Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بروتوكول صحي للعودة المدرسية يثير جدلا في تونس

ينص على التباعد الجسدي بين التلاميذ وإخضاعهم لفحوصات دورية وضرورة ارتداد الكمامة

بعد انقطاع دام نحو ستة أشهر تعمل السلطات التونسية على تأمين عودة مدرسية آمنة، وسط تفشي فيروس كورونا في البلاد، من خلال إجراءات خاصة بالنظافة والتعقيم والتدابير الوقائية كإلزامية وضع الكمامات، على مختلف المتدخلين في الفضاءات التربوية.

ويهم البروتوكول الصحي في المدارس والمعاهد التونسية أكثر من مليوني تلميذ ونحو مائتي ألف مُرَبٍّ.

ست وزارات متدخلة

في المقابل، صادق وزراء الصحة، والتربية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتكوين المهني والتشغيل، والشؤون الاجتماعية، والمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، على البروتوكول الصحي للعودة المدرسية والجامعية 2020-2021 توقياً من انتشار فيروس كورونا.

وأعد البروتوكول عدد من المتخصصين بإدارة الطب المدرسي والجامعي، في وزارة الصحة، وجمعيات علمية، ومجتمع مدني، وممثلين عن الوزارات المعنية.

وخلال تقديم محتوى البروتوكول، قالت مديرة الطب المدرسي والجامعي، أحلام قزارة، إنه يتضمن جملة من الإجراءات الوقائية وسط الفضاءات التربوية والتعليمية والتكوينية وفضاءات الإقامة، وداخل وسائل النقل المدرسي ومراكز الطب المدرسي والجامعي ومراكز الصحة الجامعية.

التباعد الجسدي والتعقيم

ينص البرتوكول على التباعد الجسدي بين التلاميذ، وإخضاعهم للفحص الدوري لدرجات الحرارة، مع وجوب ارتداء الكمامات الواقية لجميع العاملين، بهذه الفضاءات التربوية والتعليمية والتكوينية، ما عدا التلاميذ الأقل من 12 عاماً، إضافة إلى تنظيف وتعقيم المراكز التربوية والتعليمية والتكوينية، مرة أو مرتين في اليوم على الأقل، وتنظيم حملات توعية إثر العودة إلى مقاعد الدراسة، وتأمين المرافقة النفسية للأطفال، والتلاميذ والطلبة.

وشددت قزارة على أهمية الوعي الجماعي، في حماية المؤسسات التربوية من تفشي الفيروس.

وأمام ضعف البنية التحتية للمؤسسات التربوية، تتخوف الهياكل النقابية والأولياء من تدهور الوضع الصحي للتلاميذ، والمربين، من خلال الانتشار السريع المحتمل للفيروس، في الفضاءات التربوية، التي تتميز بالازدحام، وقلة الإمكانات من أجل توفير مستلزمات النظافة، والتطهير، والتعقيم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

البروتوكول صعب التطبيق

في المقابل، أكد الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي الأسعد اليعقوبي في تصريح إعلامي أن البروتوكول الصحي للعودة المدرسية يكشف عن عدم جدية وزارة التربية، التي تدرك جيداً واقع المؤسسات التربوية، مشيراً إلى تردي البنية التحتية لغالبية مؤسسات التعليم، التي لا تسمح بالتباعد الجسدي، في أقسام مكتظة، في غياب الإمكانيات المادية، لتوفير المستلزمات الضرورية لتطبيق هذا البروتوكول.

وأوضح أنه لم يتم تشريك الجامعة العامة للتعليم الثانوي (هيكل نقابي)، في التشاور في بنود البروتوكول الصحي، بينما تمت استشارتنا فقط في موعد العودة المدرسية.

تأجيل العودة المدرسية بين النفي والتأكيد

طالب اليعقوبي بالتفاوض مع وزارة التربية، من أجل إنقاذ السنة الدراسية، وفق الإمكانات المتوفرة في الوزارة، والتشاور حول كيفية تطبيق البروتوكول الصحي والبحث عن حلول لوضعية المؤسسات التربوية.

وأكد أن العودة المدرسية في مثل هذه الظروف، المتميزة بالانتشار السريع للوباء، تشكل خطراً على المربين والتلاميذ، مطالباً بتأجيل العودة المدرسية، وإن تم الاتفاق بشأنها ستكون فقط من أجل حفظ صحة الأساتذة والتلاميذ، وليست للمزايدات.

وبينما رجح عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، الحبيب غديرة، إمكانية تأجيل العودة المدرسية في المناطق الموبوءة، مثل معتمدية "الحامة" من ولاية قابس (جنوب تونس)، التي تشهد انتشاراً سريعاً للفيروس، نفى وزير التربية محمد الحامدي عقب توقيع البروتوكول الصحي للعودة المدرسية والجامعية، تأجيل العودة المدرسية 2020-2021 لتظل في موعدها المحدد يوم 15 سبتمبر (أيلول) المقبل.

دور الأولياء

من جهة أخرى عاب رضا الزهروني رئيس "الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ" في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، على وزارة التربية، عدم إشراك الأولياء، في إعداد هذا البروتوكول، مشيراً إلى انه مستوحى من بقية البروتوكولات العالمية.

ودعا الزهروني، إلى ملاءمته مع الواقع التونسي، وخصوصيات كل جهة، لأن بقية دول العالم، صنفت الجهات من الأحمر إلى البرتقالي إلى الأخضر (بحسب انتشار الوباء)، متسائلاً في الوقت ذاته، عن الإمكاناات التي ستوفرها وزارة التربية، لتطبيق هذا البروتوكول، الذي يرى أنه لا يتلاءم مع واقع الحال بالنسبة إلى العدد الكبير من المدارس التي تعاني بنية تحتية غير مُلائمة.

تأثيرات نفسية محتملة على الأطفال

حول التأثيرات النفسية المحتملة على التلاميذ لهذه العودة المدرسية الاستثنائية، أكدت أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة المنار، فتحية السعيدي، في تصريح لـ "اندبندنت عربية"، أن البروتوكول الصحي تضمن إجراءات هامة، إلا أن تطبيقه على التلاميذ، وخاصة الأطفال، يبدو صعباً بالنظر إلى خصوصية الأطفال، ورغبتهم في التحرك في مجموعات، وقد لا يستجيبون بسهولة للتباعد الجسدي، ما سيؤثر على نفسيتهم.

وعلى الرغم من تأكيدها أن الأطفال يتفاعلون بجدية ويتلاءمون مع الوضعية، أكثر من الكبار، فإنها شددت على أهمية الدور الكبير للأولياء، والمربين، من أجل التوعية بخطورة العدوى، بالنسبة لهذا الفيروس، خاصة في الوسط المدرسي.

عودة استثنائية لمقاعد الدراسة هذه السنة، في كل بقاع العالم، بسبب ما فرضته كورونا من إجراءات خففت من الأجواء التي ترافق العودة المدرسية والجامعية، فهل تنجح وزارة التربية في تونس، وبقية الأطراف المتدخلة، في تطبيق البروتوكول الصحي وإنجاح السنة الدراسية؟

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير