Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النساء أكثر عرضة لخسارة وظائفهن خلال وباء كورونا

"أُنهيت خدماتي في الذكرى السنوية لوفاة أعز صديقاتي. لقد وصلتني الرسالة تماماً في حفل تأبينها مما ضاعف ألمي في ذلك اليوم"

توصل تقرير لجامعة إكسيتر إلى أن النساء مرشحات لخسارة وظائفهن خلال الوباء بنسبة الضعف مقارنة بالرجال (رويترز)

تقول لوتي بوب لـ"اندبندنت" "لقد فقدت 5 كيلوغرامات من وزني خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الماضية، بسبب الضغط الذي أرزح تحته، ونظراً إلى أن العمل كان عدوانياً للغاية ... أشعر أن الأمر أشبه بالتنمر. آوي إلى الفراش عند الساعة الحادية عشرة مساء، وأستيقظ عند الثالثة فجراً، ولا أستطيع الخلود إلى النوم مرة أخرى لأن دماغي مستعر. إنه يكاد ينفجر من الضغط".

 سُرحت بوب، التي كانت تعمل سابقاً مديرة للسوشال ميديا في إحدى شركات التأمين من عملها أخيراً خلال حالة الطوارئ العامة، وتعتقد أنها تعرضت للتمييز وظُلمت لكونها أمّاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذه الأثناء، أشارت سلسلة من الدراسات الحديثة إلى أن أزمة فيروس كورونا قد فاقمت عدم المساواة بين الجنسين، إذ توصل تقرير لجامعة إكسيتر إلى أن النساء مرشحات لخسارة وظائفهن خلال الوباء بنسبة الضعف مقارنة بالرجال. ووجد الباحثون أن 11 في المئة من النساء قد تعرضن للإقالة من عملهن خلال حالة الإغلاق مقابل 4 في المئة من الرجال.

بينما خلُص تقرير نشرته شبكة "برايس ووتر هاوس كوبرز" للخدمات المهنية في شهر مايو (أيار) إلى أن النساء شكلن 78 في المئة من الأشخاص الذين خسروا سلفاً وظائفهم  بسبب حالة الطوارئ الناجمة عن وباء كورونا.

وتقول السيدة بوب التي تعيش في بلدة تانبريدج ويلز ولديها طفل واحد "طُلب منا في بداية الإغلاق القبول بتخفيض الأجور بنسبة 20 في المئة ... وقلت حينها "لا أستطيع تحمل ذلك لأن عليّ أن  أدفع مصاريف رعاية الطفل"، ثم قالوا "عليك الاختيار بين التسريح المؤقت بأجر جزئي، أو الإقالة"، كان ذلك عقاباً. طلبت منهم كذلك تخفيض ساعات عملي بنسبة 20 في المئة لأنني كنت أدرّس ابني في المنزل لكنهم توقعوا مني العمل بدوام كامل".

وأضافت الأم العزباء، 30 سنة، أنه قيل لها قبل ساعات إن دورها "حاسم" في الشركة، وإنها ستواصل العمل خلال الأزمة. لكن موقف رؤسائها انقلب رأساً على عقب عندما لم توافق على قبول تخفيض الأجر.

ولفتت بوب إلى أن "السوشال ميديا عمل ضروري وحيوي، ويمكن حتماً القيام به من المنزل ... كانت هناك موظفة جديدة تابعة لي، وقد أبقوها في العمل. ليس لديها أطفال. أشعر أنها كانت مسألة تمييز ضدي لأن لدي طفلاً. كنت أعلم طفلي وأعمل في الوقت نفسه بدوام كامل من بيتي في بداية الإغلاق. كنت تحت وطأة ضغوط كبيرة. وأنا الآن لا أنام على الإطلاق. أشعر بالفعل بالضيق الشديد، وأنا قلقة جداً حيال المسائل المالية. لقد تقدمت بشكوى. لكن لا أستطيع تحويلهم إلى محاكمة مهنية لأن فترة عملي لديهم تقل عن سنتين".

ووجدت دراسة حديثة صادرة عن "كلية لندن للاقتصاد" أن النساء معرضات لخسارة وظائفهن أكثر من الرجال خلال الركود المقبل، لأن نسبتهن أكبر في القطاعات التي يتوقع أنها ستتأثر بشدة. مثلاً، يزيد عدد العاملات في مجالات الضيافة والترفيه والسياحة والفنون عن عدد العاملين، وهي الصناعات التي شهدت للتو تسريح آلاف العمال مؤقتاً بأجر جزئي، أو إقالتهم.

وسُرحت جيمي بيرد، التي تعيش في غرب لندن، مؤقتاً بأجر جزئي من عملها السابق في القطاع التعليمي في شهر مارس (آذار)، ثم جرى الاستغناء عنها في يونيو (حزيران).

وتقول  بيرد، 38 سنة، "أُنهيت خدماتي في الذكرى السنوية لوفاة أعز صديقاتي... لقد وصلتني الرسالة تماماً في حفل تأبينها مما ضاعف ألمي في ذلك اليوم. أشعر بكآبة شديدة منذ خسرت عملي. ليس لدي أي أطفال لكن الأمر أثر بشكل كبير على صحتي العقلية. لقد فقدت وظيفة، وعلاقة عاطفية أيضاً، لذا فإن التعامل صعب للغاية مع الخسارتين. كما أنني لا أنام، فمن الواضح أنني قلقة حيال العثور على وظيفة أخرى، وكيف سأدفع الفواتير والمصاريف الأخرى".

واعتبرت بيرد أن سوق العمل الراهن "رهيب" وأنها تخشى تعرضها للتمييز بسبب سنها، مضيفة أن لديها شعوراً بأن أصحاب العمل يعمدون إلى الاستعانة بالمتدربين لأن أجورهم أرخص مقارنة بمن لديهم خبرة أكبر.

وقالت "تقدمت بطلب للحصول على معونات التأمين الشامل الحكومية، لكنه رُفض لأسباب لم يشرحوها لي، وبالتالي ليس لدي عمل أو مورد أو مساعدة، وهذا وضع صعب... أعتقد أن كون النساء معرضات أكثر من الرجال لخسارة وظائفهن خلال الجائحة هو أمر فظيع، نحن نعمل بشكل متساو وفي بعض الأحيان نبذل جهداً أكبر منهم، ومع ذلك لا يبدو أننا تجاوزنا تلك الفجوة في المعاملة التي تجعلنا غير متساوين في بيئة العمل ".

أما جيما هيرتس، التي تعيش في نيوكاسل، فقد أجبرت على البدء بطلب الحصول على المعونات الحكومية المعروفة باسم "الائتمان الشامل"، مذ فقدت وظيفتها في متاجر التجزئة خلال أزمة تفشي فيروس كورونا.

وتوضح هيرتس، 25 سنة، "كنت أعمل لصالح شركة الملبوسات لخمس سنوات وقد رُقيت ... سُرحت مؤقتاً بأجر جزئي خلال الإغلاق. وبعد شهرين، أقفل المتجر الذي كنت أعمل فيه أبوابه نهائياً، لكنهم قالوا إنني أستطيع الانتقال إلى فرع آخر. إلا أنهم خفضوا ساعات عملي، ورتبتي الوظيفية، وبالتالي لم أعد مشرفة. لم أرغب في ذلك فأقالوني".

وأضافت أنها لم يسبق لها أن فقدت وظيفة على الإطلاق، أو كانت عاطلة عن العمل، لكنها محظوظة لكونها تعيش مع والديها، وأن المعونات الحكومية لم تكن لتكفي لتغطية نفقاتها المعيشية لو أنها كانت تسكن بمفردها.

وتابعت هيرتس أنها لو كانت تعيش لوحدها "لكانت معيشتي قاسية ... إنه أمر مخيف لأنه بالكاد توجد هناك وظائف. حين أرسل طلبات توظيف إلى الجهات ذات العلاقة سرعان ما تصلني رسائل بريد إلكتروني لإعلامي بأن تقديم الطلبات متوقف بشكل مؤقت بسبب الوباء. ليست لدي أدنى فكرة ما الذي كان سيحدث لو لم تكن لدي عائلة. لا أطيق حتى التفكير بوضع كهذا. أعتقد أنني كنت سأصبح بلا مأوى. أمر بأيام جيدة وأخرى سيئة. أسأل نفسي أحياناً "ما الذي سأفلعه"؟ وأنا قلقة حيال المستقبل وخائفة من الآتي".

وقالت إن أقرب صديقاتها، وهي أم لثلاثة أطفال، غرقت في حالة من الذعر منذ أنهيت خدماتها، وفقدت عملها في دار لرعاية المسنين.

وأضافت هيرتس أن صديقتها "كانت تواجه صعوبات في العثور على من يرعى الصغار، وأخبرها رب عملها نحن لا نريدك ... كانت تبكي.  إنها محطمة حالياً، فعليها رعاية ثلاثة أطفال بمفردها".

© The Independent

المزيد من تقارير