Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن ينسف أهم مناورة انتخابية لترمب

من شأن اختيار المدعية العامة الرائدة تعزيز آراء العديد من الناخبين حول كون المرشح الديمقراطي أفضل استعداداً من الرئيس الحالي للتعامل مع قضايا القانون والنظام

اختيار جو بايدن، المرشح الديمقراطي إلى الرئاسة الأميركية، كامالا هاريس نائبة له، مناورة ذكية (أ ب)

حتى دونالد ترمب لم يستطع تحريف الحدث.

عندما أعلن جو بايدن أن السناتورة  كامالا هاريس ستكون شريكته في السباق الانتخابي كمرشحة لمنصب نائب الرئيس، احتفى نائب الرئيس السابق بفترة توليها منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، وهو سجل قال إنه "فخور" بها، وذلك في بيان أصدره بعد ظهر الثلاثاء الماضي.

وبعد لحظات، خرجت حملة ترمب ببيانها الخاص فهاجمت هاريس مستعملة تسمية "كامالا الزائفة،" التي يبدو أنها ستكون اللقب الجديد الذي ستطلقه على المرشحة الديمقراطية، وزعمت أنها "ستخفي سجلها كمدعية عامة، من أجل استرضاء المتطرّفين المناهضين للشرطة الذين يسيطرون على الحزب الديمقراطي".

وأوضح بيان الرئيس أن حملته لم تطّلع على إعلان بايدن بالكامل، وأنها كانت تأمل في أن لا يأتي المرشح الديمقراطي المفترض نهائياً على ذكر مسيرة هاريس المهنية في النيابة العامة.

غير أن حملة بايدن كانت عازمة بشكل واضح على الاحتفاء بسجلها منذ البداية.

اللافت أن ترمب قدم نفسه على امتداد حملة إعادة انتخابه على أنه المرشح المؤهل لفرض "القانون والنظام"، على الرغم من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في ظل إدارته في مدنٍ في أنحاء البلاد والمشاهد المثيرة للقلق لشرطة، سارع الديمقراطيون إلى تسميّتها بـ "السرية"، تستهدف تظاهرات النشطاء في بورتلاند.

لم يصدّق الشعب الأميركي إستراتيجية حملته منذ البداية. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته "واشنطن بوست" بالتعاون مع "شبكة أي بي سي نيوز" حديثاً أن غالبية البالغين الأميركيين يدعمون بايدن أكثر من ترمب عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع القضايا الوطنية مثل الجريمة والسلامة، فضلاً عن العلاقات العرقية وجائحة فيروس كورونا. كما أظهر استطلاع أجراه "مركز بيو للبحوث" أن 46 في المئة من المشاركين يفضلون تولي نائب الرئيس السابق مهام "التعامل بصورة فعّالة مع قضايا إنفاذ القانون والعدالة الجنائية" مقارنة بـ 43 في المئة ممن يفضلون الرئيس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هكذا، باختياره هاريس لمنصب نائب الرئيس، يكون بايدن قد نسف أهم أهداف ترمب، والمتمثل في تقديم نفسه كما لو كان الزعيم الوحيد القادر على إعادة العدالة والسلم إلى البلاد.

ومع ذلك، لا شيء من هذا كله يعني أن سجل هاريس لا تشوبه العيوب عندما يتعلق الأمر بالعدالة الجنائية، إذ إن حياة السناتور المهنية في مجال الادعاء كانت موضع تدقيق مكثف خلال حملتها الرئاسية، مع تفنيد البعض مزاعمها عن كونها مدعية "تقدمية".

غير أنه في مقابلات سابقة مع "اندبندنت"، وصف خبراء قانونيون ومحامون عملوا مع هاريس على مدى سنوات طويلة رؤيتها للادعاء بأنها "متطلعة إلى الأمام." وفي هذا الصدد قال مركز" مشروع إصدار الحكم" في بيان له "إن السناتورة هاريس كانت صوتاً قوياً داعياً إلى إصلاح شامل للعدالة الجنائية، سواء في سياق عملها ضمن اللجنة القضائية أو في أنشطتها العامة. وقد اشتمل هذا على وجه الخصوص على الدعوة إلى إصلاح بنود الأحكام الإلزامية القاسية التي تنطبق على العديد من الجرائم الفيدرالية المتعلقة بالمخدرات".

من المؤكد أن النقاد سيناقشون مدى تقدمية سجلها الوظيفي في الأسابيع والأشهر المقبلة. ومع ذلك، فقد عزّز بايدن موقفه في نظر العديد من الناخبين في ما يتعلق بقضايا القانون والنظام من خلال انتقاء هاريس، التي لطالما اعتُبرت مدعيةً عامةً رائدة، كما كانت أول أميركية من أصل أفريقي تعمل في منصب المدعي العام بولاية كاليفورنيا، قبل أن تصبح الآن أول امرأة أميركية من أصل أفريقي وأول شخصٍ من أصل هندي يصبح مرشح حزب كبير لمنصب نائب الرئيس.

لقد وجّهت حملة بايدن طلقة تحذيرية إلى ترمب عشية المعركة الفاصلة، وها نحن نمضي إلى السباق نحو لحظة الحقيقة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل