Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"داعش" يحاول العودة إلى الأردن عبر "الذئاب المنفردة"

يحاول التنظيم الانتقام للضربات الاستباقية التي وجهتها إليه الأجهزة الأمنية

محكمة أمن الدولة الأردنية حيث يحاكم المتهمون بالإرهاب (صلاح ملكاوي)

أحبطت السلطات الأمنية الأردنية محاولةً لتنظيم "داعش" للعودة إلى ممارسة نشاطاته في البلاد عبر ما يسمى بـ"الذئاب المنفردة". ووجهت محكمة أمن الدولة في الأردن اتهاماً لـ16 شخصاً لقيامهم بالترويج لأفكار جماعات إرهابية، وحيازة أسلحة بقصد استخدامها بطريقة غير مشروعة ومحاولة الالتحاق بجماعات مسلحة.
وأعلنت السلطات الأردنية إحباط مخطَطين إرهابيَين لاستهداف مبنى الاستخبارات العامة في مدينة الزرقاء، ثاني أكبر مدينة أردنية من حيث عدد السكان، باستخدام مواد متفجرة فضلاً عن محاولة استهداف دورية أمنية بإطلاق الرصاص.
وكشفت السلطات الأردنية، وفق لائحة الاتهام، عن انتماء المخطِطين لهذا الهجوم إلى تنظيم "داعش" وتكفيرهم للأجهزة الأمنية الأردنية، وسبق لأحد المتهمين أن حوكم بتهمة الترويج لأفكار جماعة إرهابية قبل الإفراج عنه في عام 2018.

استغلال كورونا

وأفادت مصادر أمنية بأن تنظيم "داعش" حاول استغلال انشغال الأردن بمكافحة جائحة كورونا والعودة مجدداً إلى الساحة الأردنية لتنفيذ عمليات إرهابية، إلا أن جهاز الاستخبارات العامة كان لهم بالمرصاد.
وبحسب المصادر فإن المخطط الجديد جاء كانتقام للضربات الاستباقية التي وجهتها الأجهزة الأمنية الأردنية للتنظيم خلال السنوات الماضية وأدت إلى القضاء على التنظيم داخل الأردن وخارجه، من بينها اصطياد الإرهابي المسؤول عن حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في سوريا. كما جاء توقيت الإعلان عن إحباط المخطط مدروساً، وبمثابة رسالة إلى إسرائيل توضح أهمية التنسيق الأمني والمخاطر التي يمكن أن تنتج عن وقفه، إذ يلوّح الأردن بذلك رداً على نية إسرائيل ضم الضفة الغربية والأغوار.
وعاد اسم التنظيم الإرهابي إلى التداول مجدداً بين الأردنيين بعد غياب طويل حتى عن الإعلام الذي سخّر كل جهوده لتغطية الجائحة العالمية التي أسهمت تداعياتها من قبيل الحجر المنزلي وحظر التجول في خفض المخاوف الأمنية وتراجعها.
ولم يُعلن بعد عن هوية المتهمين أو أسمائهم، وإذا كانوا أردنيين أم لا، على الرغم من توجيه الاتهامات إليهم، لكن يُتوقع الكشف عن ذلك خلال الأسابيع المقبلة، في ما توقعت المصادر ذاتها الإعلان عن إحباط مخططات إرهابية جديدة في وقت قريب مع محاولة تنظيم داعش إعادة بناء نفسه مجدداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


استهداف مستمر

وليست هذه المرة الأولى التي يحبط فيها الأردن مخططات إرهابية لتنظيم داعش، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 أحبطت الاستخبارات الأردنية مخططاً لاستهداف عاملين في السفارتين الأميركية والإسرائيلية في العاصمة عمّان، والجنود الأميركيين الموجودين في إحدى القواعد العسكرية بمنطقة الجفر جنوب الأردن.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، قُبض على خلية تابعة لـ"داعش"، خططت لخطف ﺿﺒﺎط من دائرة الاستخبارات العامة وقتلهم. وفي ذات الفترة أُلقي القبض على خلية أخرى من خمسة أشخاص كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية في الأردن واستهداف الحراسات الأمنية الموجودة أمام منزل أحد رؤساء الوزراء السابقين واستهداف دوريات الأمن العام الموجودة بشكل ثابت على الطريق الواصلة بين العاصمة ومدينة السلط.

وفي عام 2018 أعلن عن محاكمة 17 شخصاً كانوا يخططون لاستهداف منشآت مدنية وعسكرية ومراكز تسوق ومحطات فضائية ورجال دين، إضافة إلى 15 آخرين خططوا لاستهداف مبنى الاستخبارات في مدينة الرصيفة القريب من عمّان.

وفي عام 2017، أُحبط مخطط للاعتداء على منشآت سياحية واعتُقل 10 أشخاص، أما في عام 2016 فتم تصفية سبعة مسلحين ينتمون إلى "داعش" في مدينة إربد (شمال)، كما تم دهم خلية أخرى تحصنت في قلعة الكرك السياحية الأثرية جنوب البلاد.

ولا وجود فعليّ لتنظيم "داعش" في الأردن على نحو ظاهر، لكن ثمة أفراداً ترصدهم الأجهزة الأمنية بين الحين والآخر يدينون بالولاء للتنظيم ويعتنقون أفكاره ويطلق عليهم المراقبون مصطلح "الذئاب المنفردة".

ويمتاز جهاز الاستخبارات الأردنية منذ تأسيسه عام 1976 بمستوى رفيع من الأداء والإنجاز وسمعة عالمية، بخاصة في مجال محاربة الإرهاب، حيث حقّق ضربات استباقية عدة أبرزها اغتيال أبو مصعب الزرقاوي ومحاربة التنظيمات التي أفرزتها الحرب في سوريا كداعش والنصرة وغيرها. كما غدت الاستخبارات الأردنية مرجعاً وبنك معلومات عن الإرهاب لجأت إليه أجهزة دول عربية وغربية.

المزيد من العالم العربي