Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتفاق أوبك يمنح الأسواق فرصة لاجتياز التحديات خلال الشهور المقبلة

توقعات بصعود سعر "برنت" نحو 30 دولارا في الربع الثالث مع مزيد من خفض الإنتاج

من المنتظر أن يقدم الاتفاق بعض الدعم لأسعار الخام هذا الأسبوع (رويترز)

رحبت الأسواق العالمية بالاتفاق التاريخي الذي تم أمس بين كبار المنتجين في "أوبك بلس"، والدول في قمة العشرين، ومن المنتظر أن يقدم الاتفاق على تخفيضات قياسية لإنتاج النفط بعض الدعم هذا الأسبوع لأسعار الخام الذي فقد نصف قيمته خلال العام الحالي مع تضرر الطلب جراء وباء فيروس كورونا.

وكان وزير النفط الكويتي، خالد الفاضل، صرّح أن إجمالي تخفيضات الإمدادات العالمية من النفط قد تصل إلى 20 مليون برميل يومياً، أي نحو 20 في المئة من الإمدادات.

وبعد جدل استمر أربعة أيام، قالت مصادر إن "أوبك" وروسيا ودولاً أخرى منتجة للنفط، في إطار ما يعرف بـ"أوبك+"، اتفقت أمس الأحد، على تقليص إنتاج النفط بكمية قياسية تبلغ 9.7 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 10 في المئة من المعروض العالمي، لدعم أسعار الخام في خضم جائحة كورونا.

استقرار السوق رغم المخزون

وقالت ريستاد إنرجي، "إذا أضافت مجموعة العشرين عشرة ملايين برميل يومياً أخرى، فإن العالم سيتصدى بذلك كلياً للخلل في الموازين اعتباراً من مايو (أيار)، ومع ذلك ستمتلئ طاقة التخزين بالكامل تقريباً في أبريل (نيسان)، لكن سيتحقق الاستقرار في السوق".

وقال الكرملين، أمس، إن زعماء أكبر ثلاث دول منتجة للنفط، وهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أيدوا جميعا اتفاق "أوبك+" لخفض إنتاج الخام العالمي. ورحب الرئيس الأميركي بالاتفاق، قائلاً إنه سينقذ وظائف في قطاع الطاقة بالولايات المتحدة.

السعودية والكويت نحو تخفيضات أكبر

من جانبه، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن بلاده والكويت والإمارات تطوعت بتطبيق تخفيضات أكبر من تلك المتفق عليها، مما سيقلص معروض النفط من "أوبك+" فعلياً بمقدار 12.5 مليون برميل يومياً عن مستويات الإمداد الحالية. وأضاف مخاطباً "رويترز"، "يشرفني أن أشارك في هذه اللحظة التاريخية وهذا الاتفاق التاريخي".

وتراجع استهلاك النفط في العالم بنحو 30 في المئة نتيجة لانتشار مرض "كوفيد-19" الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص على مستوى العالم وأدى إلى إغلاق للشركات والحكومات. وقد يعزز الاتفاق الأسعار التي تراجعت بأكثر من النصف منذ بداية العام الحالي حتى قبل أن يبدأ ظهور التداعيات الجسيمة للوباء.

وكانت "أوبك+" أعلنت يوم الخميس الخطوط العريضة لخطط ترمي إلى تقليص الإنتاج بأكثر من الخُمس، أي بعشرة ملايين برميل يومياً، لكن المكسيك عارضت التخفيضات التي طُلبت منها، مما أخّر توقيع اتفاق نهائي. وعقدت المجموعة اجتماعاً أمس الأحد لإبرام الاتفاق. وقالت "أوبك+" أيضا إنها تريد من منتجين من خارج المجموعة، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج، خفضاً إضافياً بنسبة 5 في المئة أو خمسة ملايين برميل يومياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأبدت كندا والنرويج استعداداً للخفض، أما الولايات المتحدة، حيث يصعّب قانون مكافحة الاحتكار لديها التنسيق مع اتحاد منتجين مثل "أوبك"، فقالت إن إنتاجها سينخفض تلقائياً بما يصل إلى مليوني برميل يومياً هذا العام بسبب انخفاض الأسعار.

وقال فيل فلين، المحلل لدى مجموعة برايس فيوتشرز، "سنشهد تراجعاً كبيراً في الإنتاج على أي حال من منتجين لا يمكنهم تحقيق عائدات مالية". وأضاف "من شأن الاتفاق أن يمنحنا وقاية كافية لاجتياز الأشهر القليلة المقبلة".

ووفقاً لإحصاء "رويترز"، أصاب فيروس كورونا أكثر من 1.7 مليون شخص في أنحاء العالم، وأودى بحياة 109 آلاف و519 شخصاً. وأمرت حكومات مواطنيها بالمكوث في منازلهم، ما أدى لاضطراب في الأسواق وعطّل مسار الحياة اليومية.

توقعات بتراجع الأسعار

من جانبه، ذكر بنك "غولدمان ساكس" أن أسعار النفط ستواصل الهبوط في الأسابيع المقبلة، موضحاً أن الاتفاق "التاريخي لكن غير الكافي" بين كبار المنتجين على خفض الإنتاج من المستبعد أن يعوض تهاوي الطلب بسبب فيروس كورونا.

ويتوقع البنك مخاطر على الجانب النزولي لتوقعاته قصيرة المدى لسعر النفط عند 20 دولاراً للبرميل لبرنت، ولكنه رجح أن يتفوق خام القياس العالمي على الخام الأميركي، لأن صادرات المنتجين في "أوبك+" ستنخفض على الأرجح مما يحرِّر مساحة تخزين عائمة.

وذكر أنه حتى في حالة التزام الأعضاء الرئيسين في "أوبك" بالتخفيضات بالكامل، مع نسبة التزام 50 في المئة من جميع الدول الأخرى التي اتفقت على تخفيضات إنتاج في مايو، فإن التخفيضات الطوعية ستترجم إلى خفض بمقدار 4.3 مليون برميل يومياً فقط عن مستويات الربع الأول. وتابع "إن خفضاً أكبر للإنتاج من دول مجموعة العشرين لن يساعد كثيراً".

تراجع المخزون في النصف الثاني

وقال "في نهاية المطاف، هذا يعكس ببساطة أن أي تخفيضات طوعية ليست بالحجم الكافي لتعويض خسارة طلب بمقدار 19 مليون برميل يومياً في المتوسط في الفترة من أبريل إلى مايو بسبب كورونا". ورفع بنك آخر في وول ستريت هو "مورغان ستانلي" توقعاته لأسعار النفط، قائلاً إن اتفاق "أوبك+" لن يمنع بناء مخزونات ضخمة في الشهور المقبلة، ولكنه سيقود لخفض المخزونات بداية من النصف الثاني من العام الحالي.

ورفع البنك توقعاته لسعر برنت في الربع الثالث إلى 30 دولاراً من 25 دولاراً للبرميل وللخام الأميركي إلى 27.50 دولار من 22.50 دولار، كما رفع التوقعات للربع الأخير بواقع خمسة دولارات أيضاً للخامين، ليصل "برنت" إلى 35 دولاراً وخام "غرب تكساس الوسيط" إلى 32.50 دولار. وتوقع أن ينخفض الطلب في الربع الثاني بنحو 14 مليون برميل يومياً مقارنة به قبل عام.

ارتفاع في آسيا

على صعيد متصل، ارتفعت أسعار النفط في الأسواق الآسيوية عقب اتفاق "أوبك" وشركائها على خفض تاريخي للإنتاج، وسط أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد. وصباحاً ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.03 في المئة إلى 24.36 دولار، وبرنت بحر الشمال بنسبة 4.6 في المئة.

وحافظت الأسعار على ارتفاعها بعد الظهر في الأسواق الآسيوية، حيث بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 23.94 دولار، أي بارتفاع 5 في المئة، أما سعر خام برنت فواصل ارتفاعه بنسبة 4.2 في المئة في تعاملات بعد الظهر، بانخفاضٍ طفيف عن التعاملات الصباحية. وبلغ سعر البرميل 32.83 دولار.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد