Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب: أميركا ستعترف بسيادة إسرائيل على الجولان

يقول الرئيس الأميركي إنه من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن تعترف بالكامل بالسيطرة الإسرائيلية على منطقة " ذات أهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل."

موقف ترمب من هضبة الجولان جاء قبل أسبوع من زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن (أ.ف.ب) 

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الوقت قد حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. وكتب ترمب في تغريدة يوم الخميس أنه بعد 52 عامًا، من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن تعترف بشكل كامل بسيادة إسرائيل على ما قال إنها منطقة "ذات أهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة".
وسيمثل الاعتراف بالمنطقة المتنازع عليها تحولا كبيرا في السياسة الأمريكية، ويأتي قبل أسبوع من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء ترمب وإلقاء خطاب أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية AIPAC)).

ويأتي موقف ترمب استجابة لضغوطات نتنياهو، الذي يخوض حملة لإعادة انتخابه في التاسع من أبريل، حيث كان يطالب باعتراف الولايات المتحدة بادعاء إسرائيل سيادتها على مرتفعات الجولان.

واستولت إسرائيل على جزء كبير من الجولان في حرب عام 1967 مع سوريا وقامت بضمها في خطوة لم تحظ بتأييد دولي. وقد أثار نتنياهو إمكانية الاعتراف الأميركي في أول لقاء له بالبيت الأبيض مع ترمب في فبراير 2017.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيران بمحاولة بناء شبكة إرهابية لاستهداف إسرائيل من مرتفعات الجولان. ويستخدم نتنياهو هذا الحادث لتكرار المطالبة بالاعتراف الدولي بسيادة إسرائيل على بالمنطقة.

من جهته، رحب نتانياهو بموقف ترمب في تغريدة على تويتر يوم الخميس. وكتب نتانياهو: "في وقت تسعى إيران إلى استخدام سوريا منصة لتدمير إسرائيل، يعترف الرئيس ترمب بجرأة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. شكرا للرئيس ترمب."

وأضاف نتنياهو في وقت لاحق: "لقد صنع الرئيس ترمب التاريخ للتو. فاتصلت به لأشكره بالنيابة عن الشعب الإسرائي. إنه قد قام بالأمر الصحيح مرة أخرى. فأولاً، كان قد اعترف بالقدس كعاصمة إسرائيل ثم نقل السفارة الأمريكية إلى هناك. ولاحقا، انسحب من تلك الاتفاقية المدمرة مع إيران وأعاد فرض العقوبات عليها."

"أما الآن، فقد قام بشيء يحظى بأهمية تاريخية مماثلة. وقد قام بذلك في حين تحاول إيران الاتخاذ من الأراضي السورية كمنصة لشن الهجمات وتدمير إسرائيل. وبالتالي فإن الرسالة (التي نقلها ترمب للعالم) هي أن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل."

وقال نتنياهو: "إننا نعرب عن امتناننا العميق للدعم الأمريكي. إننا ممتنون جدًا للدعم المدهش الذي لا يضاهى لأمننا ولحقنا في الدفاع عن أنفسنا. لا توجد أي صداقة أكبر من الصداقة التي تجمع إسرائيل والولايات المتحدة. وشكرًا للرئيس ترامب وشكرًا لك يا أمريكا".

وأعلن ترمب موقفه من الجولان بينما كان وزير خارجيته مايك بومبيو يجري زيارة لإسرائيل أشاد فيها بالشراكة الإسرائيلية الأمريكية باعتبارها "علاقة رائعة بين بلدينا."

ووصف بومبيو الجولان بأنها "عقار قاتلت من أجله (إسرائيل) بصعوبة،" مضيفا أن ترمب "اتخذ قرارا جريئا ... ومهما، سيكون تاريخيا حقا." كما تحدث بومبيو أيضا عن "البطولة الإسرائيلية" في معارك التي استولت فيها على الجولان.

ويعتبر المجتمع الدولي الجولان أرضا محتلة، وقد طالبت سوريا بإعادتها كشرط لأي اتفاق سلام مع إسرائيل في المستقبل.

وبعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، من غير المرجح إجراء محادثات سلام مع إسرائيل في أي وقت قريب. وقد شنت إسرائيل منذ اندلاع الحرب عشرات الغارات الجوية في سوريا لمنع إيران من إقامة وجود عسكري دائم هناك.

ويأتي إعلان ترمب قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية في إسرائيل، حيث يأمل نتنياهو في إعادة انتخابه لولاية رابعة على التوالي، ليصبح رئيسَ الوزراء الذي خدم أطول مدة في تاريخ البلاد. هذا برغم أن الزعيم اليميني يخوض السباق الانتخابي في ظل احتمال توجيه اتهامات له بالفساد.

ومن المرجح أن يساعد إعلان ترمب بشأن الجولان في ارتفاع شعبية نتنياهو في استطلاعات الرأي، بعد أسابيع من توقعات بخسارة حزب الليكود أمام تحالف الوسط الجديد برئاسة قائد الأركان السابق والشعبي بيني غانتز.

وسارع جلعاد أردان، وزير الأمن الداخلي والشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو، إلى وصف إعلان ترمب "إنجازا كبيرا آخر لدولة إسرائيل وحزب الليكود ورئيس الوزراء،" وشكر ترمب مرة أخرى على "دعمه الهائل."

من جهته قال موشيه كحلون، رئيس حزب كولانو الذي قد يكون شريك تحالف مهم لنتنياهو في حال تمت دعوته لتشكيل الحكومة المقبلة، إن إعلان ترمب هو "إنجاز مهم لدولة إسرائيل."

وأضاف: "سيعرف جيراننا أن الواقع قد تم إرساؤه وأن هناك ثمنا لرفضهم الاعتراف بإسرائيل."

بدوره رحب نفتالي بينت، وزير التربية والتعليم ورئيس حزب اليمين الجديد الرئيس الأمريكي على موقفه. ويعتبر بينت شريكا رئيسيا آخر يحتاجه نتنياهو لتشكيل تحالف حكومي والبقاء في منصبه رئيسا للوزراء.

وقال بينت: "أرض إسرائيل ملك لشعب إسرائيل. وليس لإسرائيل صديق أعظم من الولايات المتحدة الأمريكية. هضبة الجولان إلى الأبد."

كما أعرب حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة عن تأييدهم لقرار الرئيس ترمب، حيث أكد الموفد الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات أن إعلان ترمب كان "قرارًا جريئا وشجاعا وتاريخيا آخر."

من جانبه وصف السناتور ليندسي جراهام، الذي زار الجولان الأسبوع الماضي وتعهد بالضغط من أجل الاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على الجولان، وصف القرار بأنه "حكيم من الناحية الاستراتيجية ورائع بشكل عام." وتعهد غراهام بتشجيع الكونغرس على أن يحذو حذو الرئيس.

لكن محللين إسرائيليين، رغم ترحيبهم بالخطوة، سارعوا للإشارة إلى التوقيت الإشكالي للقرار، ووصفوه بأنه "انتخابي."

وكتب مايكل كوبلو، مدير منتدى السياسات الإسرائيلية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، أنه لا يوجد سبب للإعلان عن هذا الموقف في الوقت الراهن "باستثناء إعطاء نتنياهو هدية انتخابية عملاقة وغير مصرح بها."

(تغطية إضافية من وكالات)

© The Independent

المزيد من دوليات