Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذير من موجة كورونا ثانية قبل حلول الشتاء

علماء يدعون إلى استباقها واغتنام "فرصة مهمة جداً"

قد تؤدي أزمة الشتاء الناجمة عن تزايد معدلات الإصابة بفيروس كورونا، وانتشار وباء الإنفلونزا القاتل إلى شلّ نشاط "خدمة الصحة الوطنية" NHS والتسبب في آلاف الوفيات، حسب التحذير الذي أطلقه تقرير رئيس طلب كبير مستشاري الحكومة العلميين وضعه.

وشرح أكثر من 30 عالماً وخبيراً من "أكاديمية العلوم الطبية" Academy of Medical Sciences المخاطر المحتملة بالنسبة إلى المملكة المتحدة إن تعرضت هذا العام لفصل شتاء قاسٍ يتزامن مع موجة ثانية من إصابات كوفيد-19.

ويقول التقرير إن "الخدمات الصحة الوطنية"  NHS ستجد نفسها عاجزة عن الاستجابة لارتفاع في أعداد الإصابات الفيروسية كما فعلت في وقت سابق من هذا العام، وذلك بسبب الضغط الإضافي الذي يمثّله موسم الإنفلونزا في الشتاء والعمليات الجراحية العاجلة التي سبق تأجيلها علاوة على زيادة الإصابات بين الموظفين بالمرض.

ويقول الخبراء في النسخة التي وضعوها لـ"أسوأ سيناريو يمكن توقّعه منطقياً"، إنّ هذه العوامل قد تتسبّب في وفاة 120 ألف شخص إضافي داخل المستشفيات إن لم تُتّخذ أيّ خطوات من أجل التصدي للفيروس. ولم يقدر هذا السيناريو الأثر الذي سيتركه هذا الوضع في دور الرعاية. 

ويقول العلماء إن على الوزراء والمسؤولين الصحيين الآن التخطيط من أجل تحضير البلاد للشتاء. ويضيفون أنّه يجب توسيع نظام الفحص والرصد بشكل كبير من أجل استيعاب ازدياد نسب الإصابة بأعراض كوفيد-19 والأعراض الشبيهة بالإنفلونزا، التي قد يحتاج مئات الآلاف من المرضى إلى الخضوع لفحوصات طبية بسببها. وتشمل التوصيات الأخرى تنفيذ مخطط تطعيم ضخم، ووضع نظام مراقبة للأمراض على مستوى البلاد.

ويتضمّن التقرير الذي وضعه 37 خبيراً في ستة أسابيع فقط، سلسلة من التقديرات لأعداد الوفيات التي قد تقع إن بدأ معدّل انتقال فيروس كورونا (أي عدد الأشخاص الذين تنتقل إليهم العدوى من كل مريض بالفيروس) بالارتفاع مجدداً.

ويقول التقرير إنّ أسوأ السيناريوهات أن يرتفع معدّل تكاثر الفيروس إلى 1.7، وتؤدي الموجة الثانية من كوفيد-19 إلى وفاة نحو 120 ألف شخص في المستشفيات بين شهري سبتمبر (أيلول)، ويونيو (حزيران) العام المقبل. وستصل الإصابات إلى ذروتها في "الخدمات الصحة الوطنية"  NHS في هذه الحال قرابة يناير (كانون الثاني)، أو فبراير (شباط) حين تكون معدلات الإدخال إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا في أشدها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ولا يأخذ هذا السيناريو في الحسبان أي إجراءات جديدة في إطار الإغلاق، أو العزل، ولا استخدام دواء "ديكساميتازون" الذي ثبتت فعاليته في تخفيض معدلات الوفيات بكوفيد-19 بنسبة الثلث، لدى أكثر الأشخاص مرضاً. وبحسب السيناريو الأقل حدّة، الذي يقدّر وصول معدّل انتقال العدوى إلى 1.5 بحلول سبتمبر المقبل، وسيبلغ الطلب ذروته في يناير، وفبراير أيضاً، وتوقع الموجة الثانية 75 ألف وفاة بحلول يونيو 2021.

أمّا إن ظلّ معدّل تكاثر الفيروس عند 1.1 فلن يرتفع عدد الإصابات بالسرعة نفسها مع أنّ القدرة الاستيعابية لـ"الخدمات الصحة الوطنية" ستتعرض لضغط كبير، كما أنّ عدد الوفيات في المستشفى لن يتخطى 1300 حالة بحلول يونيو 2021.  

يعكس التقرير القلق المتزايد في الدوائر الحكومية، ولدى مسؤولي القطاع الصحي من تضافر فيروس كورونا مع الإنفلونزا خلال الشتاء. يُذكر أن شتاء شديد القسوة حلّ في عام 2017-2018، في المملكة المتحدة ما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات الموسمية الزائدة إلى أكثر من 50 ألف وفاة.

وقال البروفيسور ستيفن هولغايت، وهو أخصّائي الجهاز التنفسي من مستشفى ساوثهامبتون الجامعي، رئيس الفريق الذي وضع التقرير "تشير النمذجة إلى أنّ عدد الوفيات قد يزيد أكثر جرّاء حصول موجة جديدة من كوفيد-19 هذا الشتاء، لكن قد يتقلّص خطر حصول هذا الأمر إن تحرّكنا بسرعة... نظراً للانخفاض النسبي في أعداد إصابات كوفيد-19 حالياً، هذه  فرصة في غاية الأهمية من أجل مساعدتنا على التحضير لأسوأ ما قد يجلبه لنا فصل الشتاء".

من ناحيتها، شدّدت البروفيسورة أزرا غاني من إمبريال كوليدج لندن، وهي ممن أسهموا في إجراء الدراسة، أنّ رقم 120 ألف وفاة ليس توقعاً، بل هو عبارة عن محاولة "لتصوّر ما قد يحدث برأينا إن نسي الجميع أمر كوفيد، وإن بدأنا باستئناف عاداتنا القديمة وتنقّلنا بالطريقة نفسها... لا يعني ذلك أننا نرجّح حصول هذا الأمر، إلا أنه تصوّر لما يمكن أن يؤول إليه الوضع، وتنبيه إلى ضرورة ألا ننسى أنّ كوفيد لم يختفِ...ولماذا يتوجب علينا أن نتصرف فوراً".

وأضافت البروفيسورة آن جونسون، نائبة رئيس "أكاديمية العلوم الطبية" موضحة "في هذا الشتاء، علينا أن نضع في الاعتبار احتمال حصول موجة ثانية من إصابات فيروس كورونا إضافة إلى التبعات المستمرة للموجة الأولى".

 وتابعت جونسون "علينا أن نستعد لاحتمال مواجهة وباء إنفلونزا هذا العام أيضاً. أمام هذه التحديات المحتملة التي تأتي في أعقاب عام صعب بالفعل، سيكون من السهل علينا الشعور بالعجز واليأس... لكن ما يظهره لنا هذا التقرير هو أن بإمكاننا التصرف الآن لتغيير الأمور نحو الأفضل".

© The Independent

المزيد من صحة