ملخص
لطالما عارض الرئيس الأوكراني قطعياً تقديم أية تنازلات لنظيره فلاديمير بوتين، لكن موقفه خلال الأشهر الأخيرة لان على خلفية صعوبات يواجهها جيشه على خط الجبهة ومخاوف من تراجع الدعم الغربي، وقد طرح زيلينسكي فكرة تخلي أوكرانيا موقتاً عن استعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا نحو 20 في المئة من مساحة بلاده، في مقابل ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي وإمداد كييف بأسلحة غربية.
قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في مقابلة بثت أمس الأحد إن إدارته العتيدة ستخفض "على الأرجح" المساعدات لأوكرانيا التي تدعمها الولايات المتحدة بثبات منذ بدأت روسيا غزو أراضيها.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة "أن بي سي" قال ترمب رداً على سؤال بهذا الخصوص، "ربما. نعم، على الأرجح، بالتأكيد". وسجلت المقابلة الجمعة الماضي أي عشية محادثات ثلاثية بين ترمب والرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في باريس.
وشدد زيلينسكي أمس الأحد على أنه يريد "سلاماً مستداماً" لبلاده غداة لقائه في باريس ماكرون وترمب الذي دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" والشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ولطالما عارض زيلينسكي قطعياً تقديم أية تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن موقفه لان خلال الأشهر الأخيرة على خلفية صعوبات يواجهها جيشه على خط الجبهة ومخاوف من تراجع الدعم الغربي.
لقاء ثلاثي
وطرح زيلينسكي فكرة تخلي أوكرانيا موقتاً عن استعادة أراض تسيطر عليها روسيا تقدر بنحو 20 في المئة من مساحة بلاده، في مقابل ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي وإمداد كييف بأسلحة غربية.
وقال زيلينسكي غداة اللقاء الثلاثي الذي عقد في باريس، "ننشد سلاماً عادلاً ومستداماً، سلاماً لا يتمكن الروس من تدميره بعد بضعة أعوام، على غرار ما فعلوا مراراً في السابق". وأوضح، "عندما نتحدث عن سلام فعال مع روسيا فيجب علينا أولاً التحدث عن ضمانات"، وحض حلفاءه على "ضمان موثوقية السلام وعدم غض النظر عن احتلال" الأراضي الأوكرانية.
من جهته اتهم الكرملين أمس الأحد الرئيس الأوكراني بـ"رفض التفاوض" مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لافتاً إلى أن زيلينسكي حظر بموجب مرسوم صدر في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 أي تواصل مع الرئيس الروسي.
ودعا الكرملين الرئيس الأوكراني إلى الأخذ في الاعتبار "الوقائع على الأرض"، حيث تحقق القوات الروسية تقدماً على الجبهة منذ مطلع العام، على رغم تقدم أوكراني داخل الأراضي الروسية في الصيف.
وتريد روسيا أن تتخلى أوكرانيا عن أربع مناطق تحتلها جزئياً في شرق البلاد وجنوبها، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، ووقف مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لكن هذه الشروط ترفضها كييف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الخسائر الأوكرانية
وأعلن زيلينسكي أن 43 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب مع روسيا المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام، وأن ما يقارب 370 ألفاً جرحوا منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022، ومنذ فبراير 2024 فإنها المرة الثانية التي يعلن فيها زيلينسكي حصيلة للخسائر الأوكرانية.
أما روسيا فهي لا تعلن عن خسائرها، إذ تقدر منصة "ميديازونا" الإعلامية المستقلة وكذلك "بي بي سي" بقناتها الروسية الخسائر البشرية لروسيا بأكثر من 82 ألفاً، وذلك استناداً إلى معلومات منشورة على غرار البيانات الرسمية وصفحات إعلان الوفيات، وأيضاً تلك التي تعلن على شبكات التواصل الاجتماعي ورصد المقابر.
لكن الأرقام الحقيقية في ما يتصل بالخسائر الأوكرانية والروسية على السواء يمكن أن تكون أكبر بكثير، إذ إن ما ينشر على هذا الصعيد لا يأخذ في الاعتبار المفقودين، وفق خبراء، وقال زيلينسكي، "هذه هي حقيقة هذه الحرب، ولا يمكن أن تنتهي بمجرد ورقة وبعض التوقيعات".
وأشار ترمب أمس الأحد إلى أن أوكرانيا خسرت 400 ألف جندي "على نحو عبثي وعدداً أكبر بكثير من المدنيين"، في حين "أصيب أو قتل نحو 600 ألف جندي روسي، في حرب لم يكن ينبغي أن تبدأ مطلقاً ومن المحتمل أن تستمر إلى الأبد".
وجاء في منشور للرئيس المنتخب عبر منصته "تروث سوشيال"، "يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار والشروع في مفاوضات، فلقد فُقد كثير من الأرواح عبثاً، ودُمرت كثير من الأسر، وإذا استمر الوضع فقد يتحول إلى شيء أكبر وأسوأ بكثير".
وأكد ترمب الذي سيتولى منصبه في الـ20 من يناير (كانون الثاني) 2025 في منشوره، أن الرئيس الأوكراني "يريد عقد صفقة" لإنهاء الحرب.
المساعدات الأميركية
واكتسى الاجتماع مع ترمب في باريس أهمية كبرى بالنسبة إلى زيلينسكي الذي يخشى أن تفك الولايات المتحدة ارتباطها بعد نحو ثلاثة أعوام على بدء الهجوم الروسي، ولطالما انتقد ترمب بشدة في الأشهر الأخيرة المساعدات الأميركية لأوكرانيا والمقدرة بمليارات الدولارات.
وأكد قطب الأعمال الذي نجح في العودة للبيت الأبيض مرات عدة نيته عدم مواصلة سياسة تقديم الدعم الهائل لكييف التي انتهجها الرئيس الأميركي جو بايدن، في حين تسابق واشنطن الوقت لتقديم دعم لكييف قبل تولي ترمب منصبه، أعلنت الولايات المتحدة السبت عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 988 مليون دولار.
ميدانياً، وفي مؤشر يدل على ما تواجهه القوات الأوكرانية من صعوبات، أعلنت روسيا نهاية الأسبوع سيطرتها على بلدتين إضافيتين، واقتراب قواتها من ثلاث مدن ذات أهمية كبرى هي كوراخوفي وبوكروفسك وكوبيانسك.