"باحثٌ يحقن في جسده صحافياً"، عبارة تلخّص مسرحية (1441)، التي نفذّها شباب سعوديون أثاروا عاصفة من الجدل بعملهم الافتراضي المباشر على الإنترنت، الذي يستعرض تجربة علمية تسعى إلى استكشاف وسيلة للسيطرة على المشاعر الإنسانية، غير أن استغراب الشارع لم يتطرق إلى قصة المسرحية، وأحداثها المتصاعدة في نسق من الفانتازيا المثيرة، بل تناول استخدام التقنية بشكل كامل، ما بين مرحب ورافض لعملية التحديث الجريئة التي طالت أحد أعرق الفنون العالمية.
وشهدت السعودية ومصر في الآونة الأخيرة مسرحيات افتراضية تتحدى العزلة التي تسود العالم بسبب فيروس كورونا، حيث نتج منها توقف الحركة الفنية على الصعيد المسرحي المرتكز على حضور الجمهور، لكن عدداً من الفنانين واصلو شغفهم، من خلال استغلال التقنية لتسلية الجماهير التي ظلت حبيسة البيوت لأوقات طويلة من دون أي مظاهر مبشّرة بعودة الحياة الفنية.
تجربة تحمل الغرابة والتعقيد
يقول الكاتب أحمد يعقوب، أحد ركنَي المسرحية الافتراضية مع زميله الممثل محمد جميل، إن الفكرة بدأت مع حالة الحظر التي تسيطر على العالم، حيث أدت إلى تحول كثير من ممارسات وفنون الحياة اليومية إلى العالم الافتراضي، وبدأ التخطيط الفعلي بعد اجتماع فريق العمل بواسطة تطبيق إلكتروني لتوسيع البحث، وجنحت حينها الفكرة إلى أسئلة أكبر، ومناطق جديدة لم تكن في الحسبان، وهكذا زاد الشغف وتطورت التجربة بشكل متسارع.
وتستعرض مسرحية 1441 تجربة علمية أبطالها باحث وصحافي، وكُتب نصها بنفَس مسرحي اتسم باتساقه مع التقنيات المفروضة بسبب أسلوب العرض، ويصف الفنان السعودي في حديثه إلى "اندبندنت عربية" تجربتهم بأنها عبارة عن حالة مفتوحة يمكن معها عرضها وفق أي نمط؛ فتكييف النص المسرحي مهمة إخراجية يمكن أن تحمل القصة إلى أي فضاء من دون أن تفقد عناصرها وعمقها.
وحين تشاهد المسرحية تستوعب صعوبتها وتعقيدها الناشئ، من كونها تُعرض على منصة افتراضية، حيث أن الأداء مزيج بين مخاطبة الجمهور والكاميرا، فلا الفعل المسرحي غائب، ولا آلة التصوير ثانوية، ولذلك، يشدد يعقوب على أهمية الموازنة بينهما ليكون الممثل قريباً من عمق القصة وتفاعل المشاهد معاً، وهو مصدر الصعوبة والغرابة واللذة في آن، على حد تعبيره، ويتابع، "التجارب الجديدة تبدأ مختلطة، ثم تجد طريقها إلى تعريف رصين وفهم أعمق وتطبيق أجود".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن يعقوب كغيره، يعتقد بأن المسرح بشكله الطبيعي لا يمكن تعويضه، فهو فن وإن أمكن استخراج أشكال مختلفة منه، فهي لا تستبدله؛ ولكنها تكمل صورته ووظيفته، وتتفاعل مع احتياجاته الطارئة والعادية، التي تجعله قابلاً للبحث والتجريب في كل وقت، معتبراً تفاعل الجمهور القيمة الأهم، حيث نقلت التساؤلات والرؤى والافتراضات الصادرة من المهتمين والنقاد التجربة إلى خانة أكثر جدية، وأبرزت شأن القصة وشخصياتها، وهو حضور نوعي للجمهور، مشجع على التجريب واستغلال هذه المنطقة الجديدة أياً كانت تسميتها وتصنيفها.
ويحمّل شح الاختصاص وضعف البُنى التحتية، مسؤولية عدم التحول إلى صناعة مسرحية سعودية جادة، غير أنه يعتبر إنشاء هيئة المسرح والفنون الأدائية، ومبادرة المسرح الوطني، خطوة حكومية مهمة في سبيل الاعتراف بالفن المسرحي وتبنيه، داعياً إلى أن لا تحبط الحالة شبه الراكدة حالياً المسرحيين، وأن يستغلوها في اكتشاف فضاءات جديدة، لأن البحث ينشأ عن الحاجة، أكثر من الاكتفاء.
المسرح بحجم الحياة
أشار الكاتب عبد العزيز السماعيل، رئيس مبادرة المسرح الوطني في وزارة الثقافة السعودية، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إلى أن المسرح تعرض عبر تاريخه الطويل للكثير من التحولات والتغييرات في جميع عناصره، بدءاً من صيغة العرض، وحتى أداء الممثل، مروراً بالنص والإخراج، عدا أن عنصراً واحداً، بقي على حاله دائماً، وهو الاتصال المباشر مع الجمهور، لأنه العامل الذي يمنح المسرح شخصيته وفرادته من بين كل الفنون الأخرى التي يمكن صناعتها وتقديمها معلبة للجمهور مثل التلفزيون أو السينما.
ويقول إنه شاهد العرض الافتراضي كاملاً وعلى الرغم من تقديره للجهد المبذول فيه وحداثة المحاولة، فإنه لم يشعر بأنه أمام عمل مسرحي لانعدام التواصل المنشود بينه كمشاهد وبين العرض الذي لم يحقق في داخله الجدل اللازم الممكن حدوثه على خشبة المسرح، على حد تعبيره، ويتابع، "في هذا السياق، أتذكر كلمة يوم المسرح العالمي، لرئيسة وزراء أيسلندا، قبل أكثر من 10 سنوات تقريباً، حين قالت، بينما يبدو التلفزيون أصغر من الحياة، والسينما أكبر منها؛ فإن المسرح بحجم الحياة تماماً، وهذا بالضبط ما قصدته بفرادة المسرح وتميزه منذ الأزل".
لكن التساؤل هو ما إذا كانت المسرحيات المسجّلة التي ربّونا على مشاهدتها في التلفزيون تعد عملاً مسرحياً، أم أن التجربة ناقصة؛ يقول السماعيل إنه يتفهم تصوير مسرحية، وإعادة بثها للمشاهدين على الشاشات، وحتى تصويرها سينمائياً كما حدث في بعض أعمال شكسبير، لكنَّ ذلك وفقاً لتصوّره، لا يشبه المسرح المتفرد بالاجتماع الذي يعقده مع الجمهور وجهاً لوجه.
ناضج نسبياً والعودة قريبة
وكشف رئيس المسرح الوطني في السعودية، عن عودة قريبة للنشاط المسرحي، حيث وجّه رسالته إلى الفنانين، قائلاً إن "جائحة كورونا ليست حالة أبدية تضطرنا إلى تحويل المسرح الذي تعارفنا عليه إلى عرض تلفزيوني أو مصور، لأننا عائدون إليه وهو عائد إلينا لا محالة وإلا فقدنا المسرح والحياة معاً".
ويفصح عن اعتقاده بأن المسرح في بلاده ناضج نسبياً بدرجة عالية، ولا ينقصه سوى الدعم والتشجيع عبر خطط مدروسة وطموحة لاستثمار الطاقات الإبداعية، وهو ما تسعى وزارة الثقافة إلى الوصول إليه من خلال هيئة المسرح والفنون الأدائية ومبادرة المسرح الوطني، لافتاً النظر إلى أن الظروف الصعبة بسبب وباء كورونا، استدعت تعطيل عروض في مختلف المدن السعودية، فالنصوص متوفرة وكذلك الكتاب والمخرجون والممثلون.
عرض بلا جمهور ليس مسرحاً
وقال حازم شبل، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة الدولية للسينوغرافيا، إنه لا يستطيع تقييم المسرح في السعودية لعدم اطلاعه العميق على الحياة الفنية داخلها، عدا معرفته عدداً من المبدعين، لكنه يقول إن أحد الدلائل على نضوج أي مسرح من عدمه، هو وجود عروض موسمية تقام في مدن مختلفة، في مواعيد ثابتة ومحددة مسبقاً، حيث يُقبل عليها الجمهور من طبقات، وفئات عمرية، وثقافات مختلفة.
ولخص مصمّم الديكور المسرحي في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، شروطاً عدة إذا انتفت في عمل ما، فلا يمكن تصنيفه مسرحاً، تتمثل في وجود نص يؤديه ممثلون أمام الجمهور بشكل حيّ ومباشر، مضيفاً بأن "وزارة الثقافة المصرية اتجهت أخيراً إلى تسجيل مسرحيات من دون حضور جماهيري، وعُرضت على التلفزيون، ومع ذلك من الصعوبة بمكان تسميتها مسرحاً، بل هو تكيّف مع الظروف الحالية"، غير أنه يشدد على أهمية هذه الخطوة، بسبب حاجة الفنان إلى ممارسة المهنة، ووجود أموال مرصودة مسبقاً.
وتابع شبل، "في ما يتعلق بالعروض الافتراضية، والتي كان أحدها مسرحية سعودية شاهدتها، فهي لا تعدو أن تكون برنامجاً، عندما لا يكون بمقدور الناس تحريك أعينهم من دون قيود التسجيل التلفزيوني التي تحدد إلى أين تنظر، فإننا لسنا أمام مسرحية، ولا أحد يجرؤ على القول إن عرضاً بلا جمهور يمكن تصنيفه مسرحاً".
تجربة معتبرة لكن لا تمت إلى المسرح
ويقول الكاتب عباس الحايك، إنه لا يقف ضد أي تجربة توظّف التقنية الحديثة، لتجدّد المسرح بطبيعته، واستيعابه تقنيات منها الإضاءة والكومبيوتر، وذكر بأن التجارب الافتراضية الأخيرة تستحق الاحترام، لكنه يشدد في الوقت نفسه على ضرورة التأكد من تصنيفها، وأنها لا تتجاوز مفهوم المسرح، وأضاف، "هذه التجارب ظرفية، تنتهي بمجرد انتهاء الأزمة التي يمر بها العالم، وصولاً إلى عودة النشاط إلى شكله الطبيعي.
واعترض الكاتب السعودي على التسمية، وشبه ما شاهده في عرض (1441)، بالعمل المصور، الذي لا يمت إلى المسرح المتعارف عليه، لغياب عناصر منها الخشبة والجمهور، سوى المتابعين عبر الشبكة، لكنه ومع ذلك، أشاد بالتجربة على مستوى النص والاشتغال، والأداء المتمكن للفنانين أحمد يعقوب ومحمد جميل، كونه ممن يؤمن بقدراتهما الأدائية.
وقال الحايك إن قطاع المسرح في السعودية بعد التقبل الاجتماعي، والاعتراف الرسمي به ينتظر من الفنانين والمهتمين تقديم إبداعاتهم، مضيفاً بأن "مسرح بلاده دخل دائرة التجريب منذ السنوات الأولى من الثمانينيات، ولم تمنع العقبات والتحديات المسرحيين السعوديين من خوض تجارب على النطاق العالمي"، لافتاً النظر إلى وجود عناصر مبدعة على مستوى التمثيل، والإخراج، والسينوغرافيا، والكتابة، تجاوزت المسرح العربي، إلى أن صارت النصوص السعودية تترجم إلى لغات كالإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها.
عصيّ على العوالم الافتراضية
يقول عبد المجيد الكناني، ناشط سعودي على موقع يوتيوب اشتهر برصد الأعمال الفنية الخليجية، إن جزءاً كبيراً من الحالة المسرحية قائم على التجريب ومحاولة طرق أبواب جديدة، لذلك يتميز المسرح بأنه دائماً حيّ، وجزء أساسي من حيويته هو في مشاركة الجمهور بشكل مباشر عبر حضورهم، وتقاطع مشاعرهم مع مشاعر العرض المسرحي بكل عناصره.
وبعدما دعا الكناني عبر حسابه بتويتر إلى مشاهدة المسرحية، قال لاحقاً لـ "اندبندنت عربية" إن تجربة المسرح الافتراضي التي قام بها الزملاء في عرض 1441، يشكرون عليها إذ احتوت نصاً لطيفاً وأداء جيداً، غير أنها افتقدت الحس المسرحي، الذي غاب بسبب عدم اكتمال أهم عنصر في العرض المسرحي وهو الجمهور.
ولفت إلى صعوبة تحويل المسرح إلى حالة افتراضية حتى لو استخدمت بعض عناصره عبر الفيديو، لأن الفيصل هو الجمهور وخشبة المسرح، الأمر الذي يفسر بقاءه طوال سنوات نشاطه كأب لكل الفنون، غير أن ذلك، على حد تعبيره، "لا يلغي أن كل تجربة فنية، محل تقدير وتشجيع وقد ينجح هذا النوع من التجارب، ولكن ليس تحت مسمى المسرح لأنه عصيّ على أن يكون افتراضياً".
التجربة العربية بدائية
وأشار مواطنه الكاتب ياسر المدخلي، إلى تنفيذ إحدى الفرق تجربة مشابهة قبل سنوات، لكنها لم تلق رواجاً بسبب تقديمها شكلاً ليس مسرحياً، في "ظروف مهيأة بالكامل لتقديم المسرح بكامل أركانه"، وذكر أنه خلال انتشار فيروس كورونا، ظهرت العروض الافتراضية كنوع من المحاولة الجادة التي لا تعني بالضرورة تصنيفها أعمالاً مسرحية، مضيفاً أنه "لو وُظفت التقنية لتعزيز تواصل الجمهور مع العرض والممثلين، لكان أكثر قرباً من شكل المسرح الافتراضي".
وأكد بأن التجربة جوهر المسرح، وهو ما ما اعتنى به، منذ تأسيسه "مسرح كيف"، قبل 14 عاماً، لكنه يستنكر تسمية بعض الأفكار المسرحية المختلفة تجارب، على الرغم من أنها لا تعدو أن تكون مجرد "محاولات"، لعدم اتّباعها منهجاً واضحاً، بينما التجربة فعل بحثيّ يسبر معطيات الواقع، ويحلل تأثيراته، للوصول إلى نتيجة أو أكثر، والخروج من دائرة المحاولة الارتجالية.
وتابع، إن "التجربة المسرحية العربية برمتها مازالت بدائية، وحتى نقوم بتجربة نحتاج إلى درامتورج رصين، ومخرج باحث، وممثل نابه، وجمهور متفاعل يعي دوره بما يكفي للتطبيق".
غارق في الفوضى
ويقول المدخلي إن النضج الفردي موجود، حيث وصلت المسرحية السعودية إلى آفاق عالمية، وترجمت نصوص، وحصدت فرق عدة جوائز، لكنه يطالب بتحويل المسرح السعودي إلى صناعة مستدامة، منوهاً بأن "المحاولة مشروعة للجميع، وهناك مسرحيون ناضجون من حقهم ممارسة مغامراتهم الخاصة، ويتحملون وحدهم نتائجها".
ويبدي رضاه ككاتب، لكنه كمخرج أو ممثل أو باحث، يصف المسرح بأنه "وسط غارق في الفوضى، يعيث فيه الدخلاء وأنصاف الموهوبين، ويستغله المقاولون، وتموت فيه المواهب الشابة، وقد تنتحر بإلقاء موهبتها في برامج سخيفة مكتظة بالمراهقين، ما أدى إلى أن يكون عدد المتابعين أهم من الموهبة، والتكتلات أقوى من الإبداع".
ويشير إلى أن المشاريع الموسمية، التي نفذتها الهيئة العامة للترفيه، أسهمت في نهضة جديدة دفعت النجوم والشباب إلى الاتجاه إلى إنتاج المسرح، وتعلّمه، والتدريب على فنونه، حتى أن بعض المؤسسات اتجهت لركوب الموجة على الرغم من عدم اعترافها بالمسرح من قبل، وهو ما شهدته أبواب المسارح، من تزاحم للجماهير المتسابقة على شراء التذاكر، كما حدث في مدينة جدة غرب البلاد عندما احتضنت العام الماضي مسرحية شكسبير "الملك لير".
تمرّد لا يعوّض المسرح
يصرح أحمد الشايب، مخرج العمل المثير للجدل، إن المسرحية تتطرق إلى تساؤلات تتناول الخيط الرفيع بين العالم الخارجي والدواخل الإنسانية في سياق قصة يجزم بأنها ستكون روتين البشر المقبل، مضيفاً أن "رؤية العمل أخذت في الاعتبار الوسيط الذي سيتم تقديمها من خلاله، ولهذا تم استثمار كل الأساليب المتاحة لتقديم تجربة مشوّقة تحافظ على اتصالها بالمشاهد ما أمكن".
وأبدى سعادته من أن العرض أتاح تواصلاً خلاقاً مع فريق من المبدعين لصناعة تجربة في الفضاء الذي يعيشه معظم الناس هذه الأيام، تتحدى الظروف التي دفعت إلى استغلال كل الإمكانات، وتخلق قصة جديدة تثير التساؤلات حول الواقع والمستقبل، وذكر بأن أكثر ما أثار دهشته هو تفاعل الجمهور، وقت العرض من غير أن نسمع صوته أو نراه، إذ كانت مشاعره حاضرة من خلال خانة التعليقات.
وتابع الشايب، "أنا شخصياً أحب تشكيل الأعمال الفنية من الواقع وإعادة تقديمها من خلال أي وسيط يمكنه أن يصل إلى المتلقي، لم يكن هدف هذه التجربة إيجاد بديل عن المسرح، بل انطلقنا بروح المسرح نحو المكان الذي أصبح واقع الناس على شبكة الإنترنت خصوصاً في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمرّ فيها العالم، وهو ما أنتج حالة صنّفناها باسم من أنجبها، ولربما يتمرّد هذا الشكل الفني على أبيه المسرح كما تمرّد عليه من سبقوه".
واقع تحت التهديد
زعزع فيروس كورونا مفاهيم واقعنا المكلوم، واستبدلها بعشرات الممارسات التي تقودنا إلى الإيمان بأن المعاناة محرك لإبداعات البشر. وإنْ اختلفت التصنيفات، وتعارضت الآراء حول جدية المسرح الافتراضي، فلا يمكن إغفاله كحركة تحديثية حفّزت النقاد والمهتمين، وأكدّت أن زمن كورونا، هو زمن التجريب، وأن الأفراد اليوم من مختلف القطاعات الإبداعية في مواجهة مباشرة مع التغيير، محمّلين بتساؤلات مقلقة تتناول مصير السائد في حياتنا، وشكل المستقبل