Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتهام "جهات داخلية وخارجية" في محاولة اغتيال حمدوك

مواقف منددة من مختلف القوى والأحزاب وشجب "للحادثة الدخيلة على المجتمع السوداني"

أثارت محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك اليوم الاثنين 9 مارس (آذار)، في العاصمة الخرطوم بواسطة سيارة مفخخة استهدفت موكبه، موجة غضب عارمة وسط الشارع، باعتبارها "حادثة دخيلة على المجتمع"، إذ تُعد الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، بيد أن قوى مناصِرة للحكومة الانتقالية وأخرى معارِضة اتهمت جهات داخلية وخارجية لم تسمها بالوقوف خلف هذه العملية، داعيةً إلى انتظار نتيجة التحقيقات التي بدأتها السلطات الأمنية للوصول إلى مرتكبي هذه الحادثة. لكن أصابع الاتهام التي أطلقها مؤيدو الحكومة الانتقالية تجاه الإسلاميين قوبلت باستنكار من قِبل هؤلاء، إذ سارع رئيس "حزب المؤتمر الوطني" المنحل إبراهيم غندور إلى إدانة وشجب محاولة الاغتيال، مؤكداً أنها "حادثة تتنافى مع قيم المجتمع السوداني المعروف بتسامحه وتماسكه"، ومحملاً الحكومة "مسؤولية بسط الأمن ومنع البلاد من الانحدار إلى الفوضى". كما دعا غندور الجهات المختصة إلى "الإسراع في الكشف عن خيوط هذه المؤامرة التي تريد جر السودان إلى مستنقع الدماء والفتن".


محاولة اغتيال مبارك

في المقابل، اتهم نائب رئيس حركة "الإصلاح الآن" الإسلامية حسن رزق في حديث إلى "اندبندنت عربية"، "أيادي أجنبية خلف هذه الحادثة لأنها لا تشبه السودانيين"، مؤكداً أنه "على الرغم من الخلافات السياسية إلا أن التفجير لم يكن ضمن أدبيات السودانيين"، مشبّهاً الحادثة بمحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في عام 1995. وأشار إلى أن "اغتيال حمدوك لن يغيّر السلطة في ظل إحكام قبضة الجيش السوداني على مفاصل الحكم"، مضيفاً "لا اعتقد أن الدولة العميقة (في إشارة لنظام الرئيس السابق عمر البشير)، لن تستفيد من غياب رئيس الوزراء عن المشهد السياسي، لأن الجو العام ليس في مصلحتها، كما أنها ليس بهذا الغباء وهي التي نفذت انقلاباً محكماً ودقيقاً عام 1989".
ودعا رزق القوى السياسية إلى "التوحد والابتعاد عن توسيع دائرة الخلافات والاتهامات، حتى لا تقع في الفخ، وأن تنتظر نتائج التحقيقات، بخاصة أن الأجهزة الأمنية في البلاد مشهود لها بالكفاءة العالية وبإمكانية الوصول إلى المجرم في أقرب وقت ممكن ومعاقبته بأقصى عقوبة، لأنها ظاهرة جديدة على المجتمع تتطلب الوقوف عندها حتى لا تتكرر وتستفحل".

بدعة سيئة

في سياق متصل، قال القيادي في حزب "المؤتمر الشعبي" الإسلامي كمال عمر لـ "اندبندنت عربية"، إن "هناك مكوِّناً سياسياً كبيراً داخل السودان ومحيط إقليمي، لا يريدان الديمقراطية في البلاد، وحاولا إفشال التجربة الانتقالية بواسطة أزمات اقتصادية، والآن فكّرا في افتعال أزمة أمنية من خلال هذه العملية غير المسبوقة في تاريخنا السياسي والتي تُعتبر بدعة سيئة"، لافتاً إلى أنهم كحزب إسلامي غير مشارك في الحكومة يراهنون على نجاح الفترة الانتقالية وحكومتها برئاسة حمدوك، داعياً "الحاضنة السياسية للحكومة إلى إشراك التيار الإسلامي الذي له مصلحة في الديمقراطية وتحقيق السلام في البلاد". ودعا إلى "عدم الخوض في الاتهامات وترك الأمر إلى الجهات الأمنية وانتظار نتائج التحقيقات لتفصل في هذه العملية الانتحارية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حمدوك يطمئن الشعب

وفي أول تعليق له على العملية، قال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في تغريدة على صفحته في موقع "تويتر"، "أطمئن الشعب السوداني أنني بخير وصحة تامة. ما حدث لن يوقف مسيرة التغيير ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة العاتي، فهذه الثورة محمية بسلميتها وكان مهرها دماء غالية بذلت من أجل غدٍ أفضل وسلام مستدام".
كما أكدت وكالة الأنباء السودانية أن "حمدوك يمارس حالياً مهماته بشكل اعتيادي، وهو بخير وبصحة جيدة وفي موقع آمن، بعد تعرض موكبه لمحاولة تفجير لم تتضح تفاصيلها بعد، وذلك في مدخل "كوبري كوبر" في الخرطوم بحري في الموعد الذي يتوجه فيه عادة إلى مكتبه".

الحزم اللازم

في موازاة ذلك، أعلن مجلس الوزراء السوداني، بدء السلطات المختصة التحقيق في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها حمدوك، مضيفاً في بيان تلاه وزير الإعلام فيصل محمد صالح أن "موكب رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك تعرض صباح اليوم الاثنين إلى هجوم إرهابي خلال سيره من منزله إلى رئاسة مجلس الوزراء".
وتابع "تعرض الموكب لتفجير إرهابي وإطلاق رصاص أسفل جسر كوبر، ولم يصب رئيس الوزراء بأي أذى، ولا المجموعة المرافقة له، كما بدأت السلطات المختصة بالتحقيقات اللازمة". وزاد "لقد استشرف شعبنا فجر عهد جديد وهو قادر على الدفاع عنه بكل غالٍ ونفيس، وسيتم التعامل بالحزم اللازم مع كل المحاولات الإرهابية والتخريبية، والمضي قدماً في تنفيذ مهمات الثورة وتفكيك ركائز النظام القديم".

شعب لا يُقهر

من جهتها، قالت "قوى الحرية والتغيير" في بيان، "إن هذا الهجوم الإرهابي يشكل امتداداً لمحاولات قوى الردة للانقضاض على الثورة السودانية وإجهاضها، وهي محاولات ظلت تتكسر واحدة تلو الأخرى على سد قوة شعبنا العظيم الذي لا يقهر".
وتابعت "في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ ثورتنا، نؤكد أن قوة الشعب وحدها هي التي ستجهض محاولات الانقضاض على الثورة. إننا ندعو كل جماهير شعبنا في العاصمة إلى الخروج في مواكب والتوجه إلى ساحة الحرية لإظهار وحدتنا وتلاحمنا الذي لا تضاهيه قوة".
كما دعت "قوى الحرية والتغيير"، "كل أبناء وبنات البلاد في كل أرجاء الوطن، إلى الخروج في مواكب حماية للسلطة الانتقالية، وإكمال مهمات الثورة. ثورتنا ماضية وستنتصر".

عبوة ناسفة

وكان والي الخرطوم الفريق الركن أحمد عابدون أعلن في تصريحات من موقع التفجير إن موكب حمدوك تعرض لمحاولة تفجير عن بعد، مؤكداً أن صحته جيدة، وأن السلطات اعتقلت مشبوهين. ولمّح إلى "وجود بصمات خارجية في هذه المحاولة الفاشلة"، معتبراً أنها "المرة الأولى في تاريخ البلاد التي يُستهدف فيها مسؤول سوداني رفيع بعملية كهذه، وهو أسلوب دخيل وغير معروف في الساحة السياسية السودانية".
وتشير المعلومات إلى أن الاعتداء نتج من انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارة "هيونداي" كانت مركونة في الشارع الرئيسي من دون أن يكون داخلها أحد، فأصاب الانفجار السيارة الأولى المخصصة للحماية وداخلها فريق الحراسة الأمنية، بينما اصطدمت السيارة الثانية المسرعة التي يُرجح أنها كانت تقل رئيس الوزراء، بالسيارة الأولى فتحطم زجاجها. ولأن الانفجار وقع قرب أحد المنازل تضررت سيارة كانت تقف ضمن حدوده على نحو طفيف، كما تحطم زجاج المنزل بالكامل.

المزيد من العالم العربي