Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تنجح في وقف إطلاق نار غير معلن في غزة وتأجيل مسيرات العودة

الفصائل الفلسطينية تترك الردّ على العدوان الإسرائيلي لغرفة العمليات المشتركة

إمرأة تهدي بالونات ملونة لجندي إسرائيلي على الحدود مع غزة (رويترز)

مرت ليلة ساخنة على قطاع غزّة، أغار فيها طيران الجيش الإسرائيلي 100 مرّة تقريباً على أهداف عدة في مختلف محافظات القطاع، وهذا ما أدى إلى إصابة 4 مواطنين، من بينهم زوجان، وصفتْ مصادر طبية حالتهما بالحرجة.

في المقابل، واصلت فصائل فلسطينية قصفها على مستوطنات "غلاف غزة"، في وقت أتت الغارات الإسرائيلية رداً على صاروخين أُطلقا على تل أبيب للمرة الأولى بعد توقف العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2014. كما تزامن إطلاق الصاروخين مع وصول الوفد المصري إلى القطاع حاملاً الرد الإسرائيلي بشأن التفاهمات بين "حماس" وإسرائيل، لكن الوفد غادر على الفور من دون أن يعلن أيّ فصيل مسؤوليته عن الأحداث.
 
وساطة مصرية
 
وكشف رئيس المكتب السياسي في "حركة المجاهدين" الإسلامية الفلسطينية نائل أبو عودة لـ"اندبندنت عربية" أنّ مصر نجحت في التوصل لوقف إطلاق نار غير مُعلن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بعد ضغوط كبيرة واتصالات أجرتها لمنع انزلاق الأوضاع في غزة نحو التصعيد أو المواجهة العسكرية.
وأوضح أبو عودة أن الفصائل أعطت الوفد المصري وعداً بعدم التصعيد ما دام الاحتلال الإسرائيلي لم يصعّد، أما إذا استهدف أي مواقع أو أهدافاً جديدة فستتولى "غرفة العمليات المشتركة" للفصائل مهمة الردّ بقصف "غلاف غزة".
 
واستخدم الجيش الإسرائيلي في قصفه على غزّة طائرات حربية من نوع "أف 16"، وقال أبو عودة إن "قوات الاحتلال استخدمت القوّة المفرطة عبر إطلاق صواريخ جديدة في قصفها قطاع غزّة، ذات مفعول تدميري وارتجاجي كبير، وتعمدت قصف أهداف نوعية وحيوية ومنازل مواطنين".
واستهدفت الغارات الإسرائيلية موقعاً لتدريب عناصر "كتائب القسام" في رفح جنوب غزة، ومنزل عائلة سويعد، وأرضاً زراعية. أمّا في خان يونس (جنوب القطاع) أيضاً، فقد أغار الجيش على موقع للبحرية تابع لشرطة وزارة الداخلية في غزّة، وموقع عين جالوت الخاص بتدريب عناصر الفصائل، وأراضٍ زراعية عدة. وقصف الجيش الإسرائيلي أراضيَ زراعية في المحافظات الوسطى. أما في مدينة غزّة، فاستُهدفت مواقع تستخدمها الفصائل لتدريب عناصرها، فضلاً عن قصف صالة أفراح ومكتب وزارة الأسرى.
 
قرار المواجهة
 
وصرح أبو عودة أن التدخل المصري لم يتوَّج بإعلان واضح، ولكن تُرك على قاعدة "الهدوء مقابل الهدوء"، مُظهراً أن هناك حالة من التخوف من العودة إلى التصعيد، وأنّ الفصائل رفعت حالة الجاهزية للردّ على قصف الاحتلال.
في المقابل، أصدرت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بيانًا جاء فيه أنّهم رفعوا الجاهزية والنفير العام في صفوف أعضائها للتصدي والردّ على قصف الاحتلال، على الرغم من الاستجابة للجهود المصرية، لافتًا البيان إلى أن "الإسرئيلي فهم صمت الفصائل خطأً وتمادى في عدوانه".
وتخوفًا من حدوث أي تصعيد إسرائيلي جديد، قررت "هيئة مسيرة العودة وكسر الحصار"، تأجيل فعاليات يوم الجمعة استثنائياً، حرصاً على المتظاهرين من القناصة الإسرائيليين. ويُعدّ تأجيل مسيرة العودة الأوّل من نوعه منذ انطلاق تلك الفعاليات في 30 مارس (آذار) الماضي. وذكرت مصادر أنه جاء بناءً على طلب مصري.
 
حشد إسرائيلي
 
إلا أن رئيس المكتب السياسي في "حركة المجاهدين" نفى أن تكون مصر تدخلت في تأجيل مسيرة العودة ليوم الجمعة، مرجعاً التأجيل للأسباب التي ذكرها بيان هيئة المسيرة، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال زاد نشاطه على الحدود.
ورصد مراسل "اندبندنت عربية" في غزّة، حشداً عسكرياً إسرائيلياً، وزيادة في عدد الجنود والقناصة، وتمركز آليات عسكرية ودبابات على الحدود الشرقية للقطاع بمحاذاة الجانب الإسرائيلي، حيث تظاهر المشاركون في مسيرة العودة. ونشر الجيش الإسرائيلي مزيداً من عناصر القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ القادمة من القطاع.
كما بيّن أبو عودة أن "المقاومة حذرة في التعامل مع الجيش الإسرائيلي، وأن الهدوء سيد الموقف، وإذا قصف الاحتلال أيّ أهداف جديدة في غزة فإن قرار الرد وشكله وحجمه متروك لغرفة العمليات المشتركة".
في المقابل، قالت "حماس" إنها لن تتخلى عن مواجهة الجيش الإسرائيلي لحماية القطاع، كما لن تسمح بأن تكون غزّة ساحة للمنافسات الداخلية الإسرائيلية، معتبرةً أن "التصعيد يهدف إلى تصدير الأزمات الداخلية وخلط الأوراق وصناعة أزمات جديدة لأهلنا في غزة".
 
رسائل من الطرفين
 
من جهة ثانية، اعتبر المحلل السياسي عماد أبو رحمة أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يحرصان على عدم الذهاب إلى مواجهة عسكرية شاملة، بخاصة بعدما وصلت التفاهمات بين "حماس" وإسرائيل برعاية مصرية إلى مرحلة متقدمة.
ولفت أبو رحمة إلى أن "حماس وافقت على عدم الرد على الضربات الإسرائيلية لمحاولة تأمين موافقة إسرائيلية على التفاهمات التي تدور بين الطرفين". وتوقع أن "الصاروخ الذي أُطلق على تل أبيب لن يُقرأ في معزلٍ عن التعنت الإسرائيلي في مطالب حماس، والرد من بنيامين نتنياهو يُقرأ في إطار رسائل إلى المجتمع الإسرائيلي، بأنّه قادر على قصف غزة ومواجهة حماس".

المزيد من العالم العربي