Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يرفع أسعار البن ويوجه ضربة موجعة إلى المقاهي

ارتفاع أسعار العقود الآجلة للمحصول بنحو 30 في المئة ومستقبل الإمدادات لا يزال غامضاً

كان البن واحداً من السلع القليلة التي أظهرت مناعة ضد تداعيات فيروس كورونا (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار البن الشهر الماضي، بعد أن غذّت الإغلاقات العالمية عمليات الشراء التي سادها الذعر بفعل تضاعف الطلب على حبوب القهوة من قِبل التجّار والوسطاء، لتلبية الملايين من طلبات شراء المستهلكين العالقين في منازلهم بفعل الحجر الصحي الذي فرضه تفشي فيروس كورونا في العالم، بحثاً عن كافيين لتهدئة أعصابهم التي أنهكها الوباء، في وقت لا تزال التوقعات المرتبطة بمستقبل إمدادات حبوب البن غير واضحة في ظل استمرار الأزمة الحاصلة.

اللافت، أنّ الطلب على حبوب القهوة الاعتيادية المتداولة في المنازل لا يزال في ارتفاع، لكن الضربة الموجعة التي وجهها فيروس كورونا كانت من نصيب الكافيهات والمطاعم التي كانت تقدّم لمرتاديها القهوة "الفاخرة" بنكهات لا حصر لها، إذ أُجبرت تلك على إغلاق أبوابها. ما حصل هو تحوّل من نمط استهلاكي إلى آخر، أي من الاستهلاك خارج المنزل إلى داخله.

ووفقاً لشركة (كوبستيك)، فإنّ ماكينات تحميص القهوة التي تُباع في الغالب للاستهلاك خارج المنزل، التي تستخدمها المقاهي والمطاعم، تشهد اليوم إقبالاً من الأفراد على شرائها.

جزيرة استقرار في مياه السوق الوعرة
البن كان واحداً من السلع القليلة التي أظهرت مناعة ضد تداعيات فيروس كورونا، وهي على حد تعبير أحد المحللين، "جزيرة استقرار" في مياه السوق الوعرة، ويواجه البن اليوم بسبب تداعيات فيروس كورونا تناقصاً في الإمدادات، وانتكاسات ترتبط بالنقل والطلب غير المحقق.

ارتفاع أسعار البن أعقبه موجة تقلب في الأسعار وصلت إلى أدنى مستوى لها في عام 2020 بنحو 97 سنتاً للرطل في 5 فبراير (شباط) حسب "سي أن بي سي"، إذ عكست أسواق الأسهم المتقلبة حالة من الذعر على نطاق واسع بسبب تفشي فيروس كورونا.

لكن، الأسعار ارتدت منذ ذلك الحين، وفي 25 مارس (آذار) الماضي، بلغت العقود الآجلة للبن 1.29 دولار، مرتفعة 30 في المئة من أدنى مستوى في فبراير.

ماكسيميليان كوبستيك وستيف بولارد من ماركس سبيكترون للوساطة صرحا إلى شبكة "سي أن بي سي"، بأن طلب المستهلكين على القهوة "لم يتدهور"، على الرغم من وباء كورونا الذي ساعد على رفع سعر السلعة.

صناعة البن العالمية
النموذج السائد في صناعة البن العالمية هو أن الإمدادات لا تزال محدودة، لا سيما في أميركا الوسطى، في حين أنّ الوسطاء وتجّار الجملة يفتقرون حالياً إلى الحبوب، ويواجهون صعوبات في تأمين الإمدادات الجديدة. ويُحصَد المنتج الأول بكولومبيا في منتصف موسم النمو، بينما في البرازيل لم يُحصد أحدث محصول حتى الآن. بالتالي، لم يُلبَ الطلب المرتفع على حبوب القهوة بالكامل من هاتين الدولتين المنتجتين الرئيستين.

ويتساءل العديد من التجار، لماذا أظهرت أسعار العقود الآجلة للقهوة كثيراً من الاستقرار على الرغم من القوة الأخيرة في الدولار الأميركي والضعف غير المعتاد في العملة البرازيلية الحقيقية؟ إذ يعتبر الريال البرازيلي مقابل الدولار الأميركي عملة رئيسة لسوق القهوة الآجلة.

وحسب "سيكينغ ألفا"، عادة ما يؤدي الضعف في الريال البرازيلي إلى خفض تكلفة إنتاج مزارعي البن البرازيليين بالعملة المحلية، ويشجّع على زيادة الإمدادات، بالتالي يكون له تأثير محبط في الأسعار بكثير من الأحيان. لكن هذه الديناميكية أُبطلت بسبب قلة الإمدادات على مستوى العالم. علاوة على ذلك، وفقاً لتقرير سوق القهوة والشاي، فإنّ المزارعين البرازيليين برسملة جيدة، وعلى الرغم من قيمة الريال البرازيلي (5 ريالات برازيلية تعادل دولاراً أميركياً واحداً)، فقد ظل منضبطاً للغاية، بالتالي لا يحتاج المزارعون إلى بيع المزيد، وهم على استعداد لركوب الاضطراب بأسعار أعلى محتملة.

لقد عانى المزارعون في أجزاء كثيرة من البرازيل خلال الربع الأول من العام، حدّة الأمطار الموسمية منذ نحو قرن، مما يؤثر سلباً في نباتات القهوة، التي عانت آفات كثيرة.

انخفاض صادرات البن البرازيلي
وفي الوقت نفسه، اعترفت (سي كافي)، التي تمثل قطاع تصدير البن في البرازيل، بأن صادرات البلاد من البن الأخضر لشهر فبراير انخفضت 26 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بسبب نقص الإمدادات. كما انخفضت شحنات قهوة أرابيكا من البرازيل على نطاق واسع 28 في المئة. وكانت صادرات (روبوستا) الأقل استخداماً أعلى بقليل عند 3 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتبر النقل أيضاً عاملاً يحافظ على ارتفاع أسعار البن في جميع أنحاء العالم، وأدّى وباء فيروس كورونا إلى صداع في إمدادات التسليم وقيود في الشحن، ما وضع ضغطاً إضافياً على سوق ضيقة بالفعل. ومن المحتمل أن تؤدي اضطرابات سلسلة التوريد وعمليات الإغلاق على الصعيد الوطني والنكسات الأخرى المتعلقة بالفيروس إلى إبقاء أسعار العقود الآجلة للقهوة أعلى من أدنى مستويات أكتوبر (تشرين الأول) 2019 حتى مع استمرار ضعف سوق السلع الأساسية. ومع ذلك، قد يضطر ارتفاع أسعار البن إلى الانتظار حتى تميل كفة القوة لصالح الريال البرازيلي مقابل الدولار الأميركي.

خوسيه ماركوس ماجالهايس، رئيس ثاني أكبر شركة تعاونية للبن في البرازيل، "ميناسول" قال لصحيفة "آيرش تايمز"، إن شحنات البن إلى أوروبا وأميركا الشمالية "تتصاعد". وميناسول توقعت شحن 400 ألف كيس (يحتوي كل منها على 60 كجم من حبوب القهوة) على امتداد عام 2020، لكن طلبياتها ارتفعت بعد ذلك المستوى في مارس (آذار).

ويتوقع ماجالهايس، أن تصل المبيعات الدولية للسنة إلى 800 ألف كيس من حبوب القهوة، أي أكثر من ضعف العام الماضي الذي بلغ 360 ألف كيس. وتحدّث عن تنامي الطلب المقبل من الولايات المتحدة، حيث تسعى المتاجر لرفع مخزوناتها من حبوب القهوة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات