Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يستقر فوق 42 دولارا ومخاوف الطلب تطغى على شح الإمدادات

خفض معدلات تشغيل المصافي وكورونا يضغطان على الأسعار في المرحلة المقبلة

يستعيد النفط الصخري الأميركي نشاطه مجدداً (أ ف ب)

على الرغم من تراجع أسعار النفط مع تنامي المخاوف، استقرت السعر فوق 42 دولاراً، وتشير البيانات إلى أن توقف تعافي الطلب على الوقود في ظل زيادة الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم قد طغى على خفض الإمدادات من منتجين رئيسين.

ونزل خام القياس العالمي "برنت" 11 سنتاً أو ما يعادل 0.3 في المئة إلى 42.03 دولار، بينما سجّل الخام الأميركي 39.69 دولار للبرميل ليفقد 14 سنتاً أو ما يوازي 0.4 في المئة. وارتفع العقدان نحو 9 في المئة الأسبوع الماضي.

ويقول متعاملون ومحللون "إن أسعار النفط في السوق الحاضرة بدأت التراجع بعد زيادة استمرت لأسابيع، إذ استسلمت موجة الزيادة لحقيقة ضعف هوامش ربح مصافي التكرير وامتلاء صهاريج التخزين". وجرى خفض معدلات تشغيل المصافي في أوروبا والصين لإتاحة الوقت لبيع إمدادات المنتجات المكررة قبل معالجة الخام المخزن، الذي تتوافر مخزوناته بكثرة، ما يجعل شراء شحنات نفط جديدة أقل جاذبية.

تحسن أرباح المنتجات

في الوقت نفسه، تحسّنت أرباح التكرير للمنتجات بشكل طفيف، لكنها لا تزال غير بعيدة عن أدنى مستوياتها في أوج الجائحة، إذ يواجه العالم تعافياً تكتنفه الضبابية. وقال أحد المتعاملين في النفط "هوامش الربح ليست عند أدنى مستوياتها، لكنها سيئة ولن يدعم ذلك الطلب. نلاحظ هذه الزيادة المحتملة في حالات الإصابة بـ(كوفيد-19)، التي لن تدعم هي الأخرى الأمور"، مضيفاً "كانت السوق مغالى فيها وستحتاج إلى التراجع بما يتماشى مع الحقائق الآن".

وتراجُع الأسعار واضح عالمياً، فعروض الخامين الأثقل داليا الأنغولي ودجينو الكونغولي منخفضة بدولارٍ على الأقل عنها قبل أسبوع واحد فقط لنحو دولارٍ فوق "برنت" المؤرخ.

وزاد الخصم الفوري لدرجة خام "مربان" الخفيف عالي الكبريت الذي تنتجه أبو ظبي لتقترب من دولار مقارنة مع أسعار بيعها الرسمية في غضون أيام قليلة فقط.

كما نزلت خامات منطقة حوض البحر المتوسط عن ذراها، إذ انخفضت عروض مزيج "سي بي سي" بنحو دولار، ويجري بيع خام "أذربيجان" بما يقل دولاراً عنه في وقت سابق في يونيو (حزيران) الحالي. ونقلت وكالات عن شركة تكرير "لم نشتر أي شيء منذ عدة أسابيع مضت، إذ إن كل شيء مرتفع السعر للغاية. لا تزال أسعار (سي بي سي) هي أكثر أسعار معقولة، لكنها لا تزال تبعد بما بين 20 و30 سنتاً عن المستوى الذي يحقق ربحية.

و"قلص الكثير من المصافي في حوض البحر المتوسط التشغيل، لذا فالأمل في أن يدفع انخفاض الطلب فروق الأسعار للنزول".

 إنتاج نفط المنطقة المقسومة قد يعود مطلع الشهر المقبل

على صعيد متصل قال عبد الله الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية والإدارية في شركة نفط الخليج الكويتية"، إن السعودية والكويت تخططان لاستئناف تشغيل حقلي الخفجي والوفرة النفطيين اللذين تتشاركان في تشغيلهما أول يوليو (تموز) المقبل. بحسب ما نقلت "رويترز".

وقال الشمري، "إن حقل الخفجي الذي توقف لمدة شهر اعتباراً من أول يونيو (حزيران) سوف يعود بإنتاج 80 ألف برميل يومياً في أول يوليو". وتعتبر نفط الخليج هي الشركة المسؤولة عن إدارة العمليات في المنطقة المقسومة عن الجانب الكويتي.

وأضاف، "أنه من المتوقع أن يصل إنتاج حقل الخفجي إلى 100 ألف برميل يومياً بعد شهرين من تشغيله وصولاً إلى 175 ألفاً بنهاية 2020".

وأوضح، "أن حقل الوفرة سوف يعود للإنتاج للمرة الأولى بعد إيقافه منذ سنوات، بعشرة آلاف برميل يومياً في أول يوليو، ثم يصل إلى 40 ألف برميل يومياً خلال أسبوعين وصولاً إلى 70 ألف برميل يومياً نهاية أغسطس (آب)، ثم 145 ألف برميل يومياً بنهاية 2020.

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

النفط الصخري يستعيد نشاطه

وفي الولايات المتحدة، يستعيد منتجو النفط الصخري حالياً نحو ربع الكميات التي أوقفوها مع تحسُن الأسعار، ما يضغط على الأسعار في السوق الحاضرة في الحوض البرمي وحوض باكان. وجاءت أغلب الزيادة في الطلب على تسليمات الخام في السوق الحاضرة من الصين، لكن مصادر في السوق تقول إن شركات تكرير مستقلة هناك عزفت عن الأسعار الأعلى، إذ قلّصت معدلات التشغيل في ظل انتظارها لحصص جديدة من واردات الخام من الحكومة.

وفي كندا وأميركا، انخفض عدد حفارات النفط والغاز العاملة إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي، فيما شجع ارتفاع أسعار النفط بعض المنتجين لاستئناف عمليات الحفر.

ولم تقرر مجموعة "أوبك+" التي تضم منظمة "أوبك" وحلفاءها بما في ذلك روسيا، تمديد تخفيضات الإنتاج البالغة 9.7 مليون برميل يومياً للشهر الرابع في أغسطس (آب). وتعهدت العراق وقازاخستان بتحسين نسبة الامتثال للتخفيضات خلال اجتماع لجنة تابعة لـ"أوبك+"، الخميس الماضي.

ولقيت أسعار النفط دعماً من تعافي الطلب على الوقود عالمياً مع استئناف الدول في أنحاء العالم النشاط الاقتصادي. وكان النفط قد سجل هبوطاً حاداً في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين خلال توقف الأنشطة بسبب فيروس كورونا. لكن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن قفزة قياسية في الإصابات في العالم أمس الأحد، مضيفة أنه جرى تسجيل أكبر زيادة في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية.

 روسيا

من جانبه، قال نائب وزير الطاقة الروسي، بافيل سوروكين، إن بلاده ترى أن سعر النفط بين 40-50 دولاراً للبرميل "عادل ومتوازن"، بحسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية.

إلى ذلك، رفع "بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش" توقعاته لخام "برنت" في 2020 إلى 43.70 دولار للبرميل من 37 دولاراً للبرميل، ولخام "غرب تكساس الوسيط" إلى 39.70 دولار للبرميل من 32 دولاراً، كما رفع توقعاته لخام "برنت" في 2021 إلى 50 دولاراً، ولخام "غرب تكساس الوسيط" إلى 47 دولاراً للبرميل، بحسب ما ورد في "رويترز".

وقال وارن باترسون، مدير استراتيجية السلع الأولية في "آي إن جي"، "ستزيد موجة جديدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا المخاوف من أن تعافي الطلب قد يستغرق فترة أطول مما كان يُعتقد سابقاً".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد