شهد سد مأرب التاريخي، (شرق اليمن) فيضان المياه من داخله للمرة الأولى منذ إعادة بنائه قبل 34 عاماً، بعد تدفق كميات هائلة من السيول إليه على مدى الأسابيع الماضية.
وأكد مدير مشروع سد مأرب، أحمد العريفي لـ"اندبندنت عربية"، أن مياه السد شهدت فيضانها للمرة الأولى منذ إعادة بنائه في عام 1986 بعد تدفق كميات كبيرة من السيول التي تشهدها المنطقة على نحو غير مسبوق ليتجاوز منسوب المياه حاجز الـ550 مليون متر مكعب، وهي السعة القصوى للسد.
ضحايا ومخاوف
ونتيجة ذلك تدفقت مياه السد في عدد من الوديان والمناطق المحيطة به من جهته الجنوبية والشرقية عبر المنافذ المخصصة لخروجها في حال امتلاء السد، الأمر الذي تسبب بإلحاق أضرار بالغة في الأرواح ومنازل المواطنين ومزارعهم.
وبحسب إحصائية أوردها مكتب الصحة في مأرب، فقد وصلت إلى مستشفيات المدينة 21 حالة (حتى ليل أمس)، منها 17 حالة وفاة، بينهم 8 أطفال، الأمر الذي زاد من مخاوف السكان بشأن احتمالية انهيار السد التاريخي، على خلفية ارتفاع منسوب المياه جراء السيول الجارفة التي تشهدها اليمن منذ أسابيع.
لا قلق
وفي ردّه على مخاوف الأهالي، خصوصاً أن مأرب تضم نحو مليون ونصف نازح يسكنون في مناطق قريبة من السد، أكد مدير مشروع السد أن الوضع لا يدعو للقلق مشيراً إلى أن السلطات المحلية اتخذت جملة إجراءات لتجنيب السكان أضرار تدفق المياه من السد، خصوصاً المناطق التي أنشئت فيها مباني سكنية بعد أن استبعد الأهالي فيضان السد نتيجة شحة الأمطار الموسمية في اليمن خلال العقود الماضية.
إجراءات حكومية
من جانبه، وجّه رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، بوضع حلول عاجلة لدرء مخاطر محتملة جراء استمرار تدفق السيول الخارجة من سد مأرب.
وشدّد رئيس الحكومة اليمنية، خلال اتصال بمحافظ مأرب سلطان العرادة، على ضرورة تكثيف الجهود لإغاثة المتضررين جراء السيول في مأرب، والاهتمام بأوضاع النازحين، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحث السلطة المحلية على سرعة تقديم الإغاثة والمساعدات اللازمة للمتضررين في كافة مديريات محافظة مأرب، وعلى وجه الخصوص للنازحين.
كما وجه بضرورة التنسيق مع المنظمات الإنسانية، لتكثيف الجهود الجارية في معالجة أوضاع المتضررين من السيول وتقديم العون والمساندة العاجلة لهم في مختلف المجالات.
وسد مأرب هو سد مائي قديم يعود تاريخه إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد وهو أحد أقدم السدود في العالم الذي بني على يد السبئيون، وورد ذكر قصة انهياره في القرآن الكريم.
كما يعد واحداً من أهم السدود اليمنية القديمة التاريخية، إضافة إلى سد جفينة وسد الخانق وسد أضرعة وسد مرخة وسد شاحك. وتعرض طوال تاريخه لعدة انهيارات، فيما أعيد بناؤه في عام 1986 بدعم وتوجيهات من رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان الذي حضر لافتتاحه وتدشين خدماته حينها.