Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" يقتحم القصور الرئاسية... ويصطاد المسؤولين

إيران تسجل أعلى نسبة إصابة بين الموظفين الرسميين... والفيروس يطال وزيرة الصحة البريطانية

التقى الرئيس الأميركي بمجموعة من النواب الذين خالطوا مصابين في مناسبة عامة (أ.ف.ب)

يستمد "كورونا المستجد" خطورته من قدرته السريعة على الانتشار، إذ تتلخص المعركة التي يخوضها العالم اليوم ضد هذا الفيروس في محاولة حصره ومنع انتشاره وزيادة دائرة العدوى، ما دفع كثير من السياسيين على مستوى العالم إلى فرض حجر صحي منزلي على أنفسهم فور مخالطتهم لمصاب آخر، في معركة كسب الوقت إلى حين الوصول للعلاج.

وتعد الحالة الصحية التي تسبق الإصابة، بالإضافة إلى مستوى الرعاية الصحية التي يتلاقها المصاب عاملاً مهماً في مدى قدرة الحالة على النجاة، بحسب أحمد الحقوي، استشاري الأمراض المعدية ومكافحة العدوى، الذي يقول إن "نسبة الوفاة في نموذج كورونا الحالي لا تتجاوز 2.5 في المئة، وبناءً عليه تتفاوت فرصة النجاة وفقاً لمدى قوة الجهاز المناعي، إذ تظهر نسبة الوفيات لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة بشكل أعلى من إجمالي الوفيات"، في حين اقتربت نسبة المصابين الذين تماثلوا للشفاء من 69 في المئة، وفقاً لمركز جامعة جونز هوبكينز، بعد الحصول على الرعاية الصحية السريعة.

لكن وبالرغم من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها كثير من الحكومات، فإنها فشلت في تحصين القصور الرئاسية ومكاتب الوزارات والمجالس البرلمانية، أمام الفيروس الذي أصاب عدداً من المسؤولين، في حين وُضع آخرون تحت الحجر الصحي للاشتباه بإصابتهم بالفيروس المستجد.

كورونا إيران... تصل إلى دائرة خامنئي
لم يكن إعلان صحيفة "سحام نيوز" الإيرانية على تيليغرام، إصابة حسين محمدي، أحد أبرز المسؤولين في مكتب مرشد الجمهورية بفيروس كورونا، هو الخبر الأول من نوعه، إذ شهدت طهران منذ بداية انتشار الفيروس وتفشيه في أرجاء البلاد، سلسلة من الإصابات التي أعلن عنها في صفوف المسؤولين السياسيين، والصحيين، والنواب أيضاً.

وقد أصبح محمد مير محمدي، مستشار المرشد الإيراني وعضو مجلس تشخيص النظام، أول مسؤول إيراني كبير يموت على يدي كورونا، بعد وفاته في أحد المستشفيات، بعد أيام من وفاة والدته لذات السبب.

ولم تسلم دائرة الرئيس الإيراني روحاني من الاستهداف الفيروسي، فقد جرى الإعلان عن إصابة عددٍ من نواب الرئيس ووزرائه، أمثال إسحاق جهانغيري، الذي أُرسل إلى منزله لتلقي العلاج والبقاء في حجرٍ خاص هناك، ومعصومة ابتكار مساعدة الرئيس لشؤون النساء والأسرة.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية إصابة مساعد الوزير ورئيس منظمة إدارة الأزمات، أيرج حريرجي، في الأيام الأولى لانتشار الفيروس.
وفي وقت سابق، أفادت مواقع إيرانية، إصابة وزير الصناعة، رضا رحماني، قبل أن تنفي الوزارة ذلك، مبررةً سبب سعاله في أحد البرامج التلفزيونية، بمشاكل صحية قديمة مرتبطة بمواد كيميائية ولا علاقة لها بالفيروس.

وأصاب كورونا نحو 23 نائباً في البرلمان الحالي، وفقاً لما أعلنه عبد الرضا مصري، نائب رئيس البرلمان الإيراني، في الثالث من مارس (آذار) الحالي، وفي مقدمتهم محمود صادقي، النائب عن مدينة طهران، ومجتبي ذو النوري، النائب عن مدينة قم، فاطمة رهبار التي دخلت في غيبوبة منذ إصابتها.

كما نعت وكالة الأنباء الإيرانية، حسين شيخ الإسلام، الدبلوماسي الإيراني المخضرم، بعد أن هزم أمام كورونا يوم الخميس الماضي. نفس المصير واجه أحمد تويسركاني أحد مستشاري رئيس الهيئة القضائية، وهادي خسروشاهي السفير السابق لدى الفاتيكان، وموسى الشبيري الزنجاني أحد كبار المراجع الدينية.

بريطانيا وفرنسا... أول الوزراء
وأعلنت المملكة المتحدة، أمس الأربعاء، أن وزيرة الدولة للشؤون الصحية، نادين دوريس، دخلت دائرة الفيروس بعد التأكد من إصابتها بكورونا، لتصبح بذلك أول وزيرة في البلاد تدخل قائمة المصابين.

بدورها، أعلنت الوزيرة موقفها من الإصابة، قائلةً "لقد تأكدت من إصابتي، وبمجرد إخباري أخذت جميع الاحتياطات الموصى بها، وعزلت نفسي في المنزل"، وأضافت "الصحة العامة في بريطانيا، بدأت في البحث عن جهات خالطتُها".

يشار إلى أن دوريس شاركت في مناسبةٍ الأسبوع الماضي، بحضور رئيس الوزراء بوريس جونسون، وكانت مسؤولة عن جزء من جهود مكافحة الفيروس في المملكة المتحدة.

وكانت فرنسا هي الآخرى قد أعلنت يوم الإثنين الماضي، أن وزير الثقافة فرانك ريستر أصيب بفيروس كورونا، لكنه في حالة جيدة.

وأوضح بيان صادر عن الوزارة، أنه ثبتت إصابة الوزير بعد أن التقاطه للفيروس أثناء مشاركته في أعمال الجمعية الوطنية، حيث تم تشخيص 5 أشخاص ممن حضروا الاجتماع بنتائج إيجابية.

ترمب يرفض الفحص
وفي الولايات المتحدة، رفض الرئيس دونالد ترمب، مطالبات دعته إلى إجراء الفحص الخاص بكورونا والتزام الحجر المنزلي، وذلك بعد إعلان عدد من أعضاء الكونغرس المقربين منه أنهم خالطوا أناساً تبين لاحقاً أنهم مصابون بالفيروس، وقرروا إخضاع أنفسهم للحجر الصحي الطوعي.

ودافع ترمب عن موقفه قائلاً إنه لا يحمل أياً من أعراض كورونا، ولا يشعر بأي مشاكل صحية، وأنه لا يحتاج إلى الخضوع لفحوصات.

وكان المشرعون الذين قرروا فرض الحجر الصحي على أنفسهم، تعرضوا للفيروس خلال مؤتمر "سيباك" للمحافظين، الذي نُظم بين 26 و29 فبراير (شباط) قُرب واشنطن، وشارك فيه ترمب ونائبه مايك بنس.
وصافح السناتور تيد كروز، والنائب بول غوسار، خلال الملتقى السنوي للمحافظين شخصاً مصاباً بكورونا، وذكرت وسائل إعلام أميركية أن كروز التقى ترمب الخميس، أي بعد مصافحته للمصاب، ليعلن بعد ذلك فرضه حجراً صحياً على نفسه.

وكان الجيش الأميركي صرح في وقت سابق، أن قائد الجيش في أوروبا إلى جانب عدد من الموظفين ربما تعرضوا لفيروس كورونا خلال مؤتمر في ألمانيا شمل قادة للقوات البرية، مضيفاً أنه تم التأكد من إصابة أحد المشاركين.

فيما علَّق الرئيس البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوسا، جدول أعماله الرسمي لمدة أسبوعين لأسباب طبية، كإجراء احترازي اتخذه بعد لقائه مجموعة من الأطفال في القصر الرئاسي، اتضح لاحقاً أن أحدهم قد شُخِص بالفيروس المستجد.

أمر مشابه قام به رئيس البرلمان الأوربي، بعد أن قرر إكمال عمله من منزله لمدة 14 يوماً، كإجراء احترازي، بعد زيارة أجراها إلى إيطاليا تزامنت مع تفشي الفيروس فيها.

المزيد من تقارير