Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

داعش ينتهي على إيقاع النشيد الكردي... وخطره مستمر

الولايات المتحدة تدعم قرار مجلس الأمن 2254 للوصول إلى حل سياسي ينهي الصراع في سوريا

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" رسمياً إنهاء خلافة "داعش" السبت 23 مارس (آذار) في قاعدة حقل العمر بريف دير الزور الشرقي، بحضور مستشار التحالف الدولي ضد "داعش" والسفير الأميركي السابق وليام روباك وإلهام أحمد رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية "مسد" وقادة "قسد" ومسؤولي الإدارة الذاتية والأحزاب ووجهاء العشائر في شمال سوريا وشرقها.

الإعلان الرسمي بدأ بالعرض العسكري في ساحة في حقل العمر التي زينت بأعلام قوات سوريا الديمقراطية وصور مقاتليه الذين فقدوا حياتهم في مواجهة "داعش" في سنوات سابقة وحتى انتهاء المعركة، ومن ثم السلام لأرواح شهداء "قسد" الذي تمثل بالنشيد القومي الكردي "أي رقيب" ليعتلي المنصة، التي زينت بعلمَي "قسد" والولايات المتحدة الأميركية، مظلوم عبدي القائد العام لـ "قسد" ونوروز أحمد القائدة العامة لوحدات حماية المرأة وقادة الفصائل والمجالس المشكلة لـ "قسد".

تدمير "داعش"

عبدي الذي تحدث باسم مقاتليه ومقاتلاته ونيابة عن كل حلفائه، أعلن عن تدمير ما كان يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" وإنهاء سيطرته الميدانية في آخر جيوبه في منطقة الباغوز، مضيفاً أنهم بعد خمسة أعوام من المعارك يعلنون الهزيمة الميدانية لـ"داعش" وتحديه العلني لكل البشرية، مشيراً إلى أنهم تمكنوا من إنقاذ ما يقارب خمسة ملايين نسمة من سكان شمال سوريا وشرقها بكل مكوناتها من براثن الإرهاب وتحرير 52 ألف كيلومتر من الأراضي السورية وإزالة خطر الإرهاب المهدد للبشرية. وتابع عبدي "هذا الانتصار كان باهظ الثمن إذ ارتقى أكثر من ١١ ألف شهيد من قواتنا قادة ومقاتلين، كما سقط ضحايا مدنيون كانوا هدفاً لإرهاب "داعش"، وأصيب أكثر من ٢١ ألفاً من مقاتلينا بجروح وإصابات مستديمة".

عبدي الذي توجه بالشكر إلى حلفائه في دول التحالف ضد "داعش" أكد أن نجاح "قسد" في حربها ضد الإرهاب هو اعتمادها النهج الديمقراطي ومبادئ الأمة الديمقراطية وحرية المرأة ومبادئ العيش المشترك وأخوة الشعوب والتي جمعت المقاتلين الأكراد والعرب والسريان الآشوريين والتركمان والشيشان والجركس والمقاتلين الأمميين تحت راية قوات سوريا الديمقراطية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رسائل سياسية

القائد العام لـ"قسد" انتهز فرصة مناسبة الانتصار لتوجيه رسائل سياسية للنظام السوري والأتراك معاً، وطالب الحكومة السورية بتفضيل عملية الحوار والبدء بخطوات عملية للوصول إلى حل سياسي على أساس الاعتراف بالإدارات الذاتية المنتخبة في شمال شرقي سوريا والقبول بخصوصية قوات سوريا الديمقراطية، كما دعا تركيا إلى الكف عن التدخل في شؤون سوريا الداخلية وتهديد أمنها باستمرار والخروج من الأراضي السورية وفي مقدمها عفرين، واعتماد الحوار سبيلاً لحل المشاكل العالقة في المنطقة على أساس الاحترام المتبادل وعلاقات حسن الجوار.

مرحلة جديدة في حرب "داعش"

في نهاية كلمته أكد مظلوم عبدي أن حربهم ضد إرهاب "داعش" ستستمر حتى تحقيق النصر الكامل والقضاء على وجوده في شكل كلي، مضيفاً أنهم يعلنون للرأي العام العالمي عن بدء مرحلة جديدة في محاربة إرهابيي "داعش" من خلال الاستمرار بحملات عسكرية وأمنية دقيقة بتنسيق مع قوات التحالف الدولي بهدف القضاء الكامل على الوجود العسكري السري لتنظيم "داعش" المتمثل في خلاياه النائمة والتي لا تزال تشكل خطراً كبيراً على منطقتنا والعالم بأسره على حد قوله.

أميركا مستمرة في الحرب

وليام روباك قدم بياناً نيابة عن الحكومة الأميركية هنأ فيه الشعب السوري و"قسد" بتدميرها الخلافة المخادعة لـ"داعش" وتحرير مناطق شرق سوريا مشيراً إلى أن بلاده فخورة بلعب دورها ضمن التحالف الدولي المكون من 79 عضواً والتي دعمت جهود دحر "داعش". كما أكد أنهم مستمرون في محاربة التنظيم ودعم الحلفاء للوصول إلى النهاية المؤكدة لتهديد وجود "داعش"، وأنهم يدعمون جهود الأمم المتحدة المتمثلة بقرار مجلس الأمن 2254 كطريق وحيدة للوصول إلى حل سياسي ينهي الصراع في سوريا.

وجوب مكافحة ثقافة "داعش"

المظلة السياسية المتمثلة بـ "مسد" مثلتها إلهام أحمد التي أشارت إلى أن ثقافة "داعش" انتشرت في المنطقة بسبب سيطرة التنظيم عليها خمسة أعوام وأن المرحلة الجديدة المتجسدة في مكافحة الخلايا النائمة هي محاربة الثقافة الداعشية من خلال الدعم بالأسلحة غير الفتاكة.

محاكمة دولية

أحمد طالبت بالبحث في ملف الدواعش السجناء البالغ عددهم خمسة آلاف عنصر من جنسيات مختلفة ومحاكمتهم من طريق محكمة دولية على الأرض التي ارتكبوا بحق أهلها الجرائم إضافة إلى عوائل الشهداء الذين يزيد عددهم عن 80 ألفاً، مؤكدة أن الدعم الدولي عملية مهمة.

علم قسد في الباغوز

صبيحة يوم إعلان النصر السبت 23 مارس رفعت قوات "قسد" علمها فوق مبنى داخل بلدة الباغوز قرب مخيم "داعش" معلنة بذلك انتهاء المعركة هناك، وقال جيا فرات قائد عملية عاصفة الجزيرة، لـ "اندبندنت عربية" إن معركة الباغوز انتهت بعد اشتباكات طاحنة استخدم فيها "داعش" عناصره ذوي الخبرة في هذه المعركة وكانوا يشنون الهجمات المضادة، إلا أننا جابهناهم وقدمنا أثماناً باهظة، ولا تزال قواتنا تمشط بعض النقاط والحفر.

لا صحة لقتل المدنيين

وتابع فرات أن هدفهم كان تجنيب المدنيين المحاصرين داخل مخيم الباغوز الإصابات، وقواته تمكنت خلال هذه المرحلة من إجلاء أكثر من 20 ألف شخص، وأن طائرات التحالف كانت تصيب الأهداف بدقة عالية من دون أن ينكر إصابة المدنيين جراء الاشتباكات لكنه نفى وقوع أية مجزرة في صفوف المدنيين. أضاف قائد عاصفة الجزيرة، أن "داعش" حوّل المخيم إلى مدينة أنفاق وحفر وتحصن فيها الانتحاريون الذين فجروا أنفسهم أثناء هجمات مقاتلينا.

سنتحوّل من قوة عسكرية إلى أمنية

وحول العمل في المرحلة المقبلة قال فرات إن قواته مجهزة بوحدات خاصة لمكافحة الخطر المحدق المتمثل بالخلايا النائمة وهذه الخلايا تمثل خطراً كبيراً على المنطقة والبشرية جمعاء.

الأركان البريطانية تهنئ "قسد"

أثناء الاحتفال بالنصر قرئت برقية تهنئة نيك كارتر، رئيس هيئة الأركان في وزارة الدفاع البريطانية، معبراً عن إعجابه بشجاعة قوات سوريا الديمقراطية في محاربة "داعش" وتحرير أراضي شمال سوريا وشرقها وكذلك إنسانية قوات "قسد" التي عملت على تجنيب المدنيين الإصابات الحربية مشيراً إلى أن بلاده تدرك أن "داعش" لا يزال يشكل تهديداً للمنطقة والعالم ومؤكداً أن المملكة المتحدة ستعمل مع "قسد" لمواجهة هذا التهديد.

نصب تذكاري

أثناء مراسيم الاحتفال بهزيمة "داعش" قام كل من مظلوم عبدي ونوروز أحمد القائدة العامة المشتركة لـ "قسد" والسفير الأسبق وممثل التحالف الدولي وليام روباك وقائد الوحدات الأميركية الخاصة، بإزالة الستار عن النصب التذكاري الذي تجسد بنقش علم قوات سوريا الديمقراطية على الحجر وعبارات باللغات العربية والكردية والسريانية والإنكليزية تشير إلى أن هذه القوات دحرت تنظيم "داعش" وخلصت الإنسانية من تهديداته.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط