Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حين تتحول الأصوات البشرية إلى آلات موسيقية... أميمة الخليل وجديدها "صوت"

عملٌ جديد للفنانة أميمة الخليل، يتضمن 11 أغنية من قصائد مختارة، تلحين مارسيل خليفة، وتوزيع إدوار طوريكيان

الفنانة أميمة الخليل (صورة من الفيسبوك)

هي أميمة الهاربة من زمن الفن الجميل، تلك المرهفة التي أبت أن تلحق بالركب وتنزلق إلى زواريب الفن التجاري، صاحبة صوت نقي يتسلّل إلى تلافيف الروح من دون استئذان. لا يحتاج صوت أميمة إلى موسيقى ليعلن عن ذاته، هو آلةٌ موسيقيةٌ قائمة بذاتها لما فيه من صفاءٍ ونغمٍ وشجن. وهذا ما حاولت ابنة البقاع إظهاره في عملها الجديد "صوت"، الذي تعاونت فيه مع الفنان مارسيل خليفة و"كورال الفيحاء" (جوقة) على طريقة الـ "أكابيلا"، حيث غدت أصوات الفرقة هي الموسيقى المرافقة لها. استغرق العمل سنتين من التحضير، وتألف من 11 قصيدة من دواوين شعراء معروفين أمثال نزار قباني ومحمود درويش ومنصور الرحباني، وطلال حيدر، ليندرج في المدرسة الغنائية نفسها التي اشتهر بها الثنائي أميمة ومارسيل.

لتسليط الضوء أكثر على العمل الجديد "صوت"، التقت "اندبندنت عربية" الفنانة أميمة الخليل وكان لنا معها هذا الحوار.

*"صوت" هو العمل الأول الذي تتعاونين فيه أنت ومارسيل خليفة مع فرقة الفيحاء المتميزة بأدائها الفوكاليزي: كيف بدأت هذه الفكرة؟ هل هي فكرة مارسيل أم فكرتك؟

- المقصود كان أن نسمعكم عملاً كاملاً بصوتي من دون آلاتٍ موسيقية. توافقنا مارسيل وأنا بعد طروحاتٍ وأفكار عدة، أن يكون الكورال بأصوات شاباته وشبانه بمثابة آلات موسيقية لـ "صوت".

*كيف جرى التعاون بين العناصر الثلاثة: أميمة المغنية، مارسيل الملحن وفرقة الفيحاء، التي لم تكن فقط مجرد خلفية للعمل، بل شكلت جزءاً أساسياً منه؟

- مارسيل انتقى القصائد ووضع موسيقاه عليها لأغنّيها. وكنت أفتقد دوماً خلال سنوات تحضيري للعمل، إلى صوتٍ يصاحب صوتي، إلى حين أتت فكرة الكورال. وقصدنا إدوار طوريكيان لتوزيع العمل كاملاً للأصوات المتداخلة، وبدأنا تمارين شبه يومية لإنجاز "صوت". مارسيل كان مراقباً لطيفاً ومعجباً وفخوراً، وتُحسب له ثقته بالمايسترو "باركيف" وبي حين قال لنا "ستنجزونه من دون تدخل مني" فكان.

*يبدو واضحاً أن عمل مارسيل يميل إلى أن يكون هارمونياً أكثر مما هو ميلودي، فمعظم الألحان تذكّر بألحانٍ سابقة أو بمدرسة مارسيل: كيف تنظرين إلى هذه القضية؟

- موسيقى "صوت" برأيي من أجمل ما كتب مارسيل خليفة... أنا معجبةٌ بمؤلفاته الموضّحة للقصيدة، وكأنه كاتبها وواضع موسيقاها في آن. إنها قيمة في تجربته الغنيّة. قدرته على تبسيط الكلمة عبر الموسيقى حتى تطويعها جعلته أنجح مَن استطاع إيصال الفصحى في الأغنية إلى شرائح مجتمعنا العربي على تنوعه واختلاف طبقاته، وهنا لا يهمني كثيراً تشابه جمل موسيقاه.

*هل شعرت أنت كمطربة أنك تمكنت من بثّ حركة جديدة في هذا العمل؟ ما الذي يميّزه برأيك؟

- شكْل العمل ومحتواه الفني جديدان. مألوف لدى مَن تابع مسيرتي غنائي من دون آلةٍ موسيقيةٍ مصاحِبة.  ولكن من غير المألوف أن تلعب الأصوات البشرية دور الآلات الموسيقية كما في "صوت". ميزته في التوزيع البوليفوني لأصواتٍ عربية تغني الحرف العربي والألحان الشرقية بتنوع مقاماتها.

*لو فكر مارسيل في إعادة توزيع هذه الأغنيات بينه وبينك من دون كورال الفيحاء، هل توافقين؟

-  لمَ لا؟ أفكار مارسيل رائدة ولا بد أنها ستُغني المشهد الغنائي العربي.

*هل يعود اختيار قصائد مشهورة في العمل إلى ضمان نجاحه أم هو الحاجة إلى مستوى راقٍ من الكلمات؟

-  للأمانة اختيار النصوص كان لمارسيل، أنا اخترت نصاً واحداً فقط هو "أن تحب". ولكن برأيي، نختار عادةً نصاً فيه فلسفة ما، جمالية ما، وتعبير مبسط لهذين العنصرين كي يصل إلى الجميع. قد تكون قصائد معروفة لمَن يقرأ الشعر، أما الأغنية فهي تنشر هذه القصيدة الجميلة للأكثرية التي لا تقرأ دواوين شعرية. هنا دعينا نقول إن الأمر معكوس، اللحن والغناء يضمنان نجاح الشعر أو القصيدة، اللهم أن يكون الموسيقي على قدرٍ من الموهبة والعلم بما يضمن تحقيق هذا النجاح.

*بعد "صوت"، ما هي مشاريعك المقبلة؟

- أعمل على إنجاز مقطوعاتٍ موسيقية عدّة مع هاني سبليني وباسل رجوب، إضافةً إلى مقطوعتين مع صديقٍ موسيقي ومغنّ ستتعرفون عليه قريباً، اسمه أحمد الخير فانتظروني.

 

 

 

المزيد من ثقافة