Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استعدادات السودان تطرح أسئلة حول تمكنه من مجابهة خطر كورونا

مكتب منظمة الصحة العالمية في الخرطوم يتابع التدابير التي تتخذها السلطات في العاصمة والأقاليم

ممرضة سودانية تجري فحص الحرارة (حسن حامد)

في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعاني منها السودان والتي اندلعت بسببها ثورة شعبية في ديسمبر (كانون الأول) 2018 أطاحت نظام الرئيس السابق عمر البشير في أبريل (نيسان) الماضي، يتساءل كثيرون مع ظهور وباء كورونا نهاية العام الماضي وتفشيه بشكل مخيف في معظم دول العالم، عن مدى إمكانية السودان مجابهة خطر هذا الوباء في حال انتقاله إلى البلاد بالنظر إلى ضعف الإمكانيات وتدهور البنية الصحية.

لكن مسؤولين في وزارة الصحة السودانية أكدوا لـ "اندبندنت عربية" أنه على الرغم من شح الإمكانات، إلا أن ما اتُخذ من إجراءات وتجهيزات سواء في ما يختص بتوفير مراكز العزل ونقاط الفحص في المطارات والموانئ، فضلاً عن الأجهزة والمعدات والكادر الطبي المؤهل والكافي، إلى جانب برامج التوعية والوقاية المطلوبة، للحيلولة دون دخول هذا الفيروس للسودان يُعتبر مناسباً وعملاً كبيراً في غاية من الدقة والتقدم، وهو ما وصفته منظمة الصحة العالمية التي تتابع عن كثب التدابير المتخذة من قبل السلطات السودانية في هذا الشأن، بأنه يطابق المعايير والبرتوكولات المتبعة في التعامل مع الوبائيات المعدية والخطرة.


مراكز العزل


وللتعرف على وضع المحاجر الصحية التي أُعدت لمواجهة أي إصابات محتملة بفيروس كورونا، خصصت وزارة الصحة السودانية مراكز عدة للعزل والحجر الصحي داخل العاصمة الخرطوم وأقاليم السودان المختلفة لاستقبال الإصابات المتوقعة من هذا الفيروس، مجهزة بأحدث المعدات والأجهزة الطبية، حيث اتُخذت كل التدابير والإجراءات لحماية المواطنين وتقديم الرعاية والخدمات الصحية لأي حالات طارئة. وبحسب مدير قسم الاستجابة في الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة في وزارة الصحة السودانية الدكتور محمد الأمين، فإن هذه المراكز زوِّدت بكامل الاحتياجات الصحية المطلوبة من معدات وأدوية وكوادر طبية متخصصة في مجال الفيروسات لاستخدامها عند الحاجة إليها، منوهاً إلى أن "مجمل هذه المراكز مستوفية للشروط والمعايير الصحية المتبعة".


نقاط فحص

وقالت المختصة بقسم الطوارئ في وزارة الصحة السودانية الدكتورة نجاح محمد "استشعرت الوزارة بخطورة هذا الوباء منذ ظهوره في الصين، وشكلت لجنة فنية لمجابهة الأوبئة ظلت في حالة انعقاد يومي بحضور المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لمتابعة الوضع العالمي والمحلي للوباء، فضلاً عن استنفار الوحدات والأقسام المختلفة استعداداً لأي طارئ والعمل للحيلولة دون دخول الفيروس للبلاد وحدوث إصابات به، حيث أعدت الوزارة خطة تضمنت نشر نقاط الفحص الحراري في مطار الخرطوم، وميناء بورتسودان للقادمين من المناطق التي ظهر فيها المرض". وأوضحت أن الوزارة جهزت أيضاً نقاط عزل للحالات المشتبَه فيها، فضلاً عن نشر أرقام هواتف للطوارئ في حالة الاشتباه في حالات محتملة. بالإضافة إلى تكثيف حملات التوعية بخطورة المرض والتبليغ الفوري عن الحالات المشتبه فيها، وتجهيز المعامل ومدها بالاحتياجات اللازمة لتتمكن من أداء دورها المطلوب، إلى جانب تدريب الطواقم والكوادر الطبية في ولايات السودان المختلفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أحدث الأجهزة

من جهة أخرى، أوضح مدير المعمل القومي للصحة العامة في السودان (استاك) البروفسور أبوبكر إبراهيم أن "هذا المعمل هو الوحيد المعتمَد حتى الآن لفحص فيروس كورونا في البلاد"، وأنه "مجهَّز بآلات حديثة ذات جودة عالية لعمل الفحوصات الدقيقة للوبائيات كافة"، لافتاً إلى أن "المعمل على استعداد الآن لفحص 500 ألف حالة اشتباه في هذا الفيروس حال ورودها إلى المعمل، ما يؤكد درجة الاستعداد القصوى من ناحية العدد الكافي من المعدات والأجهزة المطلوبة وتوفر مواد ومعينات فحص الفيروس، والكادر البشري ذي التأهيل العالي والذي تم تدريبه في دول متقدمة عديدة للقيام بهذا العمل بالسرعة والجودة المطلوبتين".

وزاد إبراهيم أن "المعمل يحتوي على 18 قسماً فنياً يختص بإجراء الفحوصات اللازمة عن الوبائيات بعامة سواء كانت بكتيريا أو فيروسات، وذلك تحت إشراف ألماني. كما تلقى المعمل معونات ودعماً من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورجال أعمال في شكل أجهزة ومواد تُستخدم في الفحوصات المخبرية". وأشار إلى أن "جاهزية المعمل تنطلق من رؤيته ورسالته المتمثلة في الوصول إلى مجتمع متعافٍ وقادر على الإنتاج ومتمتع بخدمات رعاية صحية وتشخيصية شاملة مستمرة وملبية حاجاته ومتاحة له بعدالة، فضلاً عن تحقيق أكبر قدر ممكن من الاختبارات التشخيصية وفقاً لمعايير الجودة والسلامة".


خطة مبكرة

في السياق ذاته، ذكرت مديرة وحدة الأمراض المشتركة في الإدارة العامة للطوارئ في وزارة الصحة السودانية الدكتورة هنادي العوض أنه "بمجرد ظهور هذا الفيروس المستجد بدأنا بوضع خطة استعداد مبكر، وبقينا نتابع مجريات الوضع العالمي لهذا الوباء من جوانب عدة تشمل طرق السيطرة والعلاج والوقاية واتساع رقعة انتشاره، ومع حلول الثاني من مارس (آذار) الحالي انتقلنا من مرحلة الاستعداد إلى الاستجابة من خلال محاور الترصد للحالات، ونظام المتابعة، ومعالجة الحالات، والتوعية، ورفع الوعي".

وتابعت العوض "الآن الخطة المتبعة السيطرة على الأعداد التي دخلت إلى البلاد بعدما كانت عالقة في دول مختلفة، هي من خلال عزلهم في المراكز المختصة، ومراقبة الوضع الداخلي بدقة والعمل على زيادة جرعات التوعية ورفع الوعي وسط المجتمع للتقيد بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن جهات الاختصاص والتبليغ عن حالات الاشتباه، والاستعداد لأسوأ الكوارث من حالات إصابة واشتباه في هذا الفيروس، وفي الوقت ذاته رصد المكوّن الوطني ممثلاً بوزارة المالية للتمويل اللازم لمجابهة خطر هذا الوباء، إلى جانب وعود المنظمات العالمية المانحة لتقديم الدعم، وذلك بحسب الأوليات المطلوبة المتمثلة في زيادة مراكز العزل وتجهيز المستشفيات والكادر الطبي والتدريب".


استيفاء الشروط

في موازاة ذلك، ذكر مسؤول في منظمة الصحة العالمية أن "مكتب المنظمة في الخرطوم يتابع التدابير التي تتخذها السلطات السودانية عن قرب سواء داخل العاصمة أو الأقاليم المختلفة بما فيها المعابر البرية والمطارات والموانئ، وعلى ضوء هذه المتابعة نلاحظ أن السودان استوفى كل الشروط اللازمة لرصد الحالات القادمة من الخارج، في وقت كنا نتخوف من صعوبة تعامل السلطات السودانية المختصة مع هذا الفيروس لكن وجدنا استجابتهم مذهلة تتحلى بالمسؤولية بشكل مقدَّر لا يوصَف".

وتابع "قمنا بزيارة مراكز العزل التي جهزتها وزارة الصحة السودانية في مناطق عدة ومن بينها مراكز داخل المستشفيات ووجدناها مستوفية للمعايير ومعزولة عن حركة الموظفين والمرضى، ويمكن الاعتماد عليها لنقل حالات مشتبَهة حال ورودها من المعابر والمطارات والموانئ".


الرصد والتقصي

وحول آخر التطورات والمستجدات بشأن وضع كورونا في السودان، أوضح وزير الصحة السوداني أكرم التوم، أنه لم تتأكد أي حالة إصابة جديدة بوباء كورونا في السودان. وقال في مؤتمر صحافي كان عقده الثلاثاء 17 مارس، إن "ولايات كثيرة اجتهدت وجهزت عنابر للعزل والإيواء، وسنستمر في العمل حثيثاً بدعم جيد من المواطنين في الإبلاغ عن أي حالات اشتباه".

وتعهد وزير الصحة بتحسين الأوضاع ورفع القدرات، في التعامل مع الرصد والتقصي، لافتاً إلى أن "مواطنين كثراً يتصلون ولا يجدون مقدرة على تلقي النصيحة والإرشاد، لكن يتم العمل على توسيع القدرة على الإبلاغ في الخرطوم والولايات".

وبيّن الوزير أن "هناك تزايداً في حالات الفحص"، موضحاً أن "هناك 44 حالة في مبنى الحجر، بمَن فيهم أسرة المتوفي الوحيد جراء كورونا، و 10 حالات في العزل. والعزل فيه الأشخاص المشتبه في إصابتهم بصورة أكبر، من حيث قدومهم من بلدان فيها الوباء، فضلاً عن ظهور أعراض المرض عليهم"، داعياً المواطنين إلى الاستمرار في الإبلاغ عن أي حالات اشتباه، مشدداً على ضرورة وقف التجمعات، من دون أي دواعٍ للهلع.

ووفقاً لتقرير صدر الأربعاء 18 مارس عن وزارة الصحة السودانية، فإنه لم تُسجَل حالات إيجابية جديدة في البلاد، وبلغ عدد القادمين من الدول الموبوءة بالمرض عبر مطار الخرطوم حتى يوم 16 مارس، 10 أفراد تمت متابعة حالاتهم جميعاً بنسبة 100 في المئة، فيما أكمل 243 فرداً من جملة القادمين منذ بدء تسجيل الحالات في الصين فترة 14 يوماً في الحجر الصحي حتى الاثنين الماضي، كما تمّت متابعة 172 منهم بنسبة 70.8 في المئة. وأشار التقرير إلى أن جملة القادمين من هذه الدول عبر مطار الخرطوم منذ 25 يناير (كانون الثاني) وحتى 16 مارس بلغ 961 فرداً تمت متابعة 607 منهم أي بنسبة 63.1 في المئة.

المزيد من صحة