Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تطالب عمان بالمتهمين بقتل أميركيين

في سياق الضغط على الأردن لتليين الموقف تجاه الخطة الإسرائيلية لضمّ أراضٍ في الضفة الغربية

تصاعدت في الأردن مطالب بإلغاء اتفاقية السلام الموقعة عام 1994 مع إسرائيل (رويترز)

تمارس كل من الأردن والولايات المتحدة ضغوطاً متبادلة في ما يخصّ خطة الضمّ الإسرائيلية للضفة الغربية والأغوار، ففيما تحاول واشنطن اللجوء إلى أدوات ضغط غير مباشرة في سعي منها للحفاظ على علاقتها بعمان، تردّ الأخيرة عبر الاستعانة بالاتحاد الأوروبي والتلويح بفوضى لا تُحمد عقباها في المنطقة، وذلك قبل أيام من الموعد النهائي الذي حدّده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأول من يوليو (تموز) لبدء عملية ضمّ أراضٍ في الضفة الغربية.

وتفيد معلومات دبلوماسية أردنية حصلت عليها "اندبندنت عربية" بأن لوبيات إسرائيلية وجماعات ضغط في واشنطن تحاول استغلال أي وسيلة ونبش ملفات قديمة لممارسة الضغط على عمان بهدف تمرير قرار الضمّ من دون ضجة.

فيما تمارس الولايات المتحدة، وفق المصادر، ضغوطاً غير رسمية ولا يتبناها البيت الأبيض علناً، من خلال فتح ملفات قديمة، من بينها ملف مقتل جنود أميركيين في الأردن عام 2016 على يد جندي أردني والمطالبة بتسليمه لها، على الرغم من إصدار محكمة أمن الدولة الأردنية حكماً بالأشغال الشاقة المؤبدة على الجندي معارك أبو تايه، بتهمة قتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة الملك فيصل جنوب المملكة.

وتتذرّع لوبيات الضغط الأميركي بمطالب ذوي الجنود  القتلى بأن تجري محاكمة الجندي الأردني أمام قضاء بلادهم.

وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في المملكة، فقد أطلق ضابط أردني النار في 2015 داخل مركز لتدريب الشرطة شرق العاصمة عمان، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم أميركيان وجنوب أفريقي، قبل أن تقتله الشرطة.

وقبل أيام توفي جندي إثر "حادث مؤسف" غير مرتبط بعمليات عسكرية، وفق الجيش الأردني ووزارة الدفاع الأميركية. وفي عام 2002، قُتل دبلوماسي أميركي يُدعى لاري فولي في عمان.

وفي سياق الضغوط على المملكة بهدف تليين موقفها حيال خطة الضمّ، طالبت واشنطن بتسليم أحلام التميمي، وهي أردنية متّهمة بقتل أميركيين في تفجير استهدف مقهى إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية عام 2001، ملوّحةً بوقف مساعداتها للبلاد في حال عدم تسليمها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، نشرت الصحافة الإسرائيلية تسريبات تحدثت عن تحذيرات مضادة أطلقها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في وجه أعضاء من الكونغرس الأميركي خلال لقاءاته الأخيرة، قال فيها إن الضمّ من شأنه أن يعزّز قوة حركة "حماس"، وإن الوضع الحالي يتطلّب إعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات، بدلاً من حدوث انتفاضة فلسطينية والدخول في موجة جديدة من العنف في المنطقة.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" رفض العاهل الأردني تلقّي اتصالات من نتنياهو احتجاجاً على خطة الضمّ، ما دفع رئيس الاستخابرات الإسرائيلية إلى زيارة عمان قبل أيام ونقل رسالة من نتنياهو إلى الملك بحسب القناة الإسرائيلية 13.

وكان العاهل الأردني قد أعرب في أكثر من مناسبة في الأسابيع الماضية، عن معارضته خطة الضمّ الإسرائيلية، محذّراً من انعكاساتها السلبية على العلاقات الثنائية وملوّحاً بصدام مع تل أبيب، بينما أعلنت القيادة الفلسطينية الشهر الماضي أنها في حلّ من الاتفاقيات مع إسرائيل بسبب قرار الضمّ.

وتصاعدت في الأردن مطالب بإلغاء اتفاقية السلام الموقعة عام 1994 مع إسرائيل، في حين دعا آخرون إلى  فسخ اتفاقية استيراد الغاز ووقف التنسيق الأمني بين البلدين.

ويخوض دبلوماسيون أردنيون ومسؤولون معركة مريرة مع إسرائيل، هدفها الأساسي تأجيل خطة الضمّ قدر الإمكان، على الأقل إلى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

وتلوح عمان بإلغاء "معاهدة وادي عربة" للسلام، وهو ما فعلته سفيرة الأردن لدى الولايات المتحدة دينا قعوار قبل أيام خلال حديثها مع اللجنة اليهودية الأميركية، ما أثار جدلاً شعبياً في المملكة على اعتبار أن هذا اللقاء يُعدُّ خدمة لإسرائيل، بينما رأت الحكومة أنه اشتباك إيجابي وضمن الجهود الأردنية لوقف خطة الضمّ الإسرائيلية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي