Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مليون سوري في الحسكة بلا مياه

قطعتها القوات التركية ردّاً على قطع "الإدارة الذاتية" الكردية الكهرباء عن رأس العين

نازحون سوريون مع أطفالهم في محافظة الحسكة السورية (أ ف ب)

لليوم التاسع على التوالي، تُعاني محافظة الحسكة السورية وأريافها أزمة مياه، بعد أن قطعها الجانب التركي عن نحو مليون مدني في المنطقة.

ويُعاني المدنيون في المنطقة ظروفاً مأساويةً في ظل عدم وجود أي مصدر مائي بديل، وارتفاع درجات الحرارة والمخاوف من تفشِّي فيروس كورونا، التي تتزايد فيها الإصابات، وفق الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة السورية، وإحصاءات "الإدارة الذاتية" الكردية، التي تُسيطر على غالبية المحافظة.

وقطعت تركيا المياه ردّاً على قطع "الإدارة الذاتية" الكردية الكهرباء عن رأس العين وتل أبيض وأريافهما، وسط مساعٍ روسية لحل المشكلة وإعادة المياه إلى المنطقة.

وتُغذِّي محطة علوك في ريف مدينة سري كانييه الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والفصائل التابعة لها بعد اجتياح المدينة بذريعة مُحاربة حزب العمال الكُردستاني، مدينة الحسكة، وبلدة تل تمر، ونحو 54 قريةً في ريفهما، وتحتاجان من 82 ألف متر مكعب من المياه إلى 100 ألف متر مكعب، في حين كانت السلطات التركية تقوم بضخّ 20 ألف متر مكعب فقط.

وتطالب السلطات التركية قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بتغذية الكهرباء من الدرباسية لمدينة سري كانييه مقابل إعادة ضخّ المياه في كلِّ مرَّةٍ تقوم فيها بقطع المياه، وتدخُّل القوات الروسية العاملة في مطار قامشلو، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي.

في المقابل، يتَّهم النظام السوري القوات التركية ومسلحي المعارضة في مدينة رأس العين وريفها باستهداف البِنَى التحتية والمنشآت الخدمية الموجودة في ريفي الحسكة الشمالي والغربي بشكل متكرر لحرمان الأهالي من خدماتها.
 
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية قد اتَّهمت تركيا بالإضرار المُتعمَّد بالسكان المدنيين في شرق الفرات، وقطع مياه الشرب عنهم، ما يُهدِّد بتفشِّي وباء فيروس كورونا.
 
وأوضحت المنظمة في تقرير أن تركيا قطعت مرَّات عدّة الخط الذي يقوم بنقل المياه إلى المُدُن الواقعة شمال شرقي سوريا، مشيرةً إلى أنها بذلك تُعرِّض جهود مكافحة المقيمين في تلك المناطق لفيروس كورونا للخطر.
 
وأوضح التقرير أن محطة مياه "علوك" الواقعة في مدينة رأس العين باتت تحت سيطرة العناصر المسلحة المدعومة من تركيا، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

يُذكر أن مشكلة المياه في الحسكة موجودة منذ نحو 6 سنوات، وبات همُّ المواطن الحصول على المياه كل 4 إلى 5 أيام وسط غياب الحلول من السلطات القائمة.

وقطعت تركيا خلال عام نحو 8 مرَّات المياه عن أكثر من مليون نسمة في محافظة الحسكة السورية، بعد احتلالها مدينة رأس العين، ودفع هذا الانتهاك التركي السكان في تلك المناطق إلى اللجوء لحفر آلاف الآبار.

وفي مارس (آذار) الماضي، فندت مصادر تركية اتهامات الإدارة الذاتية لتركيا بانقطاع المياه في الحسكة. ونقلت وكالة "الأناضول" حينها عن مصادر عسكرية أن الجهات التركية وزعت المياه على المنطقة بعد أن قامت بصيانة محطة "علوك" التي كانت قوات سوريا الديمقراطية قد عطّلتها، بحسب المصادر.

وأوضحت المصادر، أن النظام السوري لا يزود المحطة بالطاقة الكهربائية الكافية ولا يقوم بأعمال الصيانة اللازمة، وهو ما يؤدي إلى عدم وصول كمية المياه المطلوبة إلى المنطقة منذ مدة.

وأكّدت أنه لا صحة على الإطلاق للمزاعم التي تشير إلى أن أنقرة تقطع المياه عن منطقة الحسكة وأنها تسعى من خلال هذه الخطوة إلى المساعدة بانتشار كورونا في المنطقة، مشددة على أن "قسد" تحاول إلصاق مشكلة نابعة من النظام السوري بتركيا، بهدف التحريض ضدها.

المزيد من الأخبار