Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد كل ما فعلته "هوندا" لهذا البلد، نستمر في التخلي عنها، لا أستطيع لومها إذا تركت بريطانيا

لكي أستعير عبارة شائعة، أرادت "هوندا" مثل كل المستثمرين الوافدين، شراكة قوية ومستقرة. وبطبيعتهم المحافظة، لم تكن لديهم نزعة للخوف - لكنهم خُذلوا

سيارات "هوندا" المصنوعة في بريطانيا وطّدت الثقة بالصناعة الانجليزيّة (موقع "أف تي.كوم")

اليوم في أحواض السفن المختلفة في المملكة المتحدة، هناك الآلاف من سيارات هوندا "سيفيك" الرياضيّة اللامعة المصنوعة في بريطانيا، جاهزة للتصدير إلى جميع أنحاء العالم. يرجع وجود تلك السيارات إلى كون مدينة "سويندون" هي مركز الإنتاج العالمي لواحد من أهم منتجات شركة "هوندا".

ستصل تلك السيارات إلى سفن شحن تتجه صوبها الآن، كي تنقلها إلى اليابان، وهي "السوق المحلي"، عند نهاية شهر مارس، وذلك فعليّاً موعد قريب جداً من يوم خروج بريطانيا من "الاتّحاد الأوروبي". كانت دائماً إشارة إطراء على جودة السيارات التي تصنعها الشركات اليابانيّة في بريطانيا، أن يُنظر إليها على أنها جيدة بما فيه الكفاية من قبل الزبائن في طوكيو وكذلك توركواي. يقصد بذلك أنها منتجات موثوقة، صنعتها قوة عاملة موثوقة، في بلد موثوق فيه.

لكن انظر الآن.

لا أحد، لا مجلس إدارة شركة "هوندا موتور" ولا الحكومة البريطانيّة، يمكنه أن يقول إذا كانت صادرات السيارات مستقبلاً ستفرض عليها تعريفات جمركيّة بسبب بركسيت.  إنّهم لا يعرفون حتى ما سيكون عليه الوضع إذا حاولوا إرسالها عبر القناة الإنجليزية في الأسابيع القليلة المقبلة.

إنّ ذلك هو ما يعنيه غموض البركسيت من الناحية العملية. وبالنسبة إلى مدينة "سويندون" التي صوّت فيها 55 في المئة من الناخبين لصالح الخروج في استفتاء العام 2016، يعني الأمر نفسه إغلاق مصنع ضخم وفقدان 3500 وظيفة.

قد يكون قرار "هوندا" قيد التشكّل منذ بعض الوقت، مع دور عوامل أخرى أيضاً كالتباطؤ الاقتصادي في الصين، والاتّفاق التجاري بين "الاتحاد الأوروبي" واليابان، والردود السلبيّة على ضريبة الديزل.

ولكن، كما حدث مع "فورد" و"نيسان"، فإن بركسيت أحدث الفارق بطريقة خاطئة، بشأن الاستثمار المستقبلي. وسوف تأتي تباعاً مزيداً من القرارات من النوع نفسه في قطاعات اخرى أيضاً.

إنها لمصادفة زمنيّاً أن تأتي تلك الأخبار المحبطة من شركة "هوندا" في وقت عبّرت فيه السلطات اليابانيّة المتحفظّة عادة، عن شعورها بالإهانة من قبل وليام فوكس (وزير الدولة البريطاني لشؤون التجارة الخارجية) وجيريمي هانت (وزير الخارجيّة البريطاني) اللذان طالباها بتسريع التوقيع على صفقة تجارية مع المملكة المتحدة. إنها لجرأة زائدة من الثنائي النشيط في بريطانيا، اللذان لا يملكان سوى القليل جداً من الانجازات في جهود بركسيت بشكل عام.

في التحليل النهائي، فإن ذلك يسلط الضوء على نقطة مفادها أننا الآن قد تجاوزنا "مشروع الخوف" ودخلنا في "مشروع الانهيار." وقريباً جداً سوف يتمتّع "الاتحاد الأوروبي" بشروط تجارية متفوقة مع اليابان أكثر من المملكة المتحدة. إنّه أمر جلل من أجل بريطانيا عالمية ومجازفة بالخروج من "الاتحاد الأوروبي".

عوملت "هوندا" بطريقة سيئة. لقد ساعدت في إنقاذ شركة السيارات القديمة، "بريتش ليلاند"، من الانهيار بفضل شراكة صناعية بدأت في عام 1979. لقد تعلّمتُ القيادة في سيارة "هوندا" مصنوعة في بريطانيا، تحمل اسماً مميزاً هو "ترايمف أكليم". كذلك بيعَتْ سيارات "روفر" المشتقة من "هوندا" بشكل جيد للغاية.

هوندا ساعدت "بريتش ليلاند" ومن ثم "روفر" على بناء مركبات مطلوبة من الجمهور. حتى عندما انتهت شراكتهم بعد بيع "روفر" إلى "بي إم دبليو"، حافظت هوندا على ثقتها ببريطانيا. فعندما تذهب "هوندا"، ماذا سيكون التأثير على صناعة الصلب البريطانيّة وعلى صانعي أجزاء السيارات في جميع أنحاء المملكة المتحدة؟

ولكي أستعير عبارة شائعة، أرادت هوندا، مثل كل المستثمرين الوافدين، شراكة قوية ومستقرة. وبطبيعتهم المحافظة، لم تكن لديهم نزعة للخوف، لكنهم خُذلوا

تعرضوا للخذلان مرتين الآن. أنا لست متفاجئاً بمغادرتهم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد