Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الوطني الليبي يشن هجوما عنيفا على طرابلس ويعد بالحسم

"مواجهات العاصمة تعيش لحظات مصيرية مع تقهقر قوات الوفاق"

دخان يتصاعد جراء القصف والمعارك العنيفة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)

بعد يومين من القصف المكثف والمعارك العنيفة على أبواب طرابلس الجنوبية، اندفعت قوات الجيش االوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مستهدفة مجدداً قلب العاصمة، مدعومة بغطاء ناري عنيف، اهتزت له أحياء المدينة ليل السبت الأحد، في التاسع من مايو (أيار)، ومصحوبة بوعد ووعيد من قبل وسائل الإعلام التابعة له، بأن المعركة الأهم في ليبيا تلفظ أنفاسها الأخيرة أو تكاد.

وتركزت الاشتباكات في محوري بو سليم وصلاح الدين، والعارف بجغرافية العاصمة الليبية، يدرك السبب، فهاتان المنطقتان تؤديان مباشرة إلى "ميدان الشهداء" شريان المدينة، ذي الرمزية الكبيرة، والممسك بزمام الأمور هناك، هو المسيطر وصاحب الكلمة العليا والمنتصر في كل معركة اندلعت في العاصمة الليبية على مر التاريخ المعاصر.

ونقل مدونون ونشطاء محليون في طرابلس، صوراً ومقاطع فيديو لهذه المعارك العنيفة في حي بو سليم، يسمع فيها قصف مدفعي عنيف جداً واشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، ومثلها بمحور صلاح الدين، مع ظهور قنابل ضوئية يطلقها الجيش الوطني، لكشف المواقع التي تتمركز بها قوات الوفاق التي تحاول منع تقدمه في هذه المحاور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ساعات حاسمة

وتعليقاً على هذه التطورات في معارك طرابلس، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي خالد المحجوب لـ "اندبندنت عربية" "معركة العاصمة تعيش لحظات حاسمة، مع تقدم كبير للجيش وتقهقر لقوات الوفاق"، مؤكداً أن "قواتهم بعد وصول التعزيزات إليها متمثلة في ذخائر وأسلحة وكتائب خاصة مجهزة للاقتحام، تلقت الأوامر بالضغط على قوات الوفاق وضرب دفاعاتها واقتحام مدينة طرابلس"، وقال إن "الخطة الموضوعة تسير بشكل ممتاز، ووفق ما خطط له من قبل القيادة العامة للجيش".

ووجه الناطق الرسمي للقوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري رسالةً تحذيريةً، إلى من وصفهم بـ "التكفيريين والميليشيات والمرتزقة والغزاة الأتراك فى ليبيا"، قائلاً "لم يبق لكم مزيد من الوقت، وما ترونه من تطورات في العملية الهجومية للقوات المسلحة الليبية، لن تتوقف إلا بالقضاء عليكم وكسر قرنكم وإسقاط مشروع أردوغان المتطرف في ليبيا".

وفي حديث إلى "اندبندنت عربية"، شدد الصحافي الليبي معتز بلعيد على أن "هجوم الجيش الوطني على طرابلس لن يثمر حسماً سريعاً، كما يتوقع البعض" مرجعاً الأسباب "لحجم القوة العسكرية التي تتمركز في طرابلس، من القوات الموالية لحكومة الوفاق، ومعرفتها بأن هذه المعركة معركة مصير لأفرادها وقادتها ومشروعها في ليبيا لذلك فهي ستدافع عن طرابلس بشراسة".

الوفاق تنفي تقدم الجيش

وفي الوقت الذي حاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع الناطق الرسمي لقوات الوفاق محمد قنونو للرد على هذه الأخبار التي تتناقلها قوات الجيش، ولم تلق رداً، فند القيادي في قوات الوفاق عبد الغني الككلي المعروف بـ "غنيوة"، ما وصفه بادعاءات الجيش بالتقدم في محاور طرابلس، معتبراً أن "هناك محاولة فاشلة من قوات الجيش الوطني للتقدم في أحد المحاور ليس أكثر"، وأضاف "القوات الغازية حاولت الاقتراب من طرابلس، فتكبّدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، وطالب في الوقت ذاته المواطنين بالبقاء في بيوتهم وألا ينصتوا إلى الإشاعات والابتعاد عن النوافذ وشُرفات المنازل.

في المقابل، دان رئيس حكومة الوفاق الليبية في طرابلس فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشا آغا والبرلمان الموازي فيها، هجوم الجيش الوطني على العاصمة، في بيانات منفصلة شديدة اللهجة، وقال السراج "الجيش الوطني أطلق السبت أكثر من 100 صاروخ وقذيفة على الأحياء السكنية وسط العاصمة" مضيفاً أنه "استهدف مطار معيتيقة الدولي بعشرات القذائف"، في حين كانت "طائرات مدنية تستعد لإعادة المواطنين العالقين بالخارج بسبب وباء كورونا"، لافتاً إلى أنه ألحق "أضراراً بالغة بالبنية التحتية للمطار".

‎ووصف السراج العمليات العسكرية الأخيرة لقائد الجيش خليفة حفتر بـ "الجنونية ودليل ضعف ويأس، بعد الهزائم المتتالية له، ومؤشر إلى قرب نهاية مشروعه الدموي للاستيلاء على الحكم"، ساخراً في الوقت ذاته بالتنديد الدولي الخجول واصفاً إياه بـ "العاجز حتى عن تسمية المعتدي باسمه ومحاسبته وإيقاف من يدعمه".

ضربات معنوية ومادية

وفسر العقيد المتقاعد في قوات الصاعقة الليبية ونيس العمامي تراجع الموقف العسكري لقوات الوفاق بشكل مفاجئ قائلاً "الخسائر الكبيرة التي تلقتها قوات الوفاق، في الهجومين المنفصلين على قاعدة الوطية ومدينة ترهونة في العتاد والأرواح، وفقدان عدد من القادة البارزين، مثّل ضربة معنوية كبيرة لقوات الوفاق وتخبطاً على مستوى قيادتها العسكرية، استغله الجيش الوطني بسرعة"، واعتبر العمامي أن "كل التحركات العسكرية للجيش أخيراً كانت تنبئ بعزمه على عمل ما كبير في طرابلس"، مضيفاً لـ "اندبندنت عربية" "ضربات سلاح الجو في الجيش في الأسبوع الأخير ركزت على مخازن السلاح والذخيرة ومراكز القيادة لقوات الوفاق"، وقال "عسكرياً هذه الضربات تعتبر تمهيدية لهجوم موسع على العدو، بعد إضعاف مراكز الدعم اللوجستي ومراكز الاتصال والقيادة التابعة له، وهذا ما تبين بعد هجوم السبت العنيف على العاصمة"، وتابع أن "نقطة أخرى مهمة كانت تدل على نوايا الجيش الوطني بدخول طرابلس، وهي إرسال كتيبة طارق بن زياد الخاصة إلى العاصمة، والكل في ليبيا يعرفها باسم (كتيبة الاقتحام) ومعروفة طبيعة الدور الذي لعبته في معركتي بنغازي ودرنة، وهو توجيه الضربة القاضية للعدو واقتحام مواقعه الدفاعية".

أخطاء استراتيجية

ربط الأكاديمي الليبي فرج الجارح بين تراجع الموقف العسكري لقوات الوفاق، في غرب ليبيا أخيراً، وبين عدد من الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها في الأسابيع الماضية، وقال "تسبب النصر العسكري لقوات الوفاق في مدينتي صرمان وصبراتة غرب العاصمة، وانتزاعهما من الجيش في يوم واحد، في حالة من الزهو والإفراط في الثقة بقدراتها وتسرعها في محاولة تعزيز النصر بانتصارات في مواقع أخرى"، وأضاف لـ "اندبندنت عربية" أن "الهجوم على ترهونة والوطية والرجوع منهما بخفي حنين وجروح عميقة وخسائر فادحة، قلب الطاولة على حكومة الوفاق في ظرف أسبوع واحد"، وقال "تبع ذلك خط آخر، بالهجوم بطائرات مسيرة على مدينة الزنتان، مسقط رأس عدد لا بأس به من أفراد قواتها، خصوصاً التابعين منهم للقيادي المعروف أسامة جويلي، ما دفع بهؤلاء إلى الانسحاب من مواقعهم في طرابلس، احتجاجاً على قصف مدينتهم، مخلفين فراغاً واضحاً، استغله الجيش للقيام بهجوم موسع من هذه النقاط التي مسها الضعف".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي