Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علينا احتضان الناس الذين صوتوا للخروج إذا كنا حقيقة نريد وقف "بريكست"

تقف بلادنا على حافة هاوية. إذ تديرها رئيسة حكومة تبدو أكثر تخبّطاً باطّراد، وتملك من الغطرسة ما يكفي لأن تقول لـ"الشعب البريطاني" المنقسم كيف يفكر

الكثير من الناس قد غيروا آراءهم، عكس ما تنقله بعض القنوات والمنصات الإخبارية الداعمة لبريكست (رويترز)

 

 

ما هو عدد الناس الذين سيكونوا قد وقعوا العريضة الداعية إلى إلغاء المادة 50 مع نهاية مسيرة "دعوا الشعب يقرّر" التي انطلقت اليوم؟ خمسة ملايين؟

إنّ العدد الهائل من التواقيع التي سُجِّلت حتى اليوم، وسرعة تراكمها أيضاً، أدى فعليّاً إلى توقّف الموقع الشبكي الحكومي للعرائض، مرات عدّة. وبالمناسبة، أزجي التحية لمن يشتغلون على ذلك. إنّهم يتعرقون دماً.

كونوا على يقين أن أندريا ليدسوم، وزيرة شؤون الدولة في مجلس العموم، ستخرج برد محمّل بروح الفجاجة واللؤم، حيال الناس الذي يهتمون ببلدهم بما يكفي لتوقيع العريضة واجتياز عملية التحقّق من بريدهم الإلكتروني. أن تكون لئيمة تماماً، ذلك هو كل ما تثقنه. ولن تتفاجؤوا بالمرّة إذا علمتم أنها سخرت من العريضة، وقالت إنها لن تلتف إليها إلا إذا تساوى عدد الموقعين عليها مع الـ 17.4 مليون شخص الذين صوتوا للخروج.

تعد ليدسوم في واقع الأمر "كايلو رين" المحافظين. ولمن لا يعرف تلك الشخصية، فهي ذلك الشرير العبوس في آخر ثلاثية من سلسلة أفلام "حرب النجوم"، الذي يتميز عن مماثليه في أفلام السلسلة نفسها بقوة نوبات غضبه العنيفة والمزعجة. وعلى الرغم من كل تلك الصفّات، فإنه يستطيع أن يحوز جاذبيّة أكثر مما لدى زعيمة مجلس العموم الحاليّة.

وما ينقض حجتها بشكل واضح هو أن التصويت جرى منذ ثلاث سنوات ،وما وعدت به حملة الخروج من "الاتحاد الأوروبي" كان مختلفاً بشكل صارخ مع ما تقدمه الآن هذه الحكومة البائسة التي تقدم فيها ليدسون أداءً باهتاً لدرجة أن الجج المؤيّدة لإجراء استفتاء جديد، باتت عصيّة على التشكيك.

ولكن، ينطبق وصف مماثل أيضاً على القول بأن كثيرين من الناس غيروا آراءهم، عكس ما تنقله بعض القنوات والمنصات الإخبارية الداعمة للـ"بريكست". وينقض وجود من بدّلوا آراءهم، الحجة الرئيسيّة، وصارت الحجّة الوحيدة الآن، التي يطرحها غوغاء الإعلام الداعم لـ"بريكست". وتتمثّل تلك الحجة في أن "الديموقراطية تقتضي تنفيذ نتيجة الاستفتاء". وتلك هي أيضاً الحجة الوحيدة التي تعتد بها تيريزا ماي هذه الأيام.

ويرد عليها من غيّروا آراءهم بالقول "انتظري دقيقة، كنا من بين الـ 17.4 مليون، لكن خُذِلْنا. لو كانت هذه ديموقراطية حقيقية، عوض ما أصبح أكثر قتامةً باطّراد، لكنا حصلنا على "القول الفصل"".

ملاحظة صغيرة: خلال الحملة، أقرّ عديد من مؤيدي الخروج البارزين بأن هناك حاجة لاستفتاء ثان. ومضحك أنهم جميعاً التزموا الصمت حول ذلك.

وسبق أن كتبتُ أن جماعة ("باقون الآن")، وهي شبكة جماهيرية من مؤيدي البريكست السابقين، قد تكون مفتاح الفوز في استفتاء جديد إذا جرى تنظيمه. لكن الخطوة الأولى هي انتزاع الاستفتاء.

وأعتقد أن مساهمتهم في حملة المطالبة باستفتاء جديد لها أهمية كبرى. أولاً، أنهم ليسوا نفس الوجوه القديمة، بل هم حديثو العهد بالمشاركة في هذا النقاش. ومع أنهم ليسوا سياسيين، إلا أنهم قد يكونوا أكثر فعالية في التصدي للحجج المبتذلة التي يطرحها البعض.

أُخبِرتُ بوجود اتصالات مع مجموعة "صوت الشعب" مثلا، لكنها لم تصل إلى البُعد المرجو منها، وذلك مصدر إحباط بالنسبة لي.

وتحظى جماعة "باقون الآن" بحضور صاخب على "تويتر" و"يوتيوب". وتؤدّي عملاً رائعاً في إدارة حملتها بموارد محدودة جداً، لكن صوتها لا يُسمع بالقدر الكافي.

تقف بلادنا على حافة هاوية. إذ تديرها رئيسة حكومة تبدو أكثر تخبّطاً باطّراد، وتملك من الغطرسة ما يكفي لأن تقول لـ"الشعب البريطاني" المنقسم كيف يفكر، وأُدينَتْ أيضاً بالتحريض على العنف ضد أعضاء البرلمان. وقد تعرض فعلا النائب العمالي لويد راسل مويل للاعتداء. كما أن آنّا سوبري، من "المجموعة المستقلة"، لا تستطيع العودة إلى بيتها في الليل. وأجبر آخرون على تثبيت أزرار الطوارئ وتركيب أقفال عدّة لبيوتهم.

إذاً، هناك أسباب متزايدة للإنصات إلى الناس الذين يقولون "لا، لا، لا، هذا فضيع. نحن نرفضه، تماماً. لم نصوت لهذا ولا لشيء مثله. ليس ذلك ما وعدونا به".

وتعمل جماعة "باقون الآن" على جمع التبرعات من الجمهور كجزء من جهدها الذاتي لتعزيز مكانتها، في حال كنتَ مهتماً بذلك. ولم يكن متوّجباً عليها فعل ذلك. كان ينبغي أن تحتل اليوم مكان الصدارة ومركز الاهتمام. وسيكون التصدي لحقد أندريا ليدسوم مجرد بداية لجني المكاسب. ويشارك أعضاء الجماعة في مسيرة اليوم، وأشجعكم على الترحيب بهم بحرارة. إنهم مهمون. نحن بحاجة إليهم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء