Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يتوق إلى فوز بايدن على ترمب والسبب واضح

هزيمة الرئيس تحرر رئيس الوزراء في نسج علاقة أكثر شعبية مع أميركا

ثمة خيط خفي يُباعد بين الرئيس ترمب ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (غيتي)

يعاني رئيس الوزراء البريطاني من "ألم عصبي شخصي" عندما يُربط اسمه مع دونالد ترمب، وفقاً لتيم شيبمان، الكاتب الذي دوّن وقائع فوز بوريس جونسون في الاستفتاء بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وصعوده إلى رئاسة الوزراء.

ومن الواضح أن جزءاً من سبب ذلك النفور يرتبط بكون ترمب لا يحظى بالشعبية إطلاقاً لدى الجمهور البريطاني. ويجد جونسون نفسه في موقف مماثل لموقف توني بلير، عندما فشل آل غور في الفوز ببضع مئات من الأصوات التي كان يحتاجها في فلوريدا لتجنب إحالة الانتخابات على المحكمة العليا الأميركية.

بالنسبة إلى بلير، شكّلت الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "عقيدة راسخة" يجب الحفاظ عليها بغض النظر عن الشخصيات. وفي المقابل، امتلك حزبه وجزء كبير من الرأي العام البريطاني، عقيدة راسخة أخرى مفادها أن جورج دبليو بوش ساذج خطير، ويجب على الحكومة البريطانية أن تتعامل معه بأقل قدر ممكن.

لكن إذا كان بوش خطيراً، فإن ترمب أخطر منه. لذا فإن المعاداة الشعبية لأميركا، التي باتت تكتسي طابعاً قوياً لدى أقلية من الشعب البريطاني، جرى تضخيمها من قبل المؤيدين لأميركا ممن يعتبرون ترمب إهانة لقيم الجمهورية.

في حالة بلير، جرى تضخيم الضرر الذي تسبّبت فيه العلاقة الخاصة (مع بوش) في الداخل، عبر صدام اليسار واليمين. إذ اعتبر كثيرون في حزب العمّال بلير خائناً بسبب علاقته الودية مع عدوهم الإيديولوجي المتمثل في الحزب الجمهوري. لكن بالنسبة إلى جونسون، فإن الضرر أسوأ، إذ إنه متهم بمصاحبة رفيق إيديولوجي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إنه "ترمب بريطانيا،" كما وصفته أميركا ترمب ذات مرة. وينظر ترمب إلى بريكست ونايجل فاراج وبوريس جونسون على أنهم مجرد امتدادات لغروره الأكبر. في المقابل، من الواضح جداً أنه لم ينظر بهذا الشكل إلى تيريزا ماي.

يطيق جونسون عناق ترمب، لكن لا يستطيع انتظار نهايته. لذا، يمكن فهم سبب تفضيله التعامل مع جو بايدن. وعلى الرغم من أن بايدن لن يغيّر السياسات كثيراً، وسيظل معادياً للصين وسيكون من الصعب التفاوض بشأن صفقة تجارية بين بريطانيا وأميركا بوجوده في البيت الأبيض، إلا أنه سيتبنى إدارة أميركية تقليدية يمكن التنبؤ بتصرفاتها. علاوة على ذلك، لن يتلطّخ جونسون بالسلطوية والعنصرية وكراهية النساء التي يوسم بها البيت الأبيض في ظل ترمب.

وبطبيعة الحال، سيواجه جونسون خطر النظر إليه كواحد من أكثر قادة العالم اتباعاً لنهج ترمب. وكذلك سيوضع في خانة واحدة، في غياب ترمب، مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو والرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان. وفي المقابل، وفق تيم شيبمان، يمكن لرئاسة بايدن أيضاً أن تحرر "بوريس الجيد،" الذي يريد بناء تحالفات دولية، ومتابعة الجهد العالمي ضد تغير المناخ، وقد أعلن أيضاً أنه لا يكره الصين لكنه عرض على سكان هونغ كونغ طريقاً للحصول على الجنسية البريطانية.

يمكن لجونسون المحافظ الليبرالي من حركة "أمة واحدة" الذي يتعايش في الشخصية الفوضوية لـ"بوريس السيء نفسه"، وجونسون القومي الشعبوي الداعم للبريكست، أن ينسج علاقة إيديولوجية ودية للغاية مع ديمقراطي محافظ لطيف.

وفي الواقع، تشكّل الرغبة في خسارة ترمب سبباً قوياً للرغبة (لدى جونسون) في فوز بايدن (بانتخابات الرئاسة) في نوفمبر (تشرين الثاني). واستطراداً، ثمة تأثير جانبي في الداخل البريطاني ينجم عن تحرّر جونسون ليغدو أقرب إلى نموذج الليبيرالي الوسطي من حركة "أمة واحدة" الذي كانه حين شغل منصب عمدة لندن. ويشكّل ذلك سبباً آخر في دعم جو بايدن القريب من الشعب.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء