بعد أيام قلائل، سيتوفر في المتاجر ذلك الكتاب المثير للجدل الذي وضعته الدكتورة ماري إل. ترمب وعنوانه "كثير جداً ولا يكفي أبداً".
وكتبت الدكتورة ترمب، الطبيبة المدربة في الطب النفسي السريري والحاصلة على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة "أدلفي"، عرضاً من 211 صفحة حول الكيفية التي صنعت فيها أسرة ترمب "أكثر الرجال خطورة في العالم" ويُعرَف أيضاً باسم دونالد جون ترمب، الرئيس الـ45 للولايات المتحدة.
ومنذ الشهر الماضي، يحاول الرئيس ترمب وشقيقه روبرت ترمب منع نشر الكتاب عبر التقدم بدعاوى لفرض اتفاقية للسرية حول النزاع في شأن ملكية والدهما (وهو جدُّ المؤلفة) فريد ترمب الأب. في المقابل، يصرّ قاضٍ في ولاية نيويورك على رفض منع دار النشر "سايمون أند شوستر" من توزيع الكتاب في المتاجر.
وقد ابتعدت الدكتورة ترمب عن دونالد ترمب منذ سنوات، وهي أول عضو في عائلة الرئيس تقطع روابطها به وببقية أقاربها، من خلال كتاب كتبته عنهم.
في مايلي مقتطفات من نسخة مسبقة من الكتاب اطلع عليها مراسلنا:
* تولت شقيقة دونالد ترمب التي صارت لاحقاً قاضية فيدرالية، إنجاز فروضه الجامعية
في حين أن الرئيس ترمب كثيراً ما يتباهى بدرجة البكالوريوس الحاصل عليها من "كلية وارتون" المالية في "جامعة بنسلفانيا"، فقد انتهى به المطاف هناك بعد الانتهاء من أول سنتين من تعليمه الجامعي في "جامعة فوردهام"، الواقعة على بعد نصف ساعة بالسيارة من منزل والديه في "كوينز".
وإذ تروي الدكتورة ترمب عن جهود ترمب الشاب في الدخول إلى الجامعة المنتمية إلى "رابطة اللبلاب" (التي تضم ثماني من أفضل الجامعات الأميركية) كطالب منقول، تزعم أن متوسط نتائجه صنفه "بعيداً من الأوائل في صفه" على الرغم من أن شقيقته ماريان كانت تنجز له فروضه.
* دفع لزميله مالاً كي يخضع مكانه لاختبار الكفاءة الدراسية ("سات")
بعد الإشارة إلى عقبة أمام رغبة دونالد في الانتقال إلى كلية "وارتون" تمثّلت في أن شقيقته ماريان لا تستطيع الخضوع للاختبارات بدلاً منه، تكشف الدكتورة ترمب أن ترمب حلّ مشكلة اختبار الكفاءة الدراسية ("سات")، وهو امتحان دخول الجامعات الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة، بأن كلف صديقاً بالمهمة.
وتكتب، "بهدف ضمان نجاحه، كلف جو شابيرو، الشاب الذكي وصاحب السمعة الطيبة على صعيد النجاح في الامتحانات، بالخضوع لاختبارات الكفاءة الدراسية بدلاً منه".
* الشقيقة الكبرى لدونالد ليست معجبة به أو برئاسته
في مرحلة مبكرة من مخطوطتها، تروي الدكتورة ترمب محادثة جرت مع عمتها، القاضية الفيدرالية المتقاعدة الآن ماريان ترمب باري، استبعدت فيها باري، وكانت لا تزال قاضية رئيسة في الغرفة الثالثة لمحكمة الاستئناف الأميركية، أي فرصة له للفوز بالرئاسة.
وبحسب باري (وفق ابنة شقيقها) "إنّه مهرج. ولن يحصل الأمر".
وحين سألت الدكتورة ترمب عمتها إن كان عمها، وكان لا يزال مجرد مرشح رئاسي آنذاك، حقق إنجازات بنفسه، ردّت القاضية المحترمة جداً، "حسناً، لقد عانى خمسة إفلاسات".
وكذلك اعترضت القاضية باري التي تقاعدت وسط تحقيق أخلاقي أطلقه تقرير نشرته "نيويورك تايمز" حول الأساليب المخادعة المفترضة التي اعتمدتها عائلتها لتجنب دفع الضرائب، على طرح شقيقها [الرئيس] اسم شقيقه الأكبر (ووالد المؤلفة) فريد ترمب الابن للتعبير عن نواياه الحسنة إزاء حظر المخدرات (إذ مات فريد ترمب الابن بأثر من مضاعفات تتصل بالإدمان على الكحول).
ووفق المخطوطة، أسرّت القاضية باري إلى ابنة شقيقها إن دونالد "يستخدم ذكرى والدك لأغراض سياسية"، وأضافت أن فعلته هذه كانت "خطيئة، خصوصاً أن فريدي يجب أن يكون نجم العائلة".
وحين اتصل ترمب وكان لا يزال رئيساً منتخباً بشقيقته ليسألها رأيها بأدائه، ردّت بإنه "ليس جيداً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
* لا تقدّر كثيراً القاضية ترمب باري، الكاثوليكية المتدينة، الإنجيليين الداعمين لترمب، ولا دبلوماسيته إزاء كوريا الشمالية
حين بدأ عدد من الأشخاص الإنجيليين الرفيعي المستوى بمن فيهم جيري فالويل الابن، يتبنون دونالد ترمب في 2016، يُحكى إن شقيقته التي اعتنقت الكاثوليكية قبل أكثر من 50 سنة، سألت ابنة شقيقها "ما هو الخلل اللعين الذي يعانيه هؤلاء؟".
ويبدو أنها رَوَتْ عن شقيقها إنّ "المرة الوحيدة التي ذهب فيها دونالد إلى الكنيسة كانت أثناء وجود كاميرات للتصوير. إنه أمر محيّر. ليست لديه مبادئ. ولا حتى مبدأ!"
وحينما شرع دونالد ترمب في الإعداد لأن يصبح أول رئيس أميركي يلتقي بديكتاتور كوري شمالي، اتصلت القاضية باري بالبيت الأبيض وتركت رسالة لشقيقها، جاء فيها "قولوا له إن شقيقته اتصلت بنصيحة أخوية. إنك تَعَلَّمْ مِمَنْ يعرفون ماذا يفعلون. ابتعد عن دينيس رودمان (رياضي مؤيد للقاء). ولا تتابع حسابه في "تويتر". ووفق الدكتورة ترمب، لم تتحدث عمتها وعمها إلى بعضهما بعضاً كثيراً منذئذ.
* من المستحيل تشخيص دونالد ترمب، ولاسيما في البيت الأبيض
ترى الدكتورة ترمب، الطبيبة المدربة في الطب النفسي السريري، إن عمها يلبي المعايير التسعة كلها اللازمة لتشخيصه كنرجسي. لكنها تكتب أيضاً إن مشاكله العقلية أكثر تعقيداً بكثير من مجرد النرجسية.
وتشرح ذلك الوضع، "الواقع أن أمراض دونالد معقدة إلى درجة أن سلوكياته غير قابلة للتفسير في أحيان كثيرة جداً، ما يعني إن التوصل إلى تشخيص دقيق وشامل يتطلب مجموعة من الاختبارات النفسية والعصبية النفسية التي لن يخضع لها أبداً".
كذلك ترى إن محاولة تقييم عمله اليومي "مستحيلة" لأنه "أساساً قيد وجود مؤسساتي في الجناح الغربي" من البيت الأبيض.
* تعتبر ماري ترمب إن ولاية ثانية لعمها "ستمثل نهاية الديمقراطية الأميركية"
منذ بداية الكتاب، تؤكد الدكتورة ترمب أنها بغض النظر عن رأي عماتها وأعمامها، لم تكتب الكتاب انطلاقاً من رغبة في الانتقام أو استغلال رئاسة عمها لتكوين ثروة.
وتشرح إنه "لو كان دافعي أياً من الأمرين، لكتبت كتاباً عن عائلتي قبل سنوات حين كان من المستحيل توقّع أن يتاجر دونالد بسمعته كرجل أعمال واجه سلسلة إفلاسات وكمضيف غير مهم لأحد برامج تلفزة الواقع، من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. إذ كان الأمر وقتئذ أكثر أماناً لأن عمي لم يكن في موقع يهدّد فيه المخبرين والنقاد ويعرضهم إلى الخطر".
وتمضي "إن أحداث السنوات الثلاث الماضية أجبرتني على ذلك"، مضيفة أنها لا تستطيع "مواصلة الصمت".
وتضيف محذّرة من إنه "مع حلول وقت نشر هذا الكتاب، ستكون مئات الآلاف من الأرواح الأميركية قد جرت التضحية بها على مذبح غطرسة دونالد وجهله المتعمد. وإذا حصل على ولاية ثانية، فستكون نهاية الديمقراطية الأميركية. إنّ دونالد، بالسير على خطى جدّي وبالتواطؤ والصمت والتقاعس من أشقائه، قد دمّر والدي. لا أستطيع أن أدعه يدمّر بلدي".
© The Independent