شهدت مدينة الحسكة وريفها، شمال شرقي سوريا، انقطاعات متكرّرة للمياه قام بها الأتراك، وصلت إلى 15 انقطاعاً منذ بداية العام الحالي.
عودة شريان الحياة
آخر فصول حكاية تعطيش أهل الحسكة استمرت 10 أيام، وانتهت صباح السبت 22 أغسطس (آب) على إثر الإعلان عن تزويد محطة "علوك" في ريف الحسكة الشمالي بالتيار الكهربائي.
أمر ينبئ بنجاح مفاوضات بين الجانبين التركي من جهة، ودمشق والإدارة الذاتية الكردية من جهة ثانية، وعرابها موسكو، بعد ضغط دولي وشعبي طيلة الفترة الماضية.
ومحطة "علوك" هي المحطة التي قطع الجانب التركي عنها الكهرباء، والواقعة داخل الأراضي السورية في منطقة "نبع السلام"، وسيطر عليها الأتراك في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) من العام الفائت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عودة المياه إلى مجاريها؟
وعلمت "اندبندنت عربية" من خلال مصدر تقني في المحطة عن قرب حلّ مشكلة انقطاع المياه مع وضعها بالخدمة بعد وصول التيار الكهربائي إليها، وبدء العمل فيها.
ومع "عودة المياه إلى مجاريها" رأى المصدر نفسه أن العملية تحتاج إلى وقت إلّا أنها قاب قوسين أو أدنى من وصولها إلى المنازل، "بعد تعبئة الخزانات وقبلها تشغيل المضخات، على أن تصل إلى المدينة ومحيطها، إذ لا بدّ من قطعها مسافات طويلة، حوالى عشرات الكيلومترات، الأمر الذي سيؤخر وصولها".
التعطيش سلاح تركي
في المقابل، يرى مراقبون سوريون في دمشق أن العملية برمتها تهدف إلى جعل وسيلة التعطيش ورقة ضغط، لا سيما قبل اجتماعات دبلوماسية مرتقبة بين الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، وبالنتيجة ستفشل في ذلك بعد اهتمام الرأي العام الدولي بتلك القضية الإنسانية.
ورأى الباحث في القانون الدولي أحمد حاج رمضان لـ "اندبندنت عربية"، أن تكرار عمليات التعطيش لغايات سياسية، يتنافى مع مواثيق القانون الدولي التي تحضّ على ضرورة احترام أطراف النزاع المنشآت المائية والشبكات المدنية لإمداد المياه، ورجّح أن "هذه التصرفات تشكّل ورقة ضاغطة على قوات سوريا الديمقراطية ودمشق على حدّ سواء، خصوصاً أن أنقرة تطمح لمزيد من التوغل"، وكل هذه التصرفات غير إنسانية وتحتاج إلى ضغوط دولية لإيقافها.
حرب المياه
أهالي الحسكة، من جهتهم، غير متفائلين بعودة المياه، ويتوقعون انقطاعات متتالية، واعتادوا على هذا الأمر، وكان المدير العام السابق لمؤسسة مياه الشرب في الحسكة، المهندس محمود عكلة، قد أعلن أن الحلّ الوحيد هو خروج ما وصفه بالاحتلال التركي ودخول عمال المؤسسة لتشغيل المحطة بكامل طاقتها.
في المقابل، أشار بيان صادر عن الهلال الأحمر العربي السوري إلى جاهزية فرقه لمباشرة أعمال صيانة كاملة لمحطة "علوك" فور ضمان الوصول الآمن وصيانة خطوط الكهرباء ووصلها بين آبار "علوك" ومحطة المياه، إضافةً إلى أعمال الترميم داخلها.
#الحسكة-عطشى
وكانت تداعيات الانقطاع ألقت بظلالها بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي وأطلق ناشطون وسماً "#الحسكة-عطشى"، في وقت أبدت أوساط دينية وشعبية واجتماعية تضامنها مع الأهالي الذين يقدّر عددهم بحوالى مليون نسمة.
وقال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني إن قطع المياه عن أهالي الحسكة يشكّل انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان الأساسية، كما أصدر علماء ورجال دين إسلاميون من مجلس علماء بلاد الشام، بيان إدانة.