Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة البريطانية متهمة بتلفيق الوقائع بشأن الاقتصاد

نائبة تصف عدم التخطيط في مواجهة تأثيرات كورونا بـ"غير المعتاد"

اجتاح كورونا الاقتصاد العالمي بقوة لا تقل عن ضرباته الوبائية (باوندستيرلينغ لايف.كوم)

"هذا غير معتاد. أنا مذهولة جداً". بتلك الكلمات، وصفت ميغ هيلير، رئيسة اللجنة التابعة لمجلس العموم التي تحقق في استعدادات بريطانيا في مواجهة "كوفيد-19"، الكشف عن عدم التخطيط للاضطراب الاقتصادي الضخم الذي نعيشه الآن. ويمكنني القول إن هيلير كانت تنطق باسم الأمة، باستثناء أن كلماتها قد تبدو كأنها لا تفي بالغرض.

لقد عرفت الحكومة أن أمراً كالذي حصل، سيحصل. إذ كانت التحذيرات كلها موجودة. والأضواء كانت تلمع بالأزرق الفاتح، والأحمر في حين كانت صفارات الإنذار تصدح. لكن الحكومة لم تعرف متى سيحصل ما حصل.

 لهذا الغرض، أُجرِي "تمرين سيغنس" Exercise Cygnus في 2016. وقد هدف إلى محاكاة جائحة إنفلونزا. واستنتج أن بريطانيا لم تكن مستعدة في شكل مناسب. كذلك توقّع (التمرين) مثلاً، تلك الأزمة المرعبة التي ما لبثت أن تكشفت في بيوت رعاية المسنين في بريطانيا.

من جهة أخرى، حين دقق ذلك التمرين في الخدمات الصحيّة، وقدرات الحكومات المحلية على مواكبة جائحة إنفلونزا، لم يُعَر أي اهتمام للاقتصاد وتأثيرات الجائحة في الشركات الكبيرة والصغيرة حين تضطر إلى إغلاق متاجرها خلال مرحلة انتقالية.

ويشبه الأمر قليلاً مجلساً محلياً يجري تقييماً للمخاطر المترتبة على تسلّق جدار في موقع مخصص لعطَل الأطفال، لكن مع عدم النظر في وضع الأسر نفسها ضمن التقييم. ماذا؟ هل وقع بيلي الصغير وكسر رجله؟ هل لأن المسكات البلاستيكية انكسرت بين يديه حين اقترب من القمة؟ لقد حصل خطأ ما.

 إذا أردتم معرفة السبب مثلاً، وراء وجوب تقليم برامج القروض المخصصة لمساعدة الشركات على عبور العاصفة، وتقليمها مجدداً، فقد عرفتموه الآن. وإذا أردتم معرفة السبب الذي يجعل من يعملون لحسابهم الخاص يبدون منسيين، والسبب الذي يجعل البرامج المخصصة لهم تبدو مليئة بالفجوات، فقد عرفتموه الآن.

وأستطيع الاستمرار في التعداد. إلى ما لانهاية.

من الواضح تماماً أن وزير المالية ريتشي سوناك، وفريقه يلفقون طوال الوقت. وبعد قول هذا، من الملفت حقاً أن هذا التلفيق حقق النجاح الذي حققه. وأعرف أن ما قلته لا يكفي إذا نظرتم في حال الاقتصاد، الذي تتوقع "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" أن يتلقى أسوأ ضربة في أوروبا.

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد ألقت الحكومة النرد، ثم ألقته مجدداً، وفي نهاية المطاف حصلت على رقم مزدوج جعلنا نتخطى نقطة البداية على لوحة لعبة المونوبولي، لكن من دون أن نحصل على 200 جنيه إسترليني وفق ما تنص عليه قواعد اللعبة.

 قد يفسر ذلك إلى حد كبير الصخب المرافق لإعادة فتح المحلات، ثم يليها سائر أجزاء الاقتصاد، على رغم الاهتزاز الكبير للمُبرّر العلمي والطبي لذلك.

 بالطبع، يكمن في الخلفية التهديد ببريكست من دون اتفاق، الذي يبدو أن رئيس الوزراء بوريس جونسون، وفريقه متحمسون لإلقائه على رؤوس البريطانيين، بهدف إبقاء نوابهم المجانين سعداء وإسكات متطرفيهم.

وكذلك لم يضعوا طبعاً نموذجاً لما سيكون عليه الأمر في أعقاب الجائحة، ربما لأن ذلك سيوقع الذعر في قلوب الحكماء القلائل في الحكومة، فيفقدون عقولهم.

لقد نهض سوناك ورهطه ببعض الأعمال العقلانية، ويُعَد برنامج الاحتفاظ بالوظائف، أو برنامج الإجازات مثلاً على ذلك، لكن تلك الأعمال كانت مكلفة.

 في هذه الأثناء سيحتاجون إلى الحصول على أرقام مزدوجة كثيرة حين يلقون النرد في الأشهر المقبلة. ونعم، أعرف. حين تحصلون على ثلاثة أرقام مزدوجة متتالية في المونوبولي، ينتهي بكم الأمر في السجن.

 لذا، يمكن القول إن وصف هيلير "غير المعتاد" لا يفي بالغرض كوصف لعدم استعداد الحكومة.

فلنقل أحمق. مدهش. صاعق. ولو أضفتم كلمة بذيئة إلى إحدى تلك الصفات، فقد تبدو الكلمات أكثر ملاءمة، لكنها لن تفي بالغرض.

 كذلك أفاد روبرت موريسون الاقتصادي، الرئيس التنفيذي في مؤسسة "أورغ فو" المتخصصة في البيانات والتحليلات "لو أن القطاع الخاص انتظر توجيهات الحكومة حول أفضل السبل للتقدم، لما توفرت له فرصة لشق طريقه نحو استعادة الربحية والازدهار في هذه الأوقات المضطربة".

ثمة سعي إلى منفعة ذاتية في كلامه. إذ يحاول الترويج للمنتج الخاص بشركته. في المقابل، لا يغير ذلك حقيقة أنه على حق أساساً. فحين يتعلق الأمر بالاقتصاد، فقد بقي غير المحترفين سادة الموقف في ظل الحكومات المحافظة المتعاقبة.

هل تعتمدون على الحظ في أعمالكم؟ إذا لم تنتبهوا إلى ذلك سابقاً، يجب أن تفعلوا الآن. فأنتم بمفردكم.

© The Independent

المزيد من تحلیل