مبادرتان لإنقاذ سفينة بانكسي في المتوسط

انطلقت سفينتان إنسانيتان لتقديم المساعدة لسفينة في المتوسط استأجرها سراً فنان الشارع بانكسي، وعلى متنها 219 مهاجراً كانت أطلقت نداء لطلب المساعدة، وفق ما أفادت مصادر متطابقة.

وباتت السفينة "لويز ميشيل" التي انطلقت من إسبانيا بشكل سري، غير قادرة على التقدم بعدما أنقذت الجمعة 133 مهاجراً إضافياً وطلبت "مساعدة فورية"، مؤكدةً أنها أطلقت العديد من نداءات الاستغاثة إلى السلطات الإيطالية والمالطية. وبحسب المنظمين، تُوفي مهاجر على متن السفينة وهناك عدد من الجرحى.

وقررت السفينة "سي ووتش 4" وهي حالياً في المتوسط حيث أنقذت 201 مهاجر وتبحث أيضاً عن مرفأ يستقبلها، تقديم المساعدة لسفينة "لويز ميشيل" بسبب "عدم رد" السلطات، وفق ما أفاد متحدث باسم منظمة "سي ووتش" الألمانية غير الحكومية التي تستأجر هذه السفينة مع منظمة "أطباء بلا حدود".

وقالت حسيبة الحاج الصحراوي المكلفة المسائل الإنسانية في منظمة "أطباء بلا حدود" في هولندا، "لدينا عيادة على متن السفينة سي ووتش 4 وسنرى كيف يمكن أن نساعدهم. قد نتمكن أيضاً من أخذ مهاجرين منها حتى لو أن هناك إجراءات متعلقة بكوفيد-19 يجب احترامها". ونددت بـ"وضع لا يُطاق" بالنسبة إلى السفن الإنسانية في المتوسط.

على خط موازٍ، أعلنت مجموعة "ميديتيرانيا" اليسارية الإيطالية إرسال السفينة "ماري أونيو" من مرفأ أوغوستا في صقلية لتقديم المساعدة إلى لويز ميشيل، متحدثةً هي أيضاً عن عدم رد إيطاليا ومالطا في ظل "خطر موت وشيك" يواجهه المهاجرون.

وكانت سفينة بانكسي أطلقت نداءات استغاثة عاجلة، قائلةً إنها تقطّعت بها السبل في البحر المتوسط وهي مكتظة بمهاجرين لا تستطيع الوصول بهم إلى الشاطئ.

وبدأت السفينة "لويز ميشيل"، التي تحمل اسم واحدة من رائدات الحركة النسوية الفرنسية، العمل الأسبوع الماضي. وتحاول إيجاد ميناء آمن للمهاجرين الذين تقلّهم، بعدما أنقذتهم قبالة ساحل ليبيا منذ الخميس الماضي.

219 شخصاً

وكتب منظمو حملة "لويز ميشيل"، التي يعمل على متنها طاقم مكوّن من 10 أفراد، سلسلة تغريدات على تويتر خلال الليل واليوم السبت، قالوا فيها إن وضع السفينة يزداد سوءاً، وإنها تطلب المساعدة من دون جدوى من السلطات في إيطاليا ومالطا وألمانيا.

وأوضحوا أن السفينة انتشلت الجمعة 133 مهاجراً تاهوا في البحر على متن زورق مطاطي تتسرّب إليه المياه. وبعد عملية إنقاذ سابقة الخميس، بات على متن السفينة 219 شخصاً، يتابعهم طاقم من ستة أفراد فقط. وقال منظمو الحملة إن السفينة لم تعد قادرةً على التقدّم بسبب حمولتها، بينما أبقت 33 شخصاً على متن زورق إنقاذ رُبط بالسفينة.

وكتب المنظمون، "نحن نصل إلى حال طوارئ. نحتاج إلى مساعدة فورية"، مشيرين إلى أن "هناك شخصاً متوفى على متن السفينة وآخرون مصابون بحروقات بسبب الوقود، وقد بقوا لأيام في البحر وهم متروكون في منطقة الاتحاد الأوروبي للبحث والإنقاذ".

وجاء في تغريدة أخرى، أن السفينة غير قادرة على التحرّك "ولم تعد مالكةً مصيرها"، بسبب سطحها المكتظ وطواق نجاة على جانبها، "لكن فوق كل ذلك بسبب تجاهل أوروبا للنداءات العاجلة من أجل المساعدة الفورية".

مبادرة من بانكسي

ويشير موقع "مارين ترافيك"، إلى أن السفينة كانت صباح السبت متوقفةً في البحر على بعد نحو 100 كيلو متر جنوب شرق جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، جنوب صقلية.

وسابقاً، كانت "لويز ميشيل" التي يبلغ طولها 30 متراً والمطلية باللونين الوردي والأبيض، إحدى سفن البحرية الفرنسية، قبل أن تُشترى بعائدات مبيعات الأعمال الفنية لبانكسي.

وسبق أن سلّط الفنان البريطاني الضوء في أعماله على اللاجئين والهجرة. ففي عام 2018، رسم جداريات في باريس تتناول موضوع الهجرة، وفي 2015، أرسل تجهيزات من مدينته الترفيهية "ديزمالاند" بغرب إنجلترا، إلى مخيم غير رسمي للمهاجرين في كاليه بشمال فرنسا.