Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبادرات مغربية لإنقاذ الأطفال من حياة التشرد

يتعرّض الصغار في الشوارع للعنف وتنتشر بينهم المخدرات وظاهرة الراغبين في الهجرة إلى أوروبا

 مدرسة "شمسي" للسيرك تمنح المشردين في الشوارع فضاء لتعلم فنون السيرك (أ ف ب)

انطلقت، في المغرب، في السنوات الماضية، مبادرات تهدف إلى مساعدة الأطفال المشردين، وإنقاذهم من حياة الشارع. نجح بعضها في تحويل المشردين إلى موهوبين.

مدرسة "شمسي" للسيرك واحدة من أبرز المبادرات، تمنح الصغار ذوي الوضعية الاقتصادية الهشة، لا سيما المشردين منهم، فضاءً لتعلم فنون السيرك. وتقع المدرسة في حي شعبي في ضواحي مدينة سلا، وتُعتبر من أهم المدارس في المغرب وإفريقيا.

باشرت مدرسة "شمسي" عملها في نهاية التسعينيات من القرن العشرين، تحت إشراف "الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة".

وأعادت المدرسة التي تضم فريقاً من اختصاصيين اجتماعيين، وأساتذة أجانب ومغاربة، الأمل لمجموعة من الأطفال، والشباب في وضعية اجتماعية صعبة.

وكانت قد بدأت أنشطتها في دعم الأطفال لمواصلة تعليمهم، والتكفل بمصاريف مدارسهم، ثم انتقلت إلى مدرسة لتعليم فنون السيرك.

يؤكد آلان لايرون مدير المدرسة أنّ "فكرة تطوير المدرسة الوطنية للسيرك نابعة من الرغبة في تأهيل الشباب بشكل أفضل".

وتمنح المدرسة المتخرّجين شهادات معترفاً بها من الدولة، تُمكنهم من اكتساب مهارات جديدة لمدة ثلاثة سنوات.

ولقيت مدرسة السيرك إقبالاً ونجاحاً في صفوف الأطفال والشباب منذ عام 2009 عقب حصول المشروع النموذجي تحت إشراف "الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية هشة" على ترخيص من السلطات المغربية.

"حلمت بأن أتعلم فنون السيرك"

ويُواجه خريجو مدرسة السيرك تحديات لإيجاد فرص عمل في المغرب. ما يدفعهم إلى الالتحاق بفرق أجنبية، بسبب الأفكار السائدة عن السيرك في المجتمع المغربي، على أنه مجرد عروض بهلوانية ومغامرات.

"كنت أحلم بأن أتعلم فنون السيرك، أنا سعيد جداً لقبولي في هذه المدرسة"، يقول معاد.

وتدربت في المدرسة فتيات تحدين نظرة المجتمع، لتحقيق رغبتهن في احتراف فنون السيرك.  تروي نورا التي تخرّجت في مدرسة شمسي، "واجهتني تحديات عدة، أبرزها نظرة المجتمع الذي يرفض تقبل مُمارسة شابة فنون السيرك".

إعادة الثقة

من سلا إلى مدينة الناظور، حيث تنشط منظمة رامي للمبادرات الإنسانية بفتح أبوابها لمساعدة ودعم المشردين، ومنحهم فرصة في حياة جديدة بعيداً عن عالم الجريمة والانحراف.

وتنتشر في مدينة الناظور ظاهرة الأطفال الراغبين في الهجرة إلى أوروبا، وهم يعيشون حياة التشرد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتكون مبادرة رامي من مجموعة من الشباب الذين يسعون إلى إنقاذ الأطفال من التشرد، وتوجيهم، وتمكينهم.

ويقول إلياس مزيان رئيس المنظمة، "هدفنا إعادة ثقة هؤلاء الأطفال المشردين في أنفسهم، وأن يدركوا أهمية حياتهم، وأننا سنكون معهم وسندعمهم لتجاوز الصعوبات".

البداية كانت مع مبادرة مزيان الذي كان مع عدد من المتطوّعين يجوبون الشوارع، ويقصدون تجمّعات المشردين، ويُقدمون خدمات مجانية للمشردين، منها حلاقة شعر الرأس.

ويتذكّر مزيان "شعرتُ آنذاك بأن الحلاقة وحدها لا تكفي، وبأن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى كثير من الدعم والمساعدة".

"يتعرضون للعنف بشتى أنواعه"

ويكشف رئيس منظمة رامي "تصلنا صور من عائلات يبحثون عن أطفالهم الراغبين في الهجرة، ونعمل على البحث عنهم، والتكفل بهم ودعمهم نفسياً واجتماعياً، إلى أن يعودوا إلى أسرهم".

ويشعر إلياس ورفاقه المتطوعون بالسعادة عندما ينجحون في إنقاذ طفل من حياة التشرد. فقد خبر من خلال تجربته أن "حياة الشارع ليست سهلة على الأطفال، لأنهم يتعاطون المخدرات ويتعرضون للعنف بشتى أنواعه، ويشعرون بأنه من المستحيل أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية. ونحن نعمل على إقناعهم، كما أن أهالي المدينة يتبرعون لدعمهم، وتشجيعنا معنوياً لمواصلة المشروع".

يُشار إلى أن عدد القاصرين الوافدين إلى مدينة الناظور بهدف الهجرة إلى أوروبا قد ارتفع في السنوات الماضية، وبلغ عددهم ما بين 450 و500 قاصر.

وتفيد هيئات حقوقية بأن عدد الأطفال المشردين في المغرب يتراوح بين 30 و50 ألف طفل.

وكانت وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، كشفت في 2018 أنّ عدد المشردين في شوارع المغرب بلغ 3830، منهم 241 طفلاً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير