قد يُعتمد على كلاب بوليسيّة مدرّبة في تشخيص فيروس كورونا لدى الركّاب الوافدين إلى مطارات المملكة المتحدة، عندما تُخفّف قيود الإقفال التام شيئاً فشيئاً.
ويبحث مشروع تدريبي في كيفية استخدام الكلاب البوليسية في تعزيز استجابة بريطانيا لفيروس كورونا. ويجري المشروع بالتنسيق بين "جمعية الكلاب الطبيّة الكشفية"، و"مدرسة لندن للصحة والطب الإستوائي"، و"جامعة دورهام" البريطانية.
ويمكن للكلاب تفحّص 750 شخصاً في الساعة، ولكن الاختبارات ستستغرق بضعة أسابيع قبل معرفة مدى قدرة تلك الحيوانات في تشخيص "كوفيد 19" لدى البشر.
وسبق أن استُخدمت الكلاب من قِبَل "جمعية الكلاب الطبية الكشفية" للمساعدة في رصد سلسلة واسعة من الحالات المرضية تشمل السرطان والملاريا.
وفي هذا السياق، تعتبر الطبيبة المؤسِّسَة لتلك الجمعية أنّه بوسع الحيوانات تشخيص الإصابة "كوفيد 19" في ركاب مُصابين ولا تظهر عليهم أعراض مرضية، عندما يصلون إلى البلاد حينما تُخفّف إجراءات الإقفال التام وتستعيد الرحلات الدوليّة نشاطها مجدداً.
وقد تحدّثت الدكتورة كلير غيست التي منحت درجة الدكتوراه الفخرية عام 2011، إلى برنامج "توداي" الذي تبثه "هيئة الإذاعة البريطانية" ("بي بي سي") مشيرة إلى أنّه "ثمة أشخاص قد يصلون إلى البلاد ولا تكون لديهم أعراض الإصابة باللفيروس أو إنها تكون شبه معدومة. إذ يحدث ذلك خلال الأيام القليلة التي تلي الإصابة بالفيروس ولا تحدث أعراض فيها. ولهذا يقوم الكلب بتشمم كلّ شخصٍ على حدة، ويستغرق الأمر نصف ثانية كي يحدّد الذين يحتاجون إلى إجراء الفحص والذهاب مباشرةً إلى العزل الذاتي لتجنّب مزيد من انتشار الفيروس في أنحاء المملكة المتحدة."
وكتبت الدكتورة غيست على موقع الجمعية على الانترنت أنّه "من شأن ذلك أن يكون سريعاً وفاعلاً ولا يتضمن تلامساً مع اخرين. وكذلك يساعد الأمر نفسه في تركيز استخدام موارد الفحص المحدودة لدى هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" على أشياء تبرز حاجة ملحّة لها. في المبدأ، بتنا متأكدين من أنّ الكلاب قادرة على تشخيص "كوفيد 19". ونبحث الآن في كيفية التقاط رائحة الفيروس من المرضى بشكلٍ آمن وتقديمها إلى الكلاب."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك تجدر الإشارة إلى أنّ العمل جارٍ حاضراً على تدريب ستّة كلابٍ على رصد "كوفيد 19" في البشر. ويمكن تدريب المجموعة المؤلفة من ثلاثة كلاب "كوكر سبانيول"، و"لابرادور" و"لابرادودل وغولدن ريتريفر"، في غضون ستّة إلى ثمانية أسابيع.
وفي جزءٍ من التدريب الذي يتطلّب تمويلاً بقيمة 500 ألف جنيه استرليني (616 ألف دولار)، ستُزوّد الكلاب بكماماتٍ وأقمشة أخرى يرتديها مرضى كورونا بهدف معرفة إمكانية أن تكون لـ"كوفيد 19" رائحة يسهل تحديدها بسرعة.
وفي هذا السياق، ترى الدكتورة غيست أن "الأمراض وفق ما نعرف، تصدر روائح فريدة، ونعلم أيضاً مدى سرعة الكلاب في تحديدها، ولهذا السبب يُستعان بها لرصد المخدرات والمتفجرات. ويتساوى ذلك الأمر مع المرض."
وأضافت الدكتورة غيست في سياق حديثها مع قناة "بي بي سي" أنّ الجمعية دخلت في محادثاتٍ مع الحكومة، و"تأمل خيراً" بشأن المشروع الذي يُعتبر رائداً وفريداً من نوعه في العالم.
وفي سياق متصل، أفاد البروفيسور جيمس لوغان، رئيس قسم السيطرة على الأمراض في "مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي" بأن "عملنا السابق أثبت أنّه بوسع الكلاب رصد الروائح لدى المُصابين بالملاريا بدقّةٍ عالية، بل إنها تتخطّى المعايير المعتمدة من "منظمة الصحة العالمية" في تشخيص الملاريا. نحن نعلم أن أمراض الجهاز التنفسي الأخرى المُشابهة لـ"كوفيد 19" تُغيّر رائحة الجسم، لذا ثمة احتمال كبير بأن تتمكن الكلاب من رصده. بوسع هذه الوسيلة الجديدة في التشخيص أن تشكّل ثورة في استجابتنا لفيروس "كورونا المستجدّ" على المدى القريب، خصوصاً خلال الأشهر المقبلة، ويمكنها أن تترك أثراً عميقاً للغاية في ذلك الإطار."