020 دون إستراتيجية فعالة للفحص والتعقب والعزل، سيسفر عن ارتفاع معدل انتشار العدوى وموجة ثانية من الإصابات تبلغ ذروتها في ديسمبر 2020، وتكون أقوى مرتين أو 2.3 مرة من الموجة الأولى لكوفيد-19".

وتفترض الدراسة أن 70 في المئة من الأهالي سيعودون إلى مواقع العمل، مع عودة أبنائهم للمدارس، وستصل نسبة الاختلاط الاجتماعي إلى 90 في المئة.

إعادة تشديد إجراءات كورونا في عدة دول

في مواجهة الخوف من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، قامت بعض الدول في أنحاء العالم بفرض القيود لمكافحة وباء "كوفيد-19"، من جديد.

وفي هذا السياق، استدعت إسبانيا نحو ألفي جندي لتعزيز عمليات تتبع المرضى، من أجل التعويض عن نقص الموارد البشرية في المناطق الأكثر تضرراً، وفقاً لـ"فرانس 24".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من ناحيته، شدد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، على أنه لا يمكن السماح للوباء بالسيطرة على الحياة مرة أخرى، وضرورة كسر المنحنى الثاني للعدوى.

وفي فرنسا المجاورة لها التي تواجه أيضاً ارتفاعاً في عدد الإصابات، تَقرر أيضاً تعزيز التدابير الصحية في مرسيليا، ثاني أكبر مدينة في البلاد، وفُرضت الكمامة إلزامياً اعتباراً من الخميس الماضي في كل أنحاء مرسيليا، كما فُرض إغلاق الحانات والمطاعم في الساعة الحادية عشرة مساء في مقاطعة بوش- دو-رون وعاصمتها مرسيليا.

وفي ذات الصدد، ستجري مجموعة "كوستا كروز"، وهي شركة تابعة لمجموعة "كارنيفل" الأميركية اختبارات "كوفيد-19" لجميع الركاب على متن سفنها قبل صعودهم، عندما تستأنف نشاطاتها تدريجياً من الموانئ الإيطالية في 6 سبتمبر.

الإصابة بالفيروس للمرة الثانية

أعلن باحثون في هونغ كونغ، أنهم اكتشفوا أول حالة مؤكدة في العالم للإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد للمرة الثانية، لكن الخبراء اعتبروا أنه من المبكر استخلاص استنتاجات حول تداعيات الوباء.

وأوضح قسم الأحياء الدقيقة في جامعة هونغ كونغ في بيان، أن هذه الحالة تُظهر أن الشخص يمكن أن يلتقط الفيروس مرة جديدة بعد أشهر قليلة فقط من شفائه منه.

ولفتوا إلى أن الفارق الزمني بين الإصابة بالوباء لدى الشخص الذي درسوا حالته هو أربعة أشهر ونصف الشهر.

ووفقاً للباحثين، أظهر التحليل الجيني أن هاتين العدويين المتتاليتين للمريض نفسه نتجت من سلالتين مختلفتين من فيروس (سارس-كوف-2) المسبب لوباء كوفيد-19.

وأضافوا "تشير نتائجنا إلى أن (سارس-كوف-2) يمكن أي يبقى لدى البشر، كما هي الحال بالنسبة إلى فيروسات كورونا الأخرى المسؤولة عن نزلات البرد، حتى لو اكتسب المرضى مناعة".

وتابعوا "بما أن المناعة قد لا تستمر طويلاً بعد الإصابة، يجب التفكير في تلقيح الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض أيضاً".

الأزمات المالية تمنع فرض الحجر الصحي من جديد

ومع إمكانية عودة الفيروس بشكل أقوى في سبتمبر الآن، فإن العديد من دول العالم لم تناقش حظر التجوال وإقفال الأنشطة التجارية والحجر الصحي للبلاد.

كما أن الدول الخليجية بدأت تبدي مشاكلها المالية جراء هذه الجائحة، ففي الوقت الذي قررت فيه السعودية رفع الضريبة إلى 15 في المئة بعد شهرين من بدء الأزمة، أعلن  وزير المالية الكويتي، أن بلاده تواجه حالياً صعوبة في توفير فاتورة رواتب موظفي الدولة، بسبب شح السيولة التي تعاني منها المالية العامة.

وبالعودة إلى السعودية والتي منحت بداية أزمة كورونا 50 مليار ريال (نحو 13.33 مليار دولار) لدعم القطاع الخاص لتخفيف آثار التدابير الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا ووضعت مؤسسة النقد خطة لمدة 6 أشهر تنتهي في سبتمبر. كما أعلنت سابقاً المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية صرفها تعويضاً بمثابة دعم العاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص المتأثرة من تداعيات فيروس كورونا "كوفيد 19" حتى شهر أغسطس فقط، كل هكذا الإجراءات وغيرها أثرت بشكل كبير على الوضع الاقتصادي، مما يجعلها تفكر كثيراً قبل إعلان إجراءات احترازية كالتي أعلنتها بداية الأزمة.

أزمة مزدوجة

ومن الجدير ذكره، أنه كان لانخفاض أسعار النفط المورد الرئيس لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي الست وهي "البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات"، بالغ الأثر، فالصين مثلاً وهي شريك تجاري رئيس ومستورد مهم للنفط الخام الذي تنتجه تلك الدول تضاءل طلبها على البترول بعد عزل العديد من المدن لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وانخفضت أسعار النفط إلى أدنى معدل لها منذ عام، فيما يعكس الآثار المترتبة على اعتماد الاقتصاد العالمي على السوق الصينية. 

ويرى محللون أن الأزمة التي قالت منظمة الصحة العالمية إنها تمثل "تهديداً خطيراً جداً" للعالم، سيمس قطاع النفط ويؤدي إلى انخفاض الأسعار. 

من جهته، قال بيل فارين- بريس من "بتروليم بوليسي أنتليجنس" لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "ليس هناك شك أن للفيروس تأثيراً كبيراً على طلب الصين على النفط". 

وأضاف "في حال استمرت عمليات الحجر الصحي في الربع الثاني، فإن الأمر سيبدو أكثر خطورة، وسيكون له تأثير أعمق على الاقتصاد الفعلي". 

تأتي هذه الصدمة بعد تحذير صندوق النقد الدولي، أخيراً، من أنه يتوجب على دول الخليج التي تعتمد بشدة على عائداتها النفطية القيام بإصلاحات أعمق أو المخاطرة برؤية ثرواتها تتلاشى خلال 15 سنة.

ويشكل النفط أكثر من 70 في المئة من الإيرادات العامة في هذه الدول. وبعد شهر على اكتشاف المرض، هبطت أسعار النفط نحو 20 في المئة، مما أدى إلى تفاقم الوضع في الخليج. 

لقاح شهر سبتمبر

إلى جانب الحساسية التي يمثلها سبتمبر من ناحية عودة الموجة الثانية للمرض، وفي خضم الأزمة الاقتصادية العالمية التي ستتضح آثارها في نفس هذا الشهر، منذ بدأت الجائحة توقع العديد من دول العالم أن جاهزية اللقاح ستكون متوفرة بعد مروره بالمراحل الثلاث، فبدأ سباق كانت روسيا أول من أعلنت فيه وصولها إلى لقاح، كما أن الصين وبريطانيا وأميركا أعلنت عن المرحلة الأخيرة للقاح، وإلى الآن لم تثبت الجميع جدارتها في إيقاف فيروس كورونا المستجد.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير