Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسلسل هوليوود على نتفليكس مال وفير وشح في الأفكار

في سلسلته الأخيرة، يصب ريان ميرفي انتباهه على "العصر الذهبي" الذي عاشته هوليوود في فترة ما بعد الحرب، حيث كانت العنصرية والتمييز الجنسي ورهاب المثلية الجنسية تتوارى خلف واجهة براقة

يصور المسلسل "العصر الذهبي" في فترة ما بعد الحرب التي عاشتها هوليوود، المعروفة أيضاً باسم تينسلتاون (نتفليكس)

هناك نوع من المسلسلات المتوافرة على خدمات البث التدفقي وتحظى برواج متزايد: إنها أعمال الفوضى البراقة الضخمة. تأتي هذه المسلسلات في هيئات مختلفة، لكنها تتميز بمظهر لامع خداع، وبأن لديها طموحات كبيرة، وعادة ما ينضب السيناريو من الأفكار بعد مرور الساعة الأولى. إنها أشبه بسيارة فيراري تتعطل بمجرد مغادرة محطة الوقود.

من دون أن أتخذ موقفاً شخصياً من آليات العمل داخل نتفليكس وأمازون وغيرهما، أود القول إن هذه الأعمال هي من ذلك النوع من البرامج التي ستبدأ بإنتاجها بشكل طبيعي إذا كنت تمتلك مالاً أكثر من الوقت. إذا كان العالم بحاجة إلى وجود محتوى، فلتقم بضخه! تتضمن قائمة تلك المسلسلات، على سبيل المثال لا الحصر: "لوك أند كي" – (عائلة قفل ومنزل المفاتيح lock and Keys، "هانترز" - (قناصو النازيين) Hunters، "ذا پوليتيشان" – (السياسي) The Politician و"آلترد كاربون" - (الكربون المعدَّل)Altered Carbon. لم يكن أي منها عملاً غير واعد، لكنها جميعاً لم تف بوعودها.

يمكننا الآن أن نضيف إلى القائمة مسلسل "هوليوود"، أحدث إنجاز للمنتج التلفزيوني المتفوق ريان ميرفي، الكاتب المأجور الذي تحول إلى قطب بارز في عالم الدارما، والذي كان وراء إنتاج أعمال مثل "السياسي"، إلى جانب السلسلة الغنائية "غْلي"Glee، "فيود" – (عداء)Feud، "پوز" – (هيئة) Pose، "أميركان هورر ستوري" – (قصة رعب أميركية)American Horror Story و"نيپ/تاك" Nip/Tuck من بين مسلسلات أخرى. وكان النمط المفضل لديه، على الأقل في الآونة الأخيرة، هو استكشاف الطريقة التي تُعامل بها الأقليات المضطهدة أو المستغلة، ضمن بيئات ضخمة ومشبعة بألوان واضحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في مسلسل "هوليوود"، وجّه انتباهه إلى "العصر الذهبي" في فترة ما بعد الحرب التي عاشتها هوليوود، المعروفة أيضاً باسم تينسلتاون، حيث تركزت السلطة في أيدي عدد قليل من الاستوديوهات، بينما كانت العنصرية والتحيز الجنسي ورهاب المثلية وإساءات متنوعة أخرى لاستخدام السلطة تتوارى خلف واجهة برّاقة. تقوم هذه "السلسلة المتوافرة للمشاهدة لفترة محدودة" والمكونة من سبع حلقات، وهو عدد يبدو كبيراً، باستكشاف واقع بديل تقوم فيه مجموعة من الأقليات الجسورة وبمساعدة قلة من كبار رجال الدولة ذوي النوايا الحسنة، بقلب تلك المنظومة المتشددة رأساً على عقب.

في الحلقة الأولى، نتعرف إلى جاك كاستيلو (قام بدوره ديفيد كورنزويت) الراغب في أن يصبح ممثلاً، ولا بد أنه الرجل الأقرب إلى الكمال كي يدعي أنه قاتل في معركة أنزيو ضد المعسكر الإيطالي في الحرب العالمية الثانية. تُعرض على الرجل وظيفة في محطة خدمة يديرها إيرني (الممثل ديلان ماكديرموت)، شخصية مخنثة متقدمة في السن وتحمل لمسة الكوميدي الأميركي توماس تيري. يقبل جاك الوظيفة كي يساند زوجته الحامل هنريتا (الممثلة مود أپتاو، ابنة المخرج والممثل جاد أپتاو، التي تقول إن لوس أنجليس لا تتمتع بعد بنظام يعتمد على الجدارة بشكل صرف). لكن الأمور معقدة: حيث تقدم محطة الخدمة ما هو أكثر من البنزين وزيوت السيارات. حيث يمكن للزبائن، ومن بينهم بعض الرجال والنساء الأقوى في صناعة السينما، أن يقولوا كلمة "دريم لاند" فقط ليتمكنوا من ممارسة الجنس مع الذكور الوسيمين العاملين في المحطة. ويصبح بطلنا الأنيق الطموح أجيراً لدى النساء.

هذا تطور درامي مضحك، ويبدو للوهلة الأولى أن مسلسل هوليوود قد يقدم أحداثاً مثيرة تخريبية، لكن هذا أفضل ما يصل إليه العمل إذا صرفنا النظر عن التحوّل اللاذع الذي يحدثه الممثل جيم پارسون - بطل المسلسل الكوميدي "ذا بيغ بانغ ثيوري" – (نظرية الانفجار العظيم) The Big Bang Theory- الذي يؤدي شخصية مكتشف النجوم الحقيقية هنري ويلسون.

مع تطور الأحداث في المسلسل، وتقديم نجومه الآخرين، تتكشّف خباياه. يلعب الممثل جيرمي پوپ دور أرشي كولمان، الذي يحلم بأن يصبح أول كاتب سيناريو أسود البشرة. بينما يريد ريموند أينسلي (الممثل دارين كريس)، وهو شاب نصف فيليبيني لكن ملامحه لا تبدو كذلك، أن يكون مخرجاً. أما كاميل (الممثلة لورا هارير)، صديقة ريموند، فهي "ممثلة طموحة" مرتبطة بعقد مع استوديوهات "إيس" ACE، وتتنافس مع "كلير وود" (الممثلة سمارا ويڤينغ - ابنة أخ الممثل الإنكليزي هوغو ويڤينغ).

يمكنكم معرفة توجّه العمل الآن. يمكن للأحلام أن تتحقق، وذلك بفضل بعض الشخصيات الرفيعة المتعاطفة، والتي لا ترتبط جميعها بأبطال مسلسلنا عن طريق محطة البنزين ذات النشاط الباطني. لكن مسلسل "هوليوود" لا يستطيع أن يقرر أبداً ما إذا كان يرغب في أن يكون عملاً خيالياً طموحاً يشكل صحوة بديلة للواقع أو كوميديا ​​سوداء عدمية، في حين لا يوجد تجانس بين النبرات المتضاربة في العمل.

لكننا لم نتعرف بعد إلى آخر أعمال ميرفي، ففي عام 2018 تعاقدت معه نتفليكس لمدة خمس سنوات مقابل 300 مليون دولار. ووفقاً لحساباتي، يجعله هذا يتقاضى أجراً معتبراً يفوق ما يكسبه ليونيل ميسي بمرتين، في حين يبدو ميسي قمة في الترفيه إذا أردنا المقارنة. يبدو ضرباً من السخرية أننا نحتاج إلى عمل درامي عن وسطاء القوة في لوس أنجلوس لدحض القول المأثور القديم (الوقت من ذهب). يبيّن مسلسل "هوليوود" أن الوقت والمال ليسا الشيء نفسه، وفي بعض الأحيان أنت بحاجة إلى كليهما.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة