Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل باتت موجة ثانية حادة من فيروس كورونا حتمية؟

باعتباري رجلاً متقدماً في السن، أشعر بالهلع من مجرد إتمام السنة، ولم أسمع بعد أي شيء مطمئن

من وسائل مكافحة كورونا، استعمال ماسحات ضوئية لفحص الأجساد في التجمعات العامة (أ.ب.)

لا تهمني رحلته إلى درهام؛ أفَضِّل أن أعرف ما نوع النصيحة التي يقدمها دومينيك كامينغز لبوريس جونسون حالياً بشأن تخفيف الإغلاق.

هل يشجّع المستشار على هذا الخروج المتسرّع من الأمان؟ هل يخاطر جونسون  (المقامر دائماً) من دون مبرّر بالصحة العامة كي يغوي الإعلاميين بصياغة المزيد من العناوين المشرقة ما سيؤدي لرفع معنويات الناس واستعادة شعبيته المحطمة؟ من يهمس في أذنه؟

لأنه إذا ساءت الأمور كلياً، كما هو محتمل جداً، أريد أن أعرف من المسؤول في وقت مبكر جداً، قبل أن يشق أي تحقيق عام مفبرك طريقه بخطوات متعثرة  إلى مرحلة "استخلاص الدروس" بعد فوات الأوان.

لست عالِم أوبئة، لكنني لست بحاجة لأن أكون واحداً لأشعر بالخوف. فباعتباري رجلاً متقدماً في السن، ولديه أحبّاءٌ من الفئات الضعيفة، أشعر بالهلع من مجرد إتمام السنة، ولم أسمع أي شيء مطمئن بعد.في الواقع، سمعت عكس ذلك تماماً.

حتى أن بعض الخبراء الرسميين الذين يوشكون على القبول على مضض بالتحركات الأخيرة لفتح المدارس، والمحلات التجارية، وتخفيف القيود الاجتماعية، قد بدوا قلقين إذ وصفوا ما يجري بأنه "لحظة خطيرة". لكن البعض الآخر كانوا أكثر صراحة، بخاصة "جمعية الصحة العامة" التي تقول بوضوح إن الوزراء يخطئون في تقدير الموقف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أتفهم سبب معاناة الاقتصاد، لكنني لا أرى كيف سيؤدي السماح للأشخاص بالتجمع بأعداد أكبر في الأماكن العامة، أو تشجيع "المحميين" من الفئات المهددة أكثر من غيرها على مغادرة منازلهم لممارسة الرياضة، إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي. ومازال مستوى الإصابات مرتفعاً بشكل واضح، أكثر مما يمكن أن تتحمله البنية التحتية للفحص والتعقب المتواضعة التي لم تخضع للتجربة بعد. كما أن معدل انتقال الفيروس، ومعدل التكاثر (R)، قريب جدًا من 1 بحيث يصعب الشعور بالأمان تماماً بشأن المستقبل.

في بعض الأماكن، ربما يكون معدل التكاثر قد بات سلفاً أعلى من 1، ما يشير إلى زيادة متسارعة وشيكة لحالات كوفيد-19. وتشير الحكومة إلى قدرتها على التعامل مع بؤر الوباء من خلال عمليات إغلاق محلية جديدة. لكني لست متأكداً من نجاح ذلك، نظراً لتآكل الدعم العام لهذه السياسة، أو في الواقع من كونه إجراءً عملياً في جزرنا الصغيرة ذات الكثافة السكانية العالية.

لذا لا يستطيع أي كان، على ما أعتقد، أن يدعي أنه فوجئ إذا حدثت موجة ثانية من الوفيات في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع. لقد رأيت ما كُتب عن منتقدي الحكومة، وكيف أن لعابهم يسيل من أجل رؤية خدمة الصحة الوطنية منهكة، والضرر السياسي الذي قد تلحقه صورُ المعاناة على طريقة لومباردي بجونسون في استطلاعات الرأي.  لكن هذه الردود لا تفيد أحداً.

حسناً؛ إن حدوث ارتفاع ثانٍ حاد في إصابات كوفيد-19 يمثل أحد التوقعات التي أتمنى أن أكون مخطئاً بشأنها، لسبب بسيط جداً هو أنني إذا كنت على صواب فلن أكون على الأرجح على قيد الحياة للاحتفال. سأكون سعيداً إذا استمر معدل الحالات في الانخفاض، حتى مع عودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى وضعهما الطبيعي، وثبت أن الخطوات البطيئة للحكومة التي تشبه "حبو الطفل" ناجحة ومدروسة جيداً.

أود أن أراها كذلك، لكن لا أعتقد أني سأتمكن من ذلك. 

© The Independent

المزيد من تحلیل