Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قضية مستشار جونسون تضر بالمحافظين

تنقل بسيارته خلال فترة الحجر الصحي والسؤال هل هناك تمييز بين المواطنين و"من هم في السلطة"؟

ما زالت تداعيات قضيّة تنقل أبرز مستشاري رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، دومينيك كامينغز، خلال فترة الحجر الصحي، تتفاعل. وبيّنت نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز "يوغوف" لصحيفة "ذي تايمز" تراجعاً بنسبة تأييد حزب المحافظين الذي ينتمي إليه جونسون بتسع نقاط، ليبلغ 44 في المئة. في المقابل، كسب حزب العمال المعارض خمس نقاط لترتفع نسبة تأييده إلى 38 في المئة خلال الفترة نفسها.

ويأتي هذا الاستطلاع عشيّة مثول جونسون أمام النواب لمساءلته بشأن طريقة إدارته أزمة كورونا.

وتحتل قضية كامينغز، المستشار النافذ لجونسون والعقل المدبر لحملة استفتاء عام 2016 الذي قاد إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، منذ أيام الصفحات الأولى في الصحف البريطانية، وبدأت آثارها تظهر في الرأي العام.

داخل الحزب المحافظ

وداخل معسكر الحزب المحافظ نفسه، يطالب نحو 40 نائباً باستقالة كامينغز، كما أن وزيراً استقال الثلاثاء، 26 مايو (أيار)، على خلفية هذه القضية، موضحاً أنه غير قادر على الدفاع عن المستشار في وقت لم يتمكن بعض السكان في دائرته الانتخابية "من زيارة أقربائهم المرضى لأنهم كانوا يلتزمون بتوصيات الحكومة".

وهذه المرة الأولى التي يواجه فيها جونسون معارضة داخلية مماثلة منذ فوزه بالانتخابات التشريعية في ديسمبر (كانون الأول) 2019. ويمثل عبر الفيديو نحو الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش لساعة ونصف الساعة أمام لجنة الاتصال في مجلس العموم للإجابة عن أسئلة أعضائها.

ولم ينجح كامينغز في إقناع المنتقدين بالتبريرات التي قدمها في شأن سبب سفره إلى منزل والديه في دورهام التي تبعد 400 كلم من لندن. وقال إنه قام بذلك نتيجة خشيته من إصابته بالفيروس، وسعيه لهذا السبب إلى حلّ للاعتناء بطفله. وما أثار الاستياء هو عدم تقديمه اعتذارات أو تعبيره عن الأسف. وقاد سيارته مرةً ثانية للتوجه نحو منطقة تبعد 40 كلم عن منزل والديه.

استياء

وحظي المستشار بدعم جونسون الذي خرج مرتين شخصياً أمام الصحافة للدفاع عنه. وقال وزير السكن روبرت جنريك لشبكة "بي بي سي"، الأربعاء، إنه بعد تلك التوضيحات "حان وقت الانتقال إلى أمر آخر".

لكن الاستطلاعات المتتالية تبين أن غالبية كبرى من البريطانيين تعتقد أن المستشار خرق تدابير العزل وعليه مغادرة منصبه، حتى إن شقيقة جونسون، رايتشل، قالت لقناة "أي تي في" إنها لو كانت مكان كامينغز لأقرت بارتكاب "خطأ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال المؤتمر الصحافي اليومي للحكومة الثلاثاء الماضي، سأل قس وزير الصحة عن إمكانية إلغاء الغرامات المفروضة على الأشخاص الذين خرقوا العزل لأهداف متعلقة بالاهتمام بأطفالهم. وبعد تأكيدها أنها ستدرس المسألة، تراجعت الحكومة عن الفكرة. وأثار ذلك استياء رجل الدين الذي أعلن الأربعاء لشبكة "بي بي سي" أن هذه القضية "تمنحنا شعوراً بأن هناك نوعين من القواعد، قواعد تسري على من هم في السلطة، وأخرى علينا".

الإعلام واليسار والوفيّات

وتظهر هذه القضية مدى تأثير كامينغز في جونسون، كما يلفت بعض الكتاب الصحافيين، في وقت يعمل رئيس الوزراء على الشروع بتخفيف قيود العزل المفروضة منذ منتصف مارس (آذار). وتشكل هذه الخطوة منعطفاً حساساً لجونسون المتهم بأنه أدرك متأخراً خطورة الوباء ولم يسارع إلى فرض تدابير تمنع تفشيه. وجاء في مقال في صحيفة "تايمز"، "من الواضح أن رئيس الوزراء يحتاج إلى كامينغز إلى جانبه خلال هذه الأزمة".

وفي مقلب اليسار، بدت صحيفة "ذي غارديان" أكثر قسوة تجاه جونسون، فوصفته بأنه "رجل لا يملك أفكاراً" وغير قادر على التخلي عن محرك سياساته من خلف الأضواء، دومينيك كامينغز، في وقت تسجل البلاد أعلى معدل وفيات بفيروس كورونا المستجد في أوروبا.

وفي الإجمال، توفي 37 ألف شخص تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا في المملكة المتحدة، وفق حصيلة نشرتها وزارة الصحة، الثلاثاء، لكن العدد قد يزيد على 46 ألفاً إذا أضيفت إليه الحالات التي كان يشتبه في إصابتها بالفيروس، وفق المكتب الوطني للإحصاءات.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات