أثارت خطة سياتل بإقامة محجر صحي للمصابين بفيروس كورونا الغضب، في أوساط سكان المنطقة التي يقع فيها المبنى.
فبعض سكان كينت، بواشنطن، وهي ضاحية قريبة من الفندق الذي وقع عليه الاختيار، منزعجون من خطط محتملة وضعتها مقاطعة "كينغ" لشراء فندق "إيكونو لودج" وتجديده قبل تحويله إلى محجر صحي للمصابين بفيروس الكورونا.
يُذكر أن أول إصابة بالفيروس في الولايات المتحدة قد أُعلن عنها في واشنطن التي ما زالت تحظى بحصة الأسد من الإصابات في البلاد.
وأفادت قناة بلومبرغ التلفزيونية، بأن النزل سيستقبل المرضى الذين لا تستوجب حالاتهم وضعهم في مستشفى، لكن من الضروري عزلهم عن السكان الأصحاء. كذلك سيساعد هذه الخيار على إبقاء أسرّة المستشفيات شاغرة لمن يكونوا في وضع صحي خطير يقتضي تلقي العناية الطبية في المستشفى.
وقالت دانا رالف، وهي محافظ كينت، إنها تتفهم الحاجة إلى توفير إقامة لهذا الصنف من المصابين، لكنها منزعجة من أن سكان مدينتها تعرضوا للتجاهل عند التخطيط لاستعمال النزل لهذه الغاية.
وأضافت "نحن من أكبر المدن في الإقليم، ونعرف أن علينا دوراً يجب أن نؤديه لمنع انتشار الفيروس، لكننا لم يشملنا النقاش ولم نشارك في صنع القرار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذه الأثناء، وضع إقليم "كينغ" خططاً لإنفاق مبلغ 4 ملايين دولار لشراء الفندق الصغير و1.5 مليون دولار أخرى للمتطلبات الطارئة اللازمة لتجديده وتشغيل الموظفين الحاليين الذين يبلغ عددهم أحد عشر شخصاً في المرفق الصحي. وقال مسؤولون إن بالإمكان تأهيل المبنى والبدء باستقبال المرضى خلال أسبوعين.
غير أن العاملين في الفندق أعربوا عن استيائهم وحيرتهم، فهم غير متأكدين ما إذا كانوا سيصبحون عاطلين من العمل خلال الاسابيع المقبلة، كما يشعرون بالإحباط لأن عليهم أن يختاروا بين البطالة وبين العمل مع أشخاص مصابين بفيروس الكورونا.
من جانبهم، قال موظفو مقاطعة "كينغ"، إن هذا النزل هو العقار الوحيد المتوافر الذي يلبي المتطلبات الأساسية، بتوافر أنظمة تدفئة وتبريد في كل غرفة، وكون باب كل غرفة فيه ينفتح إلى الخارج بدلاً من الرواق الداخلي.
وجاء في واحدة من أكثر شكاوى معارضي الخطة شيوعاً أن أصحاب القرار لم يكونوا لينظروا على الإطلاق في إقامة المحجر في أي منطقة راقية يقيم فيها أثرياء الإقليم.
وفي هذا الصدد قالت روبالي هاندا، التي تسكن في البلدة إنها متعاطفة مع المصابين لكنها مع ذلك لا تريد أن يكون المحجر الصحي قريباً من بيتها. وأضافت أنها "آسفة للأشخاص الذين يمرون بهذا الظرف"، لكن كان على المسؤولين أن يضعوا المرضى "في مكان آخر".
ولعل معارك من هذا النوع ستصبح أكثر شيوعاً مع بحث المجتمعات المحلية عن طرائق لاحتواء فيروس كورونا. ففي الشهر الماضي، أبعدت سفينة "ويستردام" عن الموانئ في عدد من البلدان الآسيوية خوفاً من أن يكون ركابها مصابين بفيروس الكورونا.
© The Independent