Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا وجراد وفيضانات تهاجم معاً شرق أفريقيا

مسؤولون في الصليب الأحمر يعلنون "نواجه وضعاً إنسانياً معقداً بشكل غير مسبوق"

أسراب من الجراد تنقض على المحاصيل في دول أفريقية (أ.ب.)

حذر عمال الإغاثة في منطقة شرق أفريقيا بأن تداعيات ثلاث أزمات منفصلة تضرب مساحات شاسعة من المنطقة في وقت واحد، تُعرض مئات آلاف الأشخاص لخطر المجاعة والمرض.

فعلى غرار بقية دول العالم، اضطرت البلدان الواقعة في القرن الأفريقي وغيرها من البلدان في شرق القارة إلى التقيد بتدابير الإقفال التام للحد من انتشار فيروس كورونا أو كوفيد-19.

بيد أن الفيروس بلغ المنطقة في الوقت الذي غمرت فيه مياه الفيضانات مناطق واسعة في بعض الدول بما فيها كينيا والصومال ورواندا ما أدى إلى تهجير نصف مليون شخص على الأقل ووفاة ما يناهز 300 جراء إصابات مؤكدة بالفيروس.

وكأنّ خطر كوفيد-19 والأمراض المنقولة عبر المياه لا تكفي وحدها، حتى غزا الجراد المنطقة في هجوم يُعتبر الأسوأ لعقود عدة، ما تسبب في تفاقم مشاكلها الكثيرة سلفاً، فيما تدمر مئات المليارات من هذه الحشرات المحاصيل وتلحق الضرر بإمدادات الطعام ومصادر الدخل على حدّ سواء.

في هذا السياق، قال الدكتور سايمون ميسيري الذي يشرف على استجابة "الهيئة الدولية للصليب الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر" في أفريقيا، إنّ عمّال الإغاثة الموجودين على الأرض يواجهون "حالةً إنسانية معقدة بشكلٍ غير مسبوق". وأضاف أن "استمرار أزمة الفيضانات تفاقم التهديدات الأخرى التي يسببها كوفيد-19 واجتياح الجراد. وتساهم القيود المفروضة على السفر والحركة، بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، في عرقلة الجهود لمكافحة أسراب الجراد التي تدمر المحاصيل. وتُعتبر الفيضانات من أسباب تضخم خطر انتشار كوفيد-19 لأنها تجعل من الصعب تطبيق التدابير الوقائية".

وسبق للمنظمة أن خصصت 5.9 مليون جنيه إسترليني (7.1 مليون دولار) للاستجابة في كل من أثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان وتنزانيا ورواندا وأوغندا فضلاً عن توزيع الطعام ومواد ضرورية أخرى. وقال الدكتور سايمون "نشعر بالقلق لأن أعداد الأشخاص الجياع والمرضى ستتزايد خلال الأسابيع المقبلة مع استمرار الفيضانات وفيروس كورونا بإضعاف قدرة الصمود لدى العديد من العائلات في المنطقة بصورة كبيرة… ظروف الطقس القاسية تزيد الوضع الصعب سوءاً مما قد يؤدي إلى مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي في المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبدو أن انتشار الفيروس في القارة الأفريقية تراجع نسبياً مقارنةً بما تشهده أجزاء العالم الأخرى، لاسيما أن العديد من الدول الأفريقية سارعت إلى تطبيق إجراءات الإقفال قبل الإعلان عن تسجيل أيّ إصابات. ولكن هناك مخاوف لأن بعض الدول لا تملك مرافق كافية لإجراء الاختبارات وتسجيل مستوى التفشي الفعلي في أنحاء هذه الدول.

وعلى الرغم من انتشار الفيروس ببطء في البداية، فقد أعلنت "منظمة الصحة العالمية" يوم الجمعة الماضي أنه أسفر في أفريقيا عن أكثر من مئة ألف إصابة وعدد من الوفياتٍ أقلّ من تلك المسجلة في أوروبا عندما بلغ عدد الإصابات في القارة العجوز المستوى نفسه.

على صعيد متصل، أعلن الدكتور ماتشيديسو مويتي المدير الإقليمي لـ"منظمة الصحة العالمية" في أفريقيا أن "كوفيد-19 سجل حتى الآن تفشياً ناعماً في أفريقيا ونجت القارة من الأعداد المرتفعة للوفيات التي تكبدتها مناطق أخرى من العالم".

واعتبر الدكتور مايك راين وهو المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في "منظمة الصحة العالمية" أن "من جهة، ثمة أخباراً جيدة هي أن الوباء لن يتخذ منحى سريعاً للتفشّي، ولكن من جهة أخرى، هناك مخاوف لأنّ عدد الإصابات تتسارع في بعض البلدان".

ومع ذلك، تستمر المخاوف من أن بعض الدول الأفريقية ذات البنى التحتية الرديئة قد تعاني لفرض تدابير الإقفال والعزل، حتى من دون مشكلات الجراد والفيضانات في شرق القارة.

في غضون ذلك، قال ما يزيد على نصف المستجيبين إن ما لديهم من مال سينفد إذا أجبروا على ملازمة منازلهم بهدف الحد من تفشي كوفيد-19.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة