Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

على شواطئ العالم غاب الناس فحضرت السلاحف

يقول ناشطون بيئيون عام 2020 سيكون "عاماً جيداً بالفعل" لسلاحف البحر

جائحة كورونا فتحت الباب أمام عودة الحياة البرية إلى طبيعتها في الغابات وعلى الشواطئ وحتى في شوارع المدن الخاوية بسبب الإغلاق (رويترز )

فيما تخلو الشواطئ حول العالم من روادها ومن نفاياتهم، يبدو أن مخلوقاً بحرياً معرضاً للانقراض، ووُجد قبل ملايين السنين من البشر، أخذ يعود للظهور من جديد.

فخلال الأسابيع القليلة الماضية، رُصدت سلاحف بحرٍ نادرة تبني أعشاشها بأعداد كبيرة لم يسبق أن شوهدت على مدى عقود على شواطئ فلوريدا وتايلاند.

وفي هذا السياق، اعتبر الخبراء أن عودة هذه السلاحف البحرية المعرضة للخطر للظهور مجدداً مرتبط بشكلٍ وثيق بخلو الشواطئ من روادها حول العالم جراء انتشار فيروس كورونا المستجد.

ففي شاطئ جونو في فلوريدا، اكتشف فريق من مركز "لوغيرهيد مارين لايف" 76 عشاً للسلاحف امتدت على طول 10 أميالٍ من الرمال خلال أول أسبوعين من الموسم، وذلك في زيادةٍ "ملحوظة" مقارنةً مع العام الماضي.

أما في تايلند، فرُصد أكبر عدد من أعشاش سلاحف البحر خلال عقدين من الزمن على الشواطئ الخالية من السياح، وفق ما ذكر أنصار البيئة.

وقال كونكيات كيتيواتاناونغ، وهو مدير "المركز البيولوجي البحري في فوكيت"، إنهم وجدوا 11 عشاً تعتبر "مؤشراً جيداً جداً بالنسبة لنا، لأن البشر دمروا العديد من المواقع التي تبيض فيها هذه المخلوقات".

يُذكر أنه لم تُرصد أي مساكن مماثلة هناك خلال الأعوام الخمسة الماضية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف كيتيواتاناونغ "إذا قارنا ذلك مع العام الماضي، فإننا لم نرَ حينها هذا العدد من البيوض والأعشاش لأن السلاحف كانت عرضة للقتل بواسطة أدوات الصيد وعلى أيدي رواد الشواطئ المزعجين".

وفي سياقٍ متصل، اعتبر طاقم العمل في مركز لوغيرهيد في شاطئ جونو بأن أعداد السلاحف البحرية "تعود بقوة هذا العام". وقالت سارة هيرش مديرة الأبحاث في المركز لقناة "وبيت بالم بيتش نيوز"، إنه "سيكون عاماً جيداً بالفعل للسلاحف البحرية".

معروف أن جائحة فيروس كورونا فتحت الباب أمام عودة الحياة البرية إلى الشوارع المقفرة في الكثير من المدن حول العالم، فمن الخنازير البرية التي تتجول بحرية في مدينة حيفا إلى الغزال الذي يتبختر في ضواحي لندن.

وفي تايلند، حيث أسفرت الجائحة عن إصابة 2765 شخصاً بالفيروس ووفاة 47 آخرين، فإن القيود المفروضة على السفر والتي تتراوح بين حظر الرحلات الجوية الدولية وبين مناشدة المواطنين ملازمة منازلهم، أدت إلى تراجعٍ ملموس في عدد السياح، لكنها في الوقت نفسه حررت الشواطئ ومكنت الحياة البرية من الانطلاق مجدداً.

تجدر الإشارة إلى أن سلاحف المحيط الجلدية الظهر التي تُعرف بإسم leatherback، هي أكبر سلاحف بحرية في العالم. وتُعتبر هذه السلاحف في تايلند معرضة للانقراض، وهي مدرجة على لائحة الأصناف المهددة في العالم الصادرة عن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.

وتضع هذه السلاحف بيضها عادة في مواقع مظلمة وهادئة  لا تلبث أن تصبح نادرة الوجود مع اجتياح أعداد كبيرة من السياح لتلك الشواطئ، فضلاً عن أن البعض يحفرون للوصول إلى أعشاش السلاحف بغرض سرقة بيضها.

في غضون ذلك، أفاد طاقم المنتزه الوطني في مقاطعة فانغا نغا المتاخمة لبحر أندمان في جنوب تايلاند، بأنهم وجدوا 84 سلحفاة صغيرة بعد مراقبة البيض على مدى شهرين.

( ساهمت وكالة "رويترز" في إعداد هذا التقرير) 

© The Independent

المزيد من بيئة