Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيلي بريستون الراحلة موهبة عاشت في ظلّ ترافولتا

ممثلة قديرة خاضت حربا شجاعة وأشهر دور أدته زواجها من نجم كبير

الممثلة كيلي بريستون (موقع الممثلة)

رحلت أول من أمس الممثّلة الأميركية كيلي بريستون، البالغة من العمر 57 سنة. زوجها الممثّل جون ترافولتا أعلن الخبر على حسابه في "إنستغرام". بكلمات مقتضبة، نعى زوجته قائلاً: "بقلب جريح، أخبركم أن زوجتي الجميلة كيلي خسرت معركتها التي دامت سنتين مع سرطان الثدي. خاضت حرباً شجاعة جداً بدعم وحبّ من كثيرين. عائلتي وأنا سنكون ممتنين إلى الأبد لأطبائها وممرضيها وكلّ المراكز الطبية التي ساعدتها، وكلّ أصدقائها وأحبائها الذين وقفوا إلى جانبها. سنتذكّر دوماً حبّ كيلي وحياتها. سآخذ بعض الوقت كي أبقى إلى جانب ولديّ اللذين فقدا أمّهما، لذا سامحوني مسبقاً إذا لم تسمعوا عن أخبارنا لفترة من الوقت". 

هذه ليست أول مأساة تضرب الزوجين. فابنهما، جتّ ترافولتا، توفي في العام 2009 جراء نوبة صرع. كان حينها في السادسة عشرة، ومات فجأةً خلال عطلة العائلة في باهاماس، علماً أنه كان تم تشخيصه بمرض نادر جداً (مرض الكاواساكي) عندما كان يبلغ 18 شهراً. 

عادةً، لا يصمد زواج المشاهير طويلاً، بعد حدوث مآس كهذه، تتفكّك الأسرة وتنهار، إلا أن زواج جون وكيلي، الذي يُعتبر واحداً من أطول الزيجات في هوليوود (28 عاماً)، تخطى المصاب الأليم، ليس فقط لأن هناك طفلين آخرين في المنزل ينبغي رعايتهما، بل لأن حبّاً حقيقياً كان يجمعهما، وساهم إلى درجة كبيرة في الحفاظ على تماسك العائلة. 

 

بريستون، المولودة سميث في هونولولو (هاواي)، بدأت في التمثيل وهي في العشرين من عمرها، بعد فترة اشتغلت فيها كموديل. بالإضافة إلى السينما، شاركت سواء كأدوار أولى أو ثانوية في أكثر من 60 مسلسلاً تلفزيونياً، منذ انطلاقتها في ثمانينيات القرن الماضي. كانت أمّها تعمل إدارية في مركز طبّي، أما والدها الذي مات غرقاً حين كانت كيلي في الثالثة، فكان يعمل في مؤسسة زراعية، وبعد وفاته المأسوي تزوجت أمها مرة جديدة، هذه المرة من رجل تبنّى كيلي، التي اعتادت أن تمضي قسطاً وفيراً من حياتها تتنقّل من بلد إلى بلد، فعاشت في العراق وأستراليا، وكانت في كلّ مرة، تلتحق بالمدرسة في البلد الذي تعيش فيه، ما أعطاها هوية كوزموبوليتية. هذا كله قبل أن تعود إلى الولايات المتحدة، وتدخل جامعة جنوب كاليفورنيا لدراسة فنّ التمثيل. 

خلال سنوات شبابها في أستراليا، كان مصوّر فوتوغرافي اكتشف مفاتنها وموهبتها، وهي بالكاد في السادسة عشرة. هذا المصوّر أدخلها مجال الإعلانات، وساعدها أيضاً في الحصول على بعض الأدوار الصغيرة في السينما. بفضله، خاضت تجربة كاستينغ للفيلم الشهير "اللاغون الأزرق"، إلا أنه لم يحالفها الحظ، فذهب الدور إلى زميلتها بروك شيلدز. في هذه الفترة، غيّرت اسمها ليصبح كيلي بريستون، لا سميث، مستوحية إياه من اسم والدها بالتبنّي. 

أول دور مهم لها كان في "ميشيف" لمَل دامسكي (1985)، الكوميديا الرومنسية التي تدور أحداثها حول المراهقين. اضطلعت فيه بدور ماريلين ماككولي. الشريط من النوع الخفيف الذي راج في الثمانينيات، إلا أن الأحداث كانت تدور في الخمسينيات، وهي عن العلاقة التي تنشأ بين شاب انطوائي يُدعى جوناثان وصديق له عكس طباعه تماماً. هدف جوناثان هو الفوز بقلب ماريلين (بريستون)، فتاة مثيرة ومحبوبة، على الرغم من الخجل المرضي الذي يعانيه. في هذا الفيلم، جسّدت كيلي الفتاة المشتهاة التي كانت شخصية كليشيه في العديد من الإنتاجات الهوليوودية.

ثاني دور أطلقها وجلب لها بعض الشهرة، كان في "معجب بالسر" لديفيد غرينوولت، حيث لعبت دور ديبرا آن فيمبل. مجدداً قصة علاقات في فترة المراهقة، وإن كانت كيلي قد تجاوزت هذا العمر عندما مثلت فيه. يحكي الفيلم عن مثلث غرامي: ففي حين أن فتاة اسمها توني مغرمة سراً بصديقها الأقرب إليها (مايكل)، فالأخير لا يرى سوى ديبرا، الفتاة الأكثر شعبيةً في المدرسة. ذات يوم، تقرر توني أن تبعث برسالة غرام إلى مايكل، وحين يتلقّاها يعتقدها من ديبرا، فيقرر الرد عليها، طالباً من توني أن تكون الوسيطة بينهما. 

فيلم "توأم"

"توأم" (1988) للمخرج الشاطر في الكوميديات أيفن رايتمان، محطّة أخرى في مسيرتها التمثيلية، إذ وقفت إلى جنب نجمين كبيرين في تلك المرحلة هما ديني دي فيتو وأرنولد شوارزينيغر. الفيلم عن كيف يقوم العلماء بتجربة خلق إنسان مثالي على المستويات كافة، إلا أن النتيجة تسفر عن توأم، كلّ شخص منهما مختلف عن الآخر إلى أبعد حدّ. الأول (جوليوس) ممشوق القامة، ينتهج تفكيراً مثالياً، يترعرع في جزيرة على أيدي علماء وفلاسفة، والآخر (فينسنت) قصير البنية، بدين، قليل العقل، فاشل في إدارة حياته. الفيلم يبدأ عندما يعلم الأول بمشاكل الثاني، فيسعى إلى إنقاذه وإعادة أموره إلى طبيعتها. والمنقذ هذا سيدخل في تفاصيل حياة فينسنت، حدّ أنه سيتعرف على شقيقة صديقة فينسنت (تلعب دورها بريستون)، وسيقيم معها علاقة ويتزوجها. الفيلم حقق نجاحاً ضخماً في شباك التذاكر العالمي، بأكثر من 200 مليون دولار أميركي. 

 

تعرف ترافولتا على كيلي خلال تصوير "الخبراء" لدايف توماس في العام 1989، وتزوجا بعدها بعامين. في التسعينيات، استطاعت بريستون الخروج بعض الشيء من الأدوار النمطية التي كانت بدأت تلصق بها. اكتشفت أنه في إمكانها تجسيد شخصيات أكثر تعقيداً، بعدما صارت أكثر نضجاً والتقت بالسينمائيين المناسبين الذين سعوا إلى تحويل لونها الأشقر إلى شيء دراماتيكي أكثر.

في العام 1996، رأيناها في "جيري ماغواير" للمخرج كاميرون كرو، ولعبت فيه دور خطيبة توم كروز. الفيلم عن جيري، مدير أعمال رياضيين أميركيين من الذين وصلوا إلى مرحلة من النجومية، إلا أنه لم يعد يطيق حياته السطحية، الأمر الذي يحمله إلى تدوين رسالة يقول فيها المعنى الذي يريد منحه لحياته، وهذه الرسالة ستساهم في طرده من عمله، وسيخسر جميع أصدقائه، ما عدا مساعدته وأحد لاعبي الكرة الغريب الأطوار. الفيلم أعطى بريستون، أخيراً، أحد أفضل أدوارها، ووضعها على قدم المساواة مع كروز. 

في مطلع القرن الحالي، شاركت بريستون في مغامرة سينمائية كانت مبادرة من زوجها ترافولتا: "أرض المعركة" لروجر كريستيان. الفيلم كلّف ملايين الدولارات، إلا أنه أخفق جماهيرياً. أما فنياً، فاعتُبر كارثة فنية لا مثيل لها. كان المشاهدون يخرجون من الصالة من شدّة ما أثار الفيلم الضحك والسخرية. مرة جديدة بعد "جيري ماغواير"، لعبت بريستون دور صديقة البطل، ترافولتا إذاً، ولكن لم توفق في التمثيل، فأُسنِدت جائزة "رازي" لأسوأ ممثّلة.

في السنوات التالية، عرفت مسيرة بريستون صعوداً وهبوطاً. في سجلها عدد من الأفلام التي تشهد على ديناميكية المرحلة التي عملت فيها، وشاركت الشاشة مع أسماء كانت لها رمزيتها وشعبيتها، مثل كافن كوستنر ومارتن لورانس وإيدي مرفي. حركاتها الجسمانية وخفّة دمّها ومظهرها الخارجي كان يؤهلها للأدوار الكوميدية. إلا أن الحظ لم يحالفها دائماً للحصول على نصوص جيدة. في العقدين الأخيرين، أي منذ مطلع الألفية، باتت مقلّة، مشاركتها في أعمال سينمائية وتلفزيونية أصبحت نادرة، لعلها خيبة فيلم "أرض المعركة" التي كان تأثيرها فيها بالغ القسوة. في النهاية، وللأسف الشديد، ربما أشهر أدوارها، كما يقول ناقد "الغارديان"، كان دورها كزوجة نجم كبير. حتى إن معظم المواقع رثتها باعتبارها "زوجة ترافولتا".

المزيد من سينما