Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تعلن دعمها قبرص وسط توترات مع تركيا في "المتوسط"

أنقرة توسع عمليات استكشاف الغاز رغم التوتر مع أثينا وتزيد غضب الأوروبيين

إعلان أنقرة توسيع أنشطتها في أجواء من التوتر المُتنامي في شرق المتوسط (رويترز)

كشف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، الأحد، عن دعم الولايات المتحدة لحق قبرص في استغلال احتياطات "الهيدروكربون" المكتشفة في مياهها، ورغبة واشنطن في تعاون أوثق في شرق البحر المتوسط "المهم إستراتيجياً''.

وقال وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، إن أعمال تطوير موارد الهيدروكربون تهدف إلى "تحقيق أمن الطاقة الدائم، وازدهار الاقتصاد في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط​​''، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

جاء ذلك في بيان صادر عن السفارة الأميركية في قبرص، بعدما التقى هيل بوزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليديس لمناقشة "الأهمية الإستراتيجية المتزايدة'' لشرق البحر الأبيض المتوسط، ​​بالإضافة إلى التطورات الأخيرة في المنطقة.

وجاءت زيارة هيل القصيرة إلى الدولة وسط توترات عسكرية متزايدة بشأن التنقيب عن الغاز التركي في المياه، إذ تقول اليونان وقبرص إن لديهما حقوقاً اقتصادية حصرية.

وقال بيان السفارة الأميركية "أعاد هيل تأكيد الدعم الأميركي، حق جمهورية قبرص في استغلال مواردها الطبيعية، بما في ذلك الهيدروكربونات الموجودة في بحرها الإقليمي ومنطقتها الاقتصادية الخالصة".

وأشاد هيل بتوسيع التعاون الأمني ​​بين الولايات المتحدة وقبرص وجدّد الدعم الأميركي لاستئناف محادثات إعادة التوحيد المتوقفة.

تركيا توسع عمليات استكشاف الغاز

إلى ذلك، أعلنت تركيا أنها ستُوسِّع نطاق عملياتها لاستشكاف حقول الغاز في منطقة مُتنازع عليها في شرق "المتوسط" في تحَدٍّ لدعوات الاتحاد الأوروبي إلى خفض حدَّة التَّوتُّر. وفي مذكرة نُشرت الليلة قبل الماضية، ذكرت البحرية التركية أن سفينة "يافوز" للتنقيب عن الغاز المُنتشرة قبالة سواحل قبرص منذ أشهر، ستقوم بأنشطتها من 18 أغسطس (آب) إلى 15 سبتمبر (أيلول) جنوب غربي الجزيرة.

وقالت البحرية التركية في المذكرة "ننصح بشدَّة بعدم التوجُّه إلى منطقة التنقيب". ويأتي إعلان أنقرة توسيع أنشطتها في أجواء من التوتر المُتنامي في شرق المتوسط، حيث أثار اكتشاف حقول كبيرة من الغاز في السنوات الماضية، اهتمام تركيا.

وأعلنت تركيا، الأحد، أنها ستُوسِّع نطاق عملياتها لاستشكاف حقول الغاز في شرق المتوسط. وأرسلت أنقرة الأسبوع الماضي سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس" ترافقها سفينتان عسكريتان قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، في جنوب شرقي بحر إيجة، ما أثار غضب اليونان وقلق الاتحاد الأوروبي.

 يتوقع أن تقوم "عروج ريس" التي نشرت بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية بأنشطتها حتى 23 أغسطس.

تضامن أوروبي مع اليونان

في الوقت نفسه، أعرب وزراء الخارجية الأوروبيون عن تضامنهم مع اليونان، ودعوا إلى خفض حدَّة التوتُّر. وعزَّزت فرنسا التي توتَّرت علاقاتها مع تركيا في الأشهر الماضية، وجودها العسكري في شرق المتوسط دعماً لأثينا.

 في أجواء التوتر هذه، أعرب الرئيس رجب طيب أردوغان، عن استعداده للتحاور، موضحاً أن بلاده لن تتراجع "أمام العقوبات والتهديدات". ونشرت وزارة الدفاع التركية صوراً لمناورات بحرية في شرق المتوسط. وأظهرت اللقطات سُفُناً حربية تُواكب سفينة المسح الزلزالي "برباروس خير الدين باشا".

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف النشاط فوراً

على صعيد متصل، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنقرة، إلى أن تُوقف "فوراً" أنشطتها للتنقيب عن الغاز في المتوسط، بعد إعلان تركيا توسيع هذه العمليات. وقال بوريل في بيان نشره مكتبه، إن "ما أعلنته أنقرة يؤجج للأسف التوتر وانعدام الأمن".

أضاف أنه على خلفية التوتر في شرق المتوسط "يُسهم هذا الإعلان في تقويض الجهود لاستئناف الحوار والمفاوضات"، كما لن يُؤدي إلى خفض حدة التوتر الذي "هو السبيل الوحيد نحو الاستقرار والحلول الدائمة، كما أكد مجدداً وزراء الخارجية، الجمعة، خلال اجتماع عبر الفيديو لوزراء الخارجية الأوروبيين". ودعا بوريل "السلطات التركية إلى وقف أنشطتها فوراً، وإطلاق حوار بحُسن النية مع الاتحاد الأوروبي".

 خلال اجتماع الجمعة دعا وزراء الخارجية الأوروبيون تركيا إلى "خفض حدَّة التَّوتُّر فوراً، وإعادة تحريك الحوار". وفي يوليو (تموز)، كلّف بوريل التحضير "لتدابير مناسبة لمواجهة التحديات التي تطرحها تركيا". وتعهَّد أن يعرض على الوزراء خيارات عدة لاجتماعهم نهاية أغسطس، وهوضروري لفرض عقوبات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الاصطدام والاستفزاز التركي

 كانت سفينة حربية يونانية، وأخرى تركية، قد اصطدمتا الأربعاء الماضي، خلال مواجهة في شرق البحر المتوسط في ما أطلق عليه مصدر دفاعي يوناني وصفَ "حادث"، بينما قالت تركيا إنه استفزاز.

وتصاعد التوتر بين الدولتين، بعد ما أرسلت تركيا سفينة مسح إلى المنطقة، تحت حراسة سفن حربية، لرسم خريطة بتفاصيل منطقة بحرية للتنقيب المُحتمل عن النفط والغاز، وهي منطقة تدَّعي كل من تركيا واليونان خضوعها لولايتها.

وكانت سفينة المسح التركية "أوروتش رئيس" تتحرك بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية، قُرب عدد من الفرقاطات اليونانية. ويوم الأربعاء، اقتربت إحدى هذه الفرقاطات، وهي "ليمنوس"، من سفينة المسح عندما تقاطعت مع مسار السفينة "كمال رئيس"، إحدى سُفُن الحراسة البحرية التركية.

وقال المصدر الدفاعي، إن الفرقاطة اليونانية قامت بمناورة لتجنب الاصطدام المباشر، وأثناء ذلك لامس قوس مقدمتها مؤخرة الفرقاطة التركية، واصفاً ما جرى بأنه "اصطدام خفيف". وأضاف المصدر "لقد كان حادثاً"، مضيفاً أن "ليمنوس" لم تلحق بها أضرار، وشاركت في وقت لاحق في مناورة عسكرية مشتركة مع فرنسا قبالة جزيرة كريت صباح الخميس.

 قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن السفينة "كمال رئيس" تصدَّت لهجوم شنَّته سُفُن يونانية، وحذَّر أيضاً من الرَّد.

 تتشارك اليونان وتركيا في عضوية حلف شمال الأطلسي، لكن علاقاتهما مشحونة بالتوتُّر منذ فترة طويلة. وتتراوح الخلافات بينهما من حدود الجرف القاري البحري، والمجال الجوي إلى جزيرة قبرص المُقسَّمة على أساس عِرقي. وفي عام 1996 كانت الدولتان على وشك الدخول في حرب بسبب التنازع على ملكية جُزُر صغيرة غير مأهولة في بحر إيجة.

 ذكر مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أشار في اتصال هاتفي مع أردوغان، إلى تضامن الاتحاد الأوروبي الكامل مع اليونان. وأضاف المسؤول أن ميشيل دعا إلى وقف تصعيد التوتر، وقال إنه ينبغي تجنب الاستفزازات مع تفضيل الحوار.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن سويسرا عرضت التوسط لحل النزاع بين تركيا واليونان، وإن أنقرة وافقت على ذلك من حيث المبدأ.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد