Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علماء يعلنون تسجيل أول إصابة بشرية للمرة الثانية بكورونا

أصيب رجل من هونغ كونغ بالفيروس القاتل للمرة الثانية بعد مرور أربعة أشهر فقط على تماثله للشفاء

الإصابة بكورونا مرتين متتاليتين أمر تترتب عليه تبعات فاللقاح المضاد للفيروس قد لا يوفر حصانة دائمة ضد المرض (رويترز)

أفاد علماء بوقوع أول حالة لشخص يصاب بفيروس كورونا للمرة الثانية على التوالي في اكتشاف قد يخلّف تداعيات مهمة على تطوير اللقاحات وعلى الآمال بتطوير مناعة طبيعية ضد الفيروس.

وقال باحثون في قسم علم الأحياء الدقيقة في جامعة هونغ كونغ إن التسلسل الوراثي للفيروس يبيّن إصابة رجل من هونغ كونغ مرتين بنسختين مختلفتين من فيروس كوفيد-19 بفارق أشهر.

وفقاً للورقة البحثية، إن المريض رجل يبلغ من العمر 33 ويتمتع بصحة جيدة. حين أُصيب للمرة الأولى، عانى من سعال ووجع في الحلق وحمّى ووجع في الرأس مدة ثلاثة أيام. ثم أجرى فحصاً أكّد إصابته بكوفيد-19 وأُدخل المستشفى بتاريخ 29 مارس (آذار).

وخرج من المستشفى يوم 14 أبريل (نيسان) بعد إجرائه مسحتين أنفيتين أظهرتا نتيجة سلبية.

وبعد أربعة أشهر ونصف الشهر، أثناء عودته من إسبانيا إلى هونغ كونغ عبر المملكة المتحدة، جاءت نتيجة فحصه في مطار هونغ كونغ إيجابية يوم 15 أغسطس (آب). فأُدخل إلى المستشفى من جديد من دون أن تظهر عليه عوارض خلال إقامته فيه.

وحذّر الخبراء من التسرّع في التوصل إلى استنتاجات بناءً على حالة واحدة لكنهم أقرّوا بأن الاكتشاف مثير للقلق.

وأثناء إعلانها هذه النتائج، أفادت جامعة هونغ كونغ بـ"أن مريضاً شاباً يتمتّع بصحّة جيدة أصيب على ما يبدو بكوفيد-19 للمرة الثانية بعد مرور 4.5 شهر على إصابته الأولى".

وتُبيّن هذه الحالة أنّ الإصابة الثانية قد تحدث بعد بضعة أشهر فقط من التعافي من الإصابة الأولى. وتدلّ اكتشافاتنا على أنّ سارس-كوفي-2 قد يظلّ موجوداً بين سكان العالم كما هو الحال بالنسبة إلى فيروسات كورونا التي تصيب البشر وتشبه نزلات البرد، حتّى لو طوّر المرضى مناعة من خلال العدوى الطبيعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"نظراً إلى أنّ المناعة قد لا تدوم طويلاً بعد العدوى الطبيعية، يجب التفكير في إعطاء اللقاح لمن سبق أن أصيبوا بالمرض أيضاً".

"وعلى المرضى الذين التقطوا عدوى كوفيد-19 في السابق أيضاً أن يلتزموا بإجراءات مكافحة الوباء من قبيل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي". 

وإذا ثبتت صحة هذه الدراسة المنشورة في المجلة الطبية "الأمراض السريرية المُعدية" Clinical Infectious Diseases، فهذا قد يعني أنّ اللقاحات المضادة للفيروس لن تؤمّن حصانة دائمة ضد المرض ربما، وأنّ الناس قد لا يستطيعون التعويل على تعافيهم من الإصابة في تحصينهم من الفيروس. 

وقال الدكتور ديفيد ستراين من جامعة إيكسيتير Exeter "هذا اكتشاف مقلق لعدّد من الأسباب. أولها، تبعاً للشرح الذي يقدّمه النص، هو علامة على أنّ الإصابات السابقة لا توفّر أي حماية. وثانيها الاحتمال الذي يثيره من أنّ اللقاحات قد لا تقدّم لنا الأمل الذي ننتظره".

"تعمل اللقاحات عبر محاكاة الإصابة في الجسم ما يسمح له بتطوير الأجسام المضادة. ولكن إن لم توفّر الأجسام المضادة حماية دائمة، سنحتاج إلى الاعتماد على سياسة القضاء شبه التام على الفيروس كي نتمكّن من استئناف حياة أكثر طبيعية".

وأفادت تقارير سابقة بإصابة مرضى بالفيروس للمرة الثانية لكنها استندت إلى عوارض المرض السريرية. إنما في هذه الحالة، لجأ العلماء إلى التسلسل الوراثي من أجل تحليل سلالات الفيروس المنفصلة.

وحثّ الدكتور جيفري باريت من معهد ويلكوم سانجر Wellcome Sanger Institute، على ضرورة توخّي الحذر إزاء هذه الأنباء، وقال إنه من الصعب استخلاص أي استنتاج قبل نشر الدراسة كاملةً.

وأضاف "لا شكّ في أنّ هذا دليل أقوى على إعادة الإصابة مقارنةً بتقارير سابقة لأنه يستخدم السلالة الوراثية للفيروس من أجل التفرقة بين الإصابتين. ويبدو الاحتمال أكبر بكثير بأنّ هذا المريض التقط عدويين متباينتين ولم يصب بعدوى واحدة تبعتها انتكاسة".

"والنقطة المهمة بشأن هذه الحالة التي لم تُذكر في البيان الصحافي، مفادها أن الإصابة الثانية لم تُخلّف أي عوارض. والتقطتها فحوصات المسافرين العائدين إلى مطار هونغ كونغ من دون أن تظهر على الشخص المعني عوارض جرّاء إصابته الثانية".

وقال إنه نظراً إلى عدد الإصابات في العالم فمن غير المفاجئ وجود حالة إصابة ثانية، وحذّر من أنّ "نتائج" الدراسة واسعة كثيراً قياساً على حالة منفردة.

"قد تكون هذه الحالة نادرة للغاية أو قد تكون الإصابات للمرة الثانية، إن حصلت، غير خطيرة (مع أننا لا نعلم إن كان هذا الشخص معدياً عند إصابته للمرة الثانية)".

وأضاف الدكتور سايمون كلارك، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة الخلوي لدى جامعة ريدينغ Reading "النقطة الأساسية هنا هي أنّ الإصابة مجدداً بسلالة وراثية متحوّرة دلالة على أنّ هذه إصابة ثانية على الأرجح وليست العدوى نفسها التي ظلت موجودة لدى الشخص لأنه لم يتخلّص من الفيروس بالكامل بحسب التفسير الذي اقترحه البعض سابقاً".

"والعثور على سلالة متحولة لا يدعو أبداً إلى الصدمة أو الدهشة، بل المثير للاهتمام والغرابة فعلياً هو عدم ظهور أي طفرات (في الفيروس) على الإطلاق".

© The Independent

المزيد من صحة